أعدت صحيفة “هآارتس” الإسرائيلية تقريرا عن الأوضاع التى تمر بها مصر ،وإستهلت التقرير بموجة “النفى” التى شهدتها البلاد مؤخرا

كتب : إسلام عبدالكريم
أعدت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية تقريرا عن الأوضاع التى تمر بها مصر ،وإستهلت التقرير بموجة "النفى" التى شهدتها البلاد مؤخرا ، حيث نفى الرئيس "محمد مرسي" وجود توتر بينه وبين الجيش، فى الوقت الذي نفى فيه المرشد السابق لجماعة "الاخوان المسلمين"، مهدي عاكف، أن يكون قال ان المرشد الحالى فوق الحكومة وفوق الرئيس، كما نفى المتحدث الرئاسي ماتردد عن عرض منصب رئيس الحكومة على الامين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" بدلا من هشام قنديل ، أيضا محافظ البنك المركزي "هشام رمزى" الذي نفى ما تردد عن إرساله برسالة للرئيس أن يشرح فيها أن البنك لا يمكنه أن يرتب مبالغ العملة الصعبة اللازمة لاستيراد البضائع. ورأت الصحيفة أن "وابل النفى" يدل على واقع مقلق .
وأشارت إلى لقاء مرسي بقادة الجيش يوم الخميس الماضي ، وأن اللقاء ناقش فى الأساس العلاقات بين المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان المسلمين ، على خلفية ما ردده رئيس حزب الوسط "أبوالعلا ماضي" عن وجود بلطجية للمخابرات والجيش ،خاصة أن "ماضي" من المنفصلين عن جماعة الإخوان إلا أنه يشاركهم المفاهيم . فى المقابل وكما كان متوقعا فإن الجيش نفى ، بل وسربت مصادره سربت إلى وسائل الإعلام أن "مرسي" طلب من رئيس المخابرات أن يجند إلى صفوفه أشخاصا منتمين لتيار الإخوان ،وهو مما نفاه مكتب الرئيس فعليا.
ورأت الصحيفة أنه على نحو عجيب وصلت الى صحيفة "الجارديان" البريطانية أجزاء من تقرير لجنة تقصي الحقائق التى شكلها الرئيس المصري ،وتشمل شهادات عن تعذيب واخفاء أشخاص قام بها الجيش في فترة المظاهرات. وأوضحت أن ما حدث يضاف إلي حالة تبادل الإتهامات بين الجيش والرئاسة ، خاصة بعد موضوع هددم الأنفاق الذي يقوم به الجيش على طول الحدود مع غزة، وزعمت أنه يجري الآن فى مصر صراعا خطيرا بين الجيش والرئيس لوضع الأيدي على مراكز السلطة .
وأوضحت أن القلق من "أخونة الاجهزة" يوجد في جبهة المواجهة بين المعارضة والرئيس ، حيث تطالب المعارضة بإقالة "قنديل" من رئاسة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط تقود الدولة حتى إنتخابات للبرلمان. وبات الرئيس المصري يدرك أنه إذا لم يستجب للمعارضة – على الأقل فى أجزاء من مطالبها – فإنه سيواجه مطلب متزايد بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ، قد تؤدي إلي فقدان الإنجاز الأهم الذي حققته جماعة الإخوان فى تاريخها . فتغير رئيس الحكومة وتعيين حكومة جديدة سيكون أهون الشرور .
وأضافت "هآارتس" أن مطلب المعارضة بتغيير الدستور وصياغة قانون انتخابات جديد من شأنهما أن يكلفا الاخوان ثمنا أغلى بكثير ، وذلك لأن هذا يعني تأجيل الإنتخابات لأشهر طويلة ، وسيجد "مرسي" خلالها صعوبة في إدارة البلاد وتحقيق تطلعه بأخونتها .
وفى نهاية التقرير ، قالت الصحيفة الإسرائيلية أنه بعد مرور تسعة أشهر على إنتخاب "مرسي" ، فإن مصر لا تزال تجد صعوبة فى الإقتناع بأنه يرأس الدولة ، وأن سياساتها تمليها كلا من السعودية وقطر الراعيتان للإقتصاد المصري فى ظل التدهور الذي يضربه . أما السياسة الداخلية فغير موجودة، وصراعات القوى مع المعارضة تجري في الشارع او في اللقاءات العامة. وبدون برلمان فإن التشريع مصادفا ، ويبدوا أن السلطة القضائية وحدها هو ما ينجح في إبقاء رأس مصر فوق الماء .

