عاجل

هناك شواهد عدة تشير الى معرفة المصريين القدماء بهذا الفن .بل وتدل ايضا على انه نشأ مع هذه الحضارة التى

هناك شواهد عدة تشير الى معرفة المصريين القدماء بهذا الفن .بل وتدل ايضا على انه نشأ مع هذه الحضارة التى
الثلاثاء ٠٧ مارس ٢٠١٧ - ٠٠:٠٠ ص
6349

كتب : حسام خليل

هناك شواهد عدة تشير الى معرفة المصريين القدماء بهذا الفن .بل وتدل ايضا على انه نشأ مع هذه الحضارة التى لعب فيها الدين دورا هاما .
وقد أشار المؤرخ المسرحى الشهير الأراديس نيكول إلى أن  "الدراما وإن رجع تاريخها إلى سنه 490 ق.م حين عرض ايسخولوس أولى تراجيدياته فى أثينا على مشهد من النظارة، لهو أمر يحتاج للتدقيق ذلك أن للمسرح وجودا يضرب فى القدم قبل ذلك التاريخ بمئات أو ألاف من السنين، ذلك أن القدامى من المؤلفين المسرحين أفادوا الكثير فى مسرحياتهم مبنى ومعنى من الطقوس الدينية التى كانت لكهنة مصر الأقدمين
و من اهم هذه الشواهد برديتان احداهما بمتحف برلين والاخري بالمتحف البريطاني وتحمل كلا منهما الإرشادات المتصلة بالإخراج المسرحى، والحوار الذى تتضمنه هاتان البرديتان حوارا يتصل بالمسرح اكثر من اتصاله بالطقوس الدينية 
 جاء ببردية برلين "تختار إمرأتان ممشوقتا القد وتجلسان على الأرض أمام البوابة الأولى للقاعة الواسعة ويكتب على منكب الأولى إيزيس وعلى منكب ألأخرى نفتيس وفى يمنى كل منهما ابريق من القيشانى قد ملىء ماء وفى يسرى كل منهما أرغفة من خبز منف "
اما بردية المتحف البريطانى فتقول :"تختار فتاتان عذراوان طاهرتا الجسد وقد حف شعر جسديهما وزين رأسهما بزهرتين وتمسك كلتاهما بدف فى يدها وقد كتب إسماهما على منكبيهما الأولى إيزيس وألأخرى نفتيس وتغنيان مقطوعات هذه الكراسة فى حضرة الإله"
واكثر الآثار الموجودة تدل على وجود مسرح مصرى قديم فهو حجر من الجرانيت الاسود يرجع الى عصر الملك شباكا "القرن الثامن ق.م" إلا انه يعتقد أن أصل هذا النقش يعود الى عصر الاسرة الأولى "القرن 32 ق.م" وهذا الاثر قد حدث له تلف كبير حيث استخدم لعدة اعوام كرحى طاحون مما ادى الى محو جزء من معالمه .
وقد نقش على هذا الحجر نص درامى لأسطورة خلق بتاح إله منف للعالم وكذلك اسطورة اوزيريس ،ومن اهم فقرات هذا النقش نص درامى يجمع فيه الإله جب اله الأرض التاسوع الإلهى ليحكم بين حورس وست .
وهنا ينفرج المشهد اذ تدخل المسرح شخصية جديدة هى الإلهه "سرقت" ترتدى قناعا على شكل عقرب وقابضة بيمينها على علامة "عنخ" رمز الحياة ،وتخترق "سرقت" الحشود إلى الطفل حور المطروح على الأرض وتحملق فيه ثم تنظر إلى الأم وتقول:
"ليس عليك من بأس يا حور 
وانت يا أم الإله لا تقنطى 
فطفلك فى حرز بين هذه الأحراش آمن 
ولا قبل لأعدائه باقتحامه 
ولن يعرف الموت اليه سبيلا 
هكذا قضى آتوم رب الأرباب 
الذى فى السماء فوهبنى الحياة 
لن يطأ هذا المكان ولن يحوم حوله 
سيظل حور فى أمان ولن يمسه أذى 
سوف يحدث هذا له 
وسوف يعيش حور من أجل أمه"
ثم تمعن سرقت النظر إلى الطفل وتقول :
"ما من شك فى أن عقربا لدغته 
أو ان دابة من دواب الأرض نهشته "
