أخبار

خسائر بالمليارات… إضراب عمال الموانئ في أمريكا ينذر بشلل اقتصادي

بدأ عشرات الآلاف من عمال الموانئ إضرابا في الموانئ على طول الساحل الشرقي وخليج المكسيك اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى تقطع السبل بأكوام من حاويات الشحن على الأرصفة وتعطيل السفن خارج الموانئ في تهديد للاقتصاد قبل خمسة أسابيع فقط من الانتخابات.

تكدس حاويات الشحن على الأرصفة وتعطيل السفن خارج الموانئ يهدد الاقتصاد الأمريكي، إذ تشير التقديرات إلى خسائر تصل إلى 3.8 مليار دولار أسبوعياً.

اندلعت اضطرابات فورية في الموانئ التي تتعامل مع أكثر من نصف تجارة الولايات المتحدة في حاويات الشحن. ومن المتوقع أن تنتشر التأثيرات في جميع أنحاء البلاد، وتكلف ما لا يقل عن مئات الملايين من الدولارات يوميًا، وتزداد سوءًا مع بقاء عمال الشحن والتفريغ خارج العمل، وفقًا لصحيفة «وول ستريت».

يجدر الإشارة إلى أن هذا الإضراب هو الأول لعمال الموانئ الأميركية منذ قرابة خمسة عقود، إذ كان الأخير في عام 1977. ولم يتضح بعد ما هي الخطوات التالية التي قد تكون في حل النزاع بين الرابطة الدولية لعمال الشحن والتفريغ (ILA) وشركات الشحن ومشغلي الموانئ.

وقال التحالف البحري الأمريكي (USMX)، الذي يمثل الشركات، أمس الاثنين قبل ساعات فقط من الموعد النهائي لمنتصف الليل، إن المفاوضين تبادلوا المقترحات في الأيام الأخيرة، وأنه يعرض زيادات بنسبة 50%. وقال التحالف إنه يسعى لتمديد العقد للسماح بمواصلة المحادثات.

وقال هارولد داجيت، رئيس النقابة، إن جشع خطوط الشحن الدولية سيكون السبب وراء إضراب أعضائه. وتؤكد النقابة أن أعضائها يستحقون حصة أكبر من مئات المليارات من الأرباح التي حققها المشغلون في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن عملوا خلال جائحة فيروس كورونا.

وخاطب «داجيت العمال» خارج محطة ميناء «ماهر» في نيوجيرسي صباح الثلاثاء، بحسب مقطع فيديو نشرته النقابة على فيسبوك، قائلًا: «لن يتحرك شيء بدوننا»، متعهداً بأن الاتحاد سينتصر، «لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة».

ويمثل الاتحاد 47.000 من عمال التحميل والتفريغ المسؤولين عن تحميل وتفريغ السفن، فضلا عن صيانة المعدات.

من جانبه،  قال البيت الأبيض في بيان اليوم إن مسؤولي الإدارة التقوا بالجانبين وكانوا «يعملون على مدار الساعة» لتجنب الضربة.

وفي يوم الاثنين، دعت غرفة التجارة الأمريكية الرئيس جو بايدن إلى السعي لمنع الإضراب من خلال تفعيل قانون «تافت-هارتلي»، الذي سيفرض فترة «تهدئة» مدتها 80 يومًا للمفاوضات. لكن المسؤولين قالوا باستمرار إن الرئيس لا يعتزم استخدام سلطاته القانونية لمحاولة إجبار الأطراف على التحدث وإنهاء الإضراب، مما يعزز موقف النقابة.

وعلى عكس بعض تلك النزاعات والإضرابات الأخرى، من المرجح أن يشعر قطاع كبير من الجمهور بإضراب عمال الشحن والتفريغ بشكل مباشر، حيث تعطلت واردات كل شيء من السيارات إلى الغذاء. ويتوقع المحللون أن ترتفع التكلفة التي يتحملها الاقتصاد بسرعة إلى المليارات.

ومع تهديد مسؤوليجمعية عمال الشحن والتفريغ الدولية  بالإضراب لعدة أشهر، أصبح لدى العديد من الشركات الكبرى الوقت الكافي للاستعداد، وطلب البضائع لموسم التسوق في العطلات في وقت أبكر من المعتاد وتحويل الشحنات إلى الساحل الغربي.

ويقول مسؤولو البيت الأبيض إنهم واثقون من أن سلاسل التوريد يمكنها التغلب على الإضراب، على الأقل لفترة من الوقت. ويشارك في هذا الرأي محللون مستقلون.

سلاسل الإمداد العالمية تحت التهديد مجددًا

قد يشهد العالم شللًا في أحد أهم شرايين التجارة العالمية مع إضراب لعمال الموانئ في أكبر ميناءين بحريين بالولايات المتحدة: لوس أنجلوس ولونج بيتش.

هذا الإضراب، الذي يهدد بتعطيل حركة ملايين الحاويات، سيؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع عالميًا، مما يعطل سلاسل الإمداد الهشة أصلاً.

وتمر عبر تلك الموانئ نسبة كبيرة من البضائع المستوردة والمصدرة، ما يؤثر بشكل عميق على سلاسل الإمداد العالمية، ويعطل حركة البضائع بشكل كبير، وهذا يعني نقصاً حاداً في السلع بالأسواق وارتفاع الأسعار.

وبلغت حصة ميناء لوس أنجلوس من جميع التجارة المنقولة بحراً بالحاويات في الولايات المتحدة نحو 16% في عام 2023، وجرى نقل بضائع تصل قيمتها لنحو 292 مليار دولار عبر هذا الميناء خلال العام نفسه.

وعند دمج بيانات ميناء لوس أنجلوس مع ميناء لونج بيتش، فإن ما يقرب من 29% من كل ما استوردته أو صدرته الولايات المتحدة في حاويات عبر المياه جاء عبر مجمع ميناء خليج سان بيدرو، الذي يشمل هذين الميناءين.

ومن المقرر أن يبدأ عمال الموانئ إضراباً بعد منتصف ليل الإثنين دون محادثات تلوح في الآفاق حالياً لتجنب توقف يهدد بوقف حركة الحاويات من ماين إلى تكساس.

وانتهى عقد العمل بين نقابة رابطة عمال الموانئ الدولية التي تمثل 45 ألف عامل في الموانئ ومجموعة أرباب العمل في تحالف الولايات المتحدة البحري في وقت متأخر من يوم الإثنين، مع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بشأن الأجور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى