من مقال رأي في الفايننشال تايمز لدايفيد غاردنر، بعنوان "مقتل العالم النووي الإيراني يعقّد خطة بايدن للشرق الأوسط".
ويرى الكاتب أن اغتيال فخري زاده، بمثابة الهدية للمتشددين في طهران، ستجعل الصفقة أصعب على الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
ويلفت الكاتب إلى أن بايدن يعتزم إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، لكن "الهدف، المعقد بالفعل، أصبح أكثر صعوبة، وهو بالتأكيد نية ترامب و(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو، وكذلك حلفائهم العرب السنة في الخليج بقيادة محمد بن سلمان، ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية".وأضاف "قبل مغادرته، يبدو فريق ترامب عازما على سياسة الأرض المحروقة في الشرق الأوسط لجعل طريق إدارة بايدن القادمة إلى الدبلوماسية أكثر صعوبة. بالإضافة إلى فرض المزيد من العقوبات، ورد أن ترامب طلب المشورة مؤخرا بشأن جدوى شن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية".
"هذا الشهر، توسط وزير الخارجية مايك بومبيو، في اجتماع مفاجئ في المملكة العربية السعودية بين نتنياهو والأمير محمد. ظاهريا حول الوفاق و"تطبيع" العلاقات، كان الأمر أيضا يتعلق بجبهة موحدة ليس فقط ضد طهران ولكن سياسة بايدن تجاه إيران، مما أدى إلى إطلاق أجراس الإنذار في جميع أنحاء المنطقة".
ويرى الكاتب أن قتل فخري زاده "رفع مستوى التحدي. الافتراض المأمول هو أنه لن تكون هناك حرب حقيقية. لكن سيكون هناك حساب".
ويعتبر أن حملة "الضغط الأقصى لإدارة ترامب، والخروج من الصفقة التي نجحت في القضاء على مخزون طهران السابق من الوقود النووي، إلى قيام إيران بإعادة تكوين مخزون من اليورانيوم المخصب. وهو الآن حجمه 12 ضعف حجم سقف الاتفاق وأعلى من النقاوة المسموح بها".
ويقول الكاتب أن "أولئك الذين يقاومون القوة الإيرانية المتنامية في الشرق الأوسط، يبتهجون بمقتل فخري زاده. لكن الفيزياء الإيرانية لا يمكن أن تُقتل، ولا القناعة المتزايدة بين الإيرانيين بأن أمريكا لا يمكن الوثوق بها لأنها تراجعت عن الصفقات الدولية. هذه هدية سياسية للمتشددين".
ويخلص الكاتب إلى أنه "يجب على الرئيس القادم أن يجد طريقة للتعامل مع إرث سليماني من الميليشيات شبه العسكرية - المسلحة بالصواريخ - التي أقامت ممرا شيعيا إيرانيا من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط".
"ومع ذلك، كيف يمكن لإيران المفلسة أن تتعامل مع منطقة مكونة من الدول الفاشلة دون السعي للتوصل إلى تسوية ليس فقط مع جيرانها ولكن مع العالم؟ إيران تشتهر بصبرها الاستراتيجي. وسيتم الآن اختباره".