كتب :إسلام عبدالكريم
أعدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا مطولا عن العلاقة المستقبلية بين الرئيس المصرى الجديد "محمد مرسى" مع المجلس العسكرى ، موضحة إنه منذ الإطاحة بالرئيس السابق "حسنى مبارك" وإعطاء جنرالات الجيش دستورا فريدا من نوعه منحهم صلاحيات مستقلة عن السلطة التنفيذية أقوى مما كانت سابقا مع إنتخاب رئيس جديد – ذو خلفية إسلامية – يؤكد أن المؤسسة العسكرية المصرية ستتبنى النموذج التركى . وتسائلت الصحيفة الصحيفة حول إمكانية أن يساعد هذا الأمر فى حفاظ مصر على طابعها العلماني والحفاظ عى حقوق الأقليات .
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن مصر بات لديها الآن رئيس منتخب وتعيش فى مجتمع حر وديمقراطى ، وعلى ما يبدو فإن جنرالاتها أقوياء وأبقوا على قوتهم ، ويقومون بنسخ النموذج التركى، وفى الوقت نفسه سمحوا بتسليم السلطة لحكم مدنى كامل مع بعض الزخارف الديمقراطية .
لكن يديعوت ترى أن هذا النموذج لا تتباهى به تركيا الآن ، وهذا النموذج القديم من الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى جعل المواطن العادى يتطلع لبقاء الجيش فى هذه المكانة للحفاظ على مدنية الدولة.
وزعمت أن جنرالات المجلس العسكرى المصري الذين حكموا االبلاد على مدار العام والنصف الماضيان قد إنتقلوا إلى هوية القوى الأخرى قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وأعلنوا انتصار مرشح جماعة ‘الإخوان المسلمين’ فى الانتخابات، وتم تنصيبه رئيسا.
وبحسب الصحيفة ، فأن مصر شهدت مؤخرا مفاوضات سرية للتوصل إلى إتفاق لتقاسم السلطة ، أصبح لدى الجيش حاليا القوة البرلمانية الكاملة وعملية المراقبة للتفاوض على كتابة الدستور الجديد ، وأصبح للمجلس العسكرى الكلمة الأخيرة فى السياسة الخارجية والأمنية . وقالت أن المجلس العسكرى زرع بذور ترتيب تقاسم السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق ، وأن قادة الجيش قد أمروا بترجمة دستور تركيا عام 1982 إلى اللغة العربية وفقا لدراسة أعدها باحث أمريكى .
ونقلت "يديعوت" عن خبراء إستراتيجيين قولهم أن جنرالات الجيش المصري يريدون حالة فريدة من نوعها فى الدستور الجديد لتكون المؤسسة العسكرية مستقلة عن السلطة التنفيذية ، بل وأقوى مما كانت عليه ، بعكس الجيش الإسرائيلى الذى يؤدى سياسات دولته على نحو مباشر أو غير مباشر .
وأشارت إلى أنه فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى أراد الجيش التركى الحصول على فرض سيطرته على الدولة وحماية الطابع العلمانى للبلاد ، مضيفة أنه على الرغم من أن مصر لم تكن علمانية، مثل تركيا، إلا أن وجهة النظر العامة تبدو بأن دوافع المصريين ورغبتهم فى منع قوة الإخوان المسلمين وتحقيق مكاسب للإسلاميين فى الحكومة الجديدة . وأن المصريين يريدون أن يحذوا حذو النموذج التركى ، بالرغم من أن تركيا قد غيرت هذا الطابع منذ عقد من الزمان .