وما أن تسمع ايزيس ذلك حتى تجثو على الأرض الى جانب حور وتتشمم فمه حتى تدرك ما به فإذا هو قد سم كما قالت الإلهه سرقت فتنكفىء عليه تحضنه وتقبله فى لهقة ثم تنتصب فى خفة وسرعة وتتلفت هنا وهناك فى ذهول وهى تقول :
"ها هو حور قد لدغ يا رع 
ابنك حور لدغ 
لدغ حور لدغ حور 
وريثك على مماكة شو 
لدغ حور لدغ حور
الرضيع الذهبى 
الطفل الذى فقد أباه وهو فى بطن أمه 
لدغ حور لدغ حور
ابن اوزيريس من الإلهه ايزيس 
لدغ حور لدغ حور
ذلك البرىء الطاهر
النضير بين الألهة 
لدغ حور لدغ حور
الذى سعدت به يوم ولادته
لإننى شممت فيه من سيثأر لإبيه 
لدغ حور لدغ حور
الذى ذاق الخوف فى بطن أمه 
وعاش قلقا فى هذا المأوى 
آلا ما أشوقنى أن اراه حيا
طوبى لذلك الصديق الذى يرد اليه الحياة "
ويتكلم حور وتتكلم ايزيس ويتكلم ست ،ثم تحكم الآلهه لحور، وفى آخر المشهد يرحل تحوتى وهو يقول : إن العالم ينتظرنى .
وهكذا نجد وأن تلك الخاتمة التى ختم بها تحوتى فصول المسرحية تعد من الحيل المسرحية التى يعيش عليها المسرح حتى الآن .
وتدل الشواهد الأثرية على وجود مسرح مصرى قديم وأنه كان يوجد ثمة مسرح دنيوى الى جانب المسرح الدينى ،وكانت هناك مسرحيات دنيوية تخالف تلك المسرحيات الدينية موضوعا وروحا .
كما وجدت مسرحيات سياسية مثل عودة ست ،وهى مسرحية سياسية عميقة ضد الفرس .
وتشير الشواهد الى ان العروض المسرحية كانت تقام فى المعبد ، ونستنتج هذا ايضا من لقب ايمحب حيث كان لقبه المشرف على القاعة الواسعة والتى ربما يقصد بها بهو الأعمدة فى المعابد المصرية ،أو ربما ايضا قصد بها قاعة واسعة كان يهيئها له الحاكم او الاعيان لاقامة العروض .
وهكذا نجد ان المسرح المصرى قد سبق المسرح الأغريقى فى نشأته ولقد عاش المسرح المصرى بشكل اساسى مرتبطا بالدين وملازما له ،حتى اذا اختفى هذا الدين من الحياة المصرية اختفى معه المسرح ،وعلى العكس من ذلك المسرح اليونانى الذى نشأ ايضا مع الدين إلا انه لم يلبث أن استقل عنه وعن المعبد فامتدت حياته.
كما اكد ذلك الدكتور سليم حسن في موسوعة مصر القديمة، كما ان اكتشافات العالمان كورنتس 1932 وكورت 1938 الذين عثرا على برديات تحوي نصوص مسرحية لعروض كانت من 40 مشهد، في صورة اقرب ماتكون للشعر لتصوير مأساة ايزيس وبحثها عن زوجها في كافة البلاد، وعرقلة الأله ست واللي بيحول دون إلتقاءهم .
 
الأكثر قراءة
Latest-News-img
المركزي: ارتفاع إيرادات رسوم المرور بقناة السويس بمعدل 20.7% لتسجل 4.8 مليار دولار خلال 6 أشهر
Latest-News-img
انعقاد ملتقى الفكر للواعظات بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)
Latest-News-img
النفط يتراجع عن أعلى مستوى في أشهر عدة متأثرا بارتفاع الدولار
Latest-News-img
جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع سعر الذهب إلى 2300 دولار بنهاية 2024
Latest-News-img
الإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي لشهر مارس 2024
Latest-News-img
جوجل تحذف بيانات جمعتها من تصفح مستخدميها تفاديا لدعوى مرفوعة عليها
جديد الأخبار