الغارديان نشرت موضوعا للخبير الاقتصادي ويل هاتون بعنوان "بعد عشر سنوات الرأسمالية قد لا تنجو من صدمة أخرى مثل مصرف ليمان".
يقول هاتون إنه بعد عشر سنوات من انهيار مصرف ليمان براذرز في الولايات المتحدة والجهود التي بذلتها الحكومات حول العالم لمعالجة الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي، لازالت تبعات هذه الهزة الاقتصادية تتوالى حتى اليوم.
ويوضح هاتون أن عمالقة عالم الإقراض تم تعريتهم، واتضح أنهم وحوش صنعت عبر الدعاية المكثفة من المعلقين الاقتصاديين، وأن الإنجازات الاقتصادية التي رددها جيل الأسواق الحرة والساسة المحافظون لم تكن سوى دعاية غبية.
ويضيف هاتون أن الأسواق وفرت بالفعل مكاسب كبيرة لبعض المستثمرين وصنعت ثروات لبعض الأسر الكبرى عبر مديرين اتخذوا قرارات لم يكونوا يتخيلون أن بمقدورهم المجازفة باتخاذها لدرجة أن النظام الاقتصادي أصبح أكثر تعقيدا وعبارة عن شكبة من المصالح المتداخلة والمبنية على علاقات ضعيفة.
ويقول هاتون إن المكاسب التي نتجت عن هذا النظام ذهبت إلى بعض المستثمرين فقط بينما الخسائر تم تعميمها وتوزيعها على الشعوب ليحمل المواطنون نتائجها بحيث أصبح النظام الرأسمالي قائما على استخلاص الأرباح المتاحة فقط لا العمل على إنتاج الأرباح، وبالتالي فإن هذا النظام يسير إلى حتفه وأصبح عبارة عن كابوس يحيط بعصرنا.
ويوضح هاتون أن الأزمة الأخيرة كانت الأعمق في التاريخ الحديث منذ الكساد الكبير الذي بدأ في عام 1929 ووصلت تكلفته إلى 14 تريلليون دولار واستغرقت عملية التعافي منه وقتا أطول من أي أزمة أخرى.
ويوضح هاتون أن الأزمة المقبلة لن يتم التعامل معها كما جرى في عام 2008، فالرئيس الأمريكي، دونالدر ترامب، لن يوافق على حزمة المساعدات المالية على مستو عالمي مثلما فعلت الإدارة السابقة، وهو ما يرجح أن الرأسمالية لن تنجو من أزمة مماثلة لأزمة عام 2008.