عاجل

"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد

"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد
الأربعاء ٢١ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٠:٠٠ ص
9027




كنب: محمد مجدى 
"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم" تلك الجملة التى قالها الزعيم المصري أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق، واقفاً أمامه ينادى بمطالبه وهى  العدالة والمساواة.

نشأته
ولد أحمد عرابي بقرية هرية رزنة  بمديرية الشرقية في 31 مارس عام 1841، كان والده شيخاً للبلد، وينتمى للبيت العلوي الشريف، فعلمه مبادئ القراءة والكتابة ، وعهد إلى ميخائيل غطاس صراف القرية ليدربه على الأعمال الحسابية، وظل بكنفه لمدة خمس سنوات، وتوفى والده وهو صغير.

تعلم في الأزهر، ومكث فيه أربع سنوات حفظ خلالها القرآن، وتلقى علوم اللغة والفقه والتفسير، ثم عاد إلى بلدته قبل أن يتم دراسته، التحق بالجيش في 6 ديسمبر عام 1854، ونظراً لإجادته القراءة والكتابة عين كاتباً بدرجة "أمين بلوك" بالأورطة الرابعة من آلاي المشاة الأول.

سلم الرتب العسكرية
 
 
رقي ملازماً عام 1858، حين أمر الوالي سعيد بترقية صف المصريين بالامتحان في صفوف الجيش، وكان عرابي على رأس المتقدمين، ثم رقي إلى رتبة يوزباشى، ثم "رائد" في العام نفسه، ثم بكباشى عام 1860، ثم اصبح  عقيد.
اكتسب ثقة سعيد باشا، ورافقه أثناء زيارته للمدينة المنورة، ولما أراد سعيد تقليص عدد الجيش فصل بعض ضباطه كان من بينهم أحمد عرابي، ثم أمر بإعادتهم قبل وفاته، فعاد عرابي للجيش بنفس رتبته السابقة.

مطالبه أمام الخديوي
 
 
وشارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة، وكان أول ظهور حقيقي لعرابي على الساحة حين تقدم مع مجموعه من زملائه ليطالبوا الخديوي توفيق بعدة مطالب من أهمها ترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس الوزراء، وقد قاد عرابي المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881 فيما يعد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك «هوجة عرابي» والتي جاءت على خلفية التدخل الأجنبي في شؤون مصر بعد صدور قانون التصفية في 1880 وعودة نظم المراقبة الثنائية (الإنجليزي- الفرنسي)، ولجوء رياض باشا إلى أساليب الشدة والعنف مع المواطنين المصريين، وسياسة عثمان رفقي الشركسي وانحيازه للضباط الأتراك والشراكسة وسوء الأحوال الاقتصادية.

وافق الخديوي توفيق لمطالب الجيش وعزل رياض باشا من رئاسة النظار أي (الوزراء)، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل أول نظارة وطنية في تاريخ مصر الحديث في 14 سبتمبر 1881 وتم تعيين محمود سامي البارودي، ناظرا للجهادية.

القضاء على عرابى

 
وأمام كل هذا أصر مجلس الأعيان برئاسة محمد سلطان باشا على تغيير وزارة محمد شريف باشا التي قبلت بكل هذه التدخلات وتأزمت الأمور وبالفعل تقدم محمد شريف باشا باستقالته في 2 فبراير 1882 وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي شغل «عرابي» فيها منصب ناظرالجهادية أي (وزير الدفاع)، وتم إعلان الدستور وصدر المرسوم الخديوي به في 7 فبراير 1882.

وبعد ذلك ازدادت الأمرو في مصر سوءًا حيث وقعت مذبحة الإسكندرية في 11 يونيو 1882 على خلفية نشوب نزاع فردي وقع بين أحد رعايا مالطا وأحد المصريين وسرعان ما تطور لأحداث عنف ضد الأوروبيين المقيمين بالإسكندرية وقتل فيها حوالي الخمسين أوروبيا وتشكلت وزارة جديدة ترأسها إسماعيل راغب وشغل «عرابي» أيضًا فيها نظارة الجهادية، واعتبرت إنجلترا وفرنسا «عرابي» مسؤولا عن تحريض المصريين ضد الأجانب، وتزعمت بريطانيا جهود القضاء على «عرابى».

ضرب الإسكندرية
ضربت بريطانيا الإسكندرية  في 12 يوليو 1882، بعدها قرر «عرابي» أن يسحب قواته منها وأن يتحصن عند كفر الدوار، ولكن الخديوي الموالي للإنجليز أرسل لـ «عرابي» في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويُحمله تبعيات ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين، إلا أنه لم يمتثل وجلبت الحكومة البريطانية المزيد من قواتها. فقام الخديوي بعزل «عرابي» من منصبه، ولم يمتثل «عرابي» لأوامره وانتصر على الإنجليز في كفر الدوار.

معركة التل الكبير
وتصاعد الموقف، وفي 28 أغسطس 1882 اشتبك الجيش البريطاني مع الجيش المصري في معركة القصاصين وكاد أن ينتصر الجيش المصري لولا إصابة القائد راشد حسني إلى أن كانت الجولة الفاصلة بين عرابي والإنجليز في «التل الكبير» في 13 سبتمبر 1882 الساعة 1:30 بعد منتصف الليل ولم تستغرق سوي من 30 دقيقة أو أقل حيث فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام  وألقي القبض على عرابي واصلت القوات البريطانية تقدمها للزقازيق وأعادت تجمعها ثم استقلت القطار للقاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة بقيادة خنفس باشا، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عامًا.
 

نفيه إلى سريلانكا
وبعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديو قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 عقدت محاكمة عرابى  وبعض قواد الجيش وبعض العلماء والأعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفى إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حاليا، وعاد عرابي بعد 20 عام ولدى عودته من المنفى عام 1903 أحضر شجرة المانجو إلى مصر لأول مرة إلى أن توفي في 21 سبتمبر 1911.
 
الأكثر قراءة
Latest-News-img
المركزي: ارتفاع إيرادات رسوم المرور بقناة السويس بمعدل 20.7% لتسجل 4.8 مليار دولار خلال 6 أشهر
Latest-News-img
النفط يتراجع عن أعلى مستوى في أشهر عدة متأثرا بارتفاع الدولار
Latest-News-img
جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع سعر الذهب إلى 2300 دولار بنهاية 2024
Latest-News-img
وزيرة التخطيط: 7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات الموجهة للشرقية لتنفيذ 419 مشروعًا بخطة 23-2024
Latest-News-img
الإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي لشهر مارس 2024
Latest-News-img
جوجل تحذف بيانات جمعتها من تصفح مستخدميها تفاديا لدعوى مرفوعة عليها
جديد الأخبار