أخبار وتقارير
نشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا عن المسلمين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، ودفنوا في مقابر مع قتلى

نشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا عن المسلمين الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، ودفنوا في مقابر مع قتلى الحلفاء، وبقيت قصصهم مجهولة.
يقول فيفيك تشاوداري في تقريره إن باحثين قضوا الأعوم الستة الأخيرة في فحص وثائق من الأرشيف العسكري وعددا كبيرا من المذكرات الشخصية لمحاربين في الحرب العالمية الأولى من 19 بلدا، فضلا عن مئات الصور.
خلص البحث إلى أن 2.5 مليون مسلم شاركوا في صفوف جيوش الحلفاء بصفة مقاتلين أو عاملين.
قد بدأت عملية البحث بمبادرة من رجل بلجيكي اسمه لوك فيريي، ويبلغ من العمر 53 عاما، بعدما عثر في مذكرات من الحرب العالمية الأولى لوالد جده على فصول مطولة عن المسلمين الذين التقاهم في جبهات القتال.
وجد الباحث، حسب تشاوداري، أن هؤلاء المقاتلين جلبوا من أفريقيا والهند وروسيا وحتى من أمريكا، فعاشوا وماتوا مع المسحيين واليهود .
يذكر الكاتب قصصا عن أئمة وقساوسة وحاخامات يعلّمون بعضهم بعضا طريقة الدفن. وتروي الوثائق أيضا قصص الجنود المسلمين وهم يقتسمون طعامهم مع المدنيين الجياع. كما اندهش الضباط الفرنسيون والبلجيكيون والكنديون من معاملة الجنود المسلمين الإنسانية للأسرى الألمان.
لما سئلوا عن ذلك ذكر لهم الجنود المسلمين أن هذه طريقة معاملة الأسير وفق تعاليم الإسلام.
ينقل الكاتب عن فيريي قوله إن "صورة المسلمين في الغرب هي أنهم أعداء، وأنهم وافدون لم يقدموا شيئا لأوروبا، وهدف عملنا هو أن نجعل جميع أوروبا تفهم أننا بيننا تاريخ مشترك، بعيدا عن السياسة والاستعمار، ونحن نقدم وقائع وقصصا حقيقية ينبغي أن تعرفها أوروبا كلها".
يضيف الكاتب أن عمل هؤلاء الباحثين أثار اهتمام خبراء الحرب العالمية الأولى. وقد ألقى فيريي محاضرة في جامعة هارفارد الشهر الماضي، وقدم وثيقة للأمم المتحدة. ويعتزم الباحثون إصدار كتاب يتضمن مقاطع من الوثائق التي اطلعوا عليها، ومجموعة من الصور التي عثروا عليها.
من بين الوثائق الأكثر تأثيرا، حسب الكاتب، الرسائل التي كتبها هؤلاء المقاتلون المسلمون، وذكر منها رسالة مقاتل جزائري كان في جبهة القتال بمنطقة نوتر دام دوي لوريت في عام 1916 يقول فيها: " أقسم بالله العظيم، أنني لن أتوقف عن الصلاة، ولن أتخلى عن ديني، حتى لو وضعت في جحيم أشد من الجحيم الذي أنا فيه".