طاقة

أسعار النفط تقفز 4 % في أسبوع .. فجوة مرجحة في المعروض يناير المقبل


ارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 1 في المائة أمس مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط.

وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 86 سنتا، أو 1.1 في المائة، إلى 80.25 دولار للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 81 سنتا، أو 1.1 في المائة إلى 74.70 دولار للبرميل. وارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من 4 في المائة للأسبوع الثاني على التوالي.

وقال ليون لي المحلل لدى “سي.إم.سي ماركتس” في شنغهاي “إن أسعار النفط قد تشهد انتعاشا بسبب الصراعات الجيوسياسية والتطبيق الوشيك لتخفيضات إنتاج أوبك +”.

واتفقت السعودية وروسيا وأعضاء آخرون في “أوبك +”، الذين يضخون أكثر من 40 في المائة من النفط العالمي، على تخفيضات طوعية للإنتاج تبلغ في المجمل نحو 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2024.

وأضاف “لذلك من المرجح أن تحدث فجوة صغيرة في المعروض في يناير العام المقبل، وقد يرتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما بين 75 و80 دولارا للبرميل”.

ويتجنب مزيد من شركات النقل البحري البحر الأحمر بسبب الهجمات على سفن، ما تسبب في اضطرابات التجارة العالمية عبر قناة السويس التي يمر فيها نحو 12 في المائة من حركة التجارة العالمية.

وقالت شركتا هاباج لويد الألمانية وأورينت أوفرسيز كونتينر لاين ومقرها هونج كونج “إنهما ستتجنبان البحر الأحمر عن طريق تغيير مسار السفن أو تعليق الإبحار، لتصبحا أحدث شركتين تعلنان ذلك”.

ويقول المحللون “إن تأثير ذلك في إمدادات النفط محدود حتى الآن، إذ يجري تصدير الجزء الأكبر من خام الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز”.

وقامت ناقلة نفط، استأجرتها شركة اكوينور إيه.إس.إيه النرويجية، التي توقفت في البحر الأحمر قبل ستة أيام، بالدوران وتبحر الآن عائدة نحو قناة السويس.

وتبحر السفينة سونانجول كابيندا شمالا، باتجاه الممر المائي المصري، بسرعة 13 عقدة، وفقا لعمليات تتبع الناقلات.

وتشير أبعادها وعمقها في المياه، وحركاتها السابقة، إلى أن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.

تقول شركات ومحللون “إن السفن التي تبحر حول رأس الرجاء الصالح لتجنب الهجمات في البحر الأحمر تواجه خيارات ليست سهلة أيضا بشأن أماكن التزود بالوقود والمؤن مع معاناة الموانئ الإفريقية الروتين والازدحام وضعف المرافق”.

وتغير مئات السفن الكبيرة مسارها لتبحر حول الطرف الجنوبي للقارة الإفريقية، وهو طريق أطول يضيف ما بين 10 و14 يوما للرحلة، هربا من هجمات في البحر الأحمر دفعت رسوم الشحن والتأمين إلى الصعود.

وأدت الهجمات إلى تعطيل حركة التجارة الدولية عبر قناة السويس التي تمثل أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا ويمر منها نحو سدس التجارة العالمية.

وخلص مؤشر البنك الدولي لعام 2022 الذي صدر في مايو إلى أن أكبر موانئ في دولة جنوب إفريقيا بما فيها دربان، وهو أحد أكبر موانئ إفريقيا من حيث كميات الحاويات التي يتعامل معها، وكيب تاون ونجورا من بين الأسوأ أداء على مستوى العالم.

وقال أليسيو لينسيوني مستشار اللوجستيات وسلاسل الإمداد “حتى بالحالة التي عليها دربان الآن لا يزال الميناء الأكثر تطورا والأكبر في إفريقيا، لذلك فالسفن التي تغير مسارها حول القارة لديها خيارات محدودة للرسو والتزود بالوقود وغيره”.

وأضاف لينسيوني أن “موانئ المياه العميقة الكبيرة الإفريقية الأخرى على طول طريق رأس الرجاء الصالح مثل مومباسا في كينيا ودار السلام في تنزانيا تفتقر إلى المعدات والتجهيزات اللازمة للتعامل مع الازدحام المتوقع في الأسبوعين المقبلين”.

وقالت “ميرسك”، “إن السفن التي غيرت مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح ستحاول قدر الإمكان التزود بالوقود في ميناء الانطلاق وميناء الوصول النهائي فقط”.

وأضاف متحدث باسم الشركة “في حال الاحتياج إلى التوقف في الطريق سيتقرر الأمر حالة بحالة، وأولويتنا في الخيارات هي لميناءي والفيس باي (ناميبيا) وبورت لويس في موريشيوس”.

يقول عاملون في قطاع الشحن “إن الأحوال الجوية غير المواتية وهياج البحار المعتاد عند رأس الرجاء الصالح المعروف بسبب ذلك باسم (رأس العواصف) إضافة إلى قناة موزامبيق المعرضة للأعاصير يعني أن السفن قد تستهلك وقودها أسرع، ما يجعل خدمات إعادة التزود بالوقود أمرا بالغ الضرورة”.

وقال متحدث باسم “تي.إف.جي مارين” وهي وحدة من شركة ترافيجورا لتجارة الطاقة “في سنغافورة تم تسليم كميات أكبر من الوقود للسفن التي ستبحر الآن في رحلات أطول”.

وتشكل البيروقراطية أيضا مصدر قلق. ففي سبتمبر، احتجزت السلطات في جنوب إفريقيا خمس سفن لتزويد الوقود في خليج أنجولا للاشتباه في مخالفة قانون الجمارك والرسوم وتعرضت شركات منها بي.بي وترافيجورا وميركوريا لأوامر تعليق للعمليات في انتظار نتائج للمراجعة.

ومنذ أن بدأت في جنوب إفريقيا أول عملية تزويد بالوقود البحري من سفينة إلى سفينة في خليج ألجوا في عام 2016، كان هناك ارتفاع حاد في أحجام الوقود والسفن التي تستخدمه.

ويقولون محللون “إن توقعات الاحتياج إلى مزيد من الوقود البحري تعني أنه من المنتظر زيادة الواردات إلى نحو 230 كيلوطن في ديسمبر”.

وقال يونس عزوزي محلل السوق في “كبلر” لتحليل البيانات “من المتوقع أن تسجل جنوب إفريقيا مستوى قياسيا من واردات زيت الوقود في ديسمبر، بسبب الطلب على إعادة التزود بالوقود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى