أعربت الصين عن رغبتها في دعم مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية في بريطانيا ووقعت صفقات تجارية بقيمة 14 مليار

وقعت الصين صفقات تجارية مع المملكة المتحدة بقيمة 14 مليار جنيه استرليني أثناء زيارة رئيس الوزراء الصينى للندن

أعربت الصين عن رغبتها في دعم مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية في بريطانيا ووقعت صفقات تجارية بقيمة 14 مليار جنيه استرليني أثناء زيارة رئيس الوزراء الصينى لى كه تشيانغ للعاصمة البريطانية لندن.

و أن المشروعات التي يعتزم بنك التنمية الصيني المملوك للدولة الاستثمار فيها تشمل مشروع "هاي سبيد تو" للقطارات فائقة السرعة والجيل القادم من محطات الطاقة النووية.ومن المتوقع إبرام صفقة أخرى بين شركة بريتش بيتروليوم (بي بي) البريطانية العملاقة وشركة الصين الوطنية للنفط البحرى بقيمة تقدر بنحو 20 مليار دولار (11.8 مليار جنيه استرليني) بموجب عقد يمتد إلى 20 عاما.
ووقع بنك التنمية الصيني مذكرة تفاهم مع مؤسسة "ذا سيتي يو كيه".

وسيشجع الاتفاق بنك التنمية الصيني على الإقراض في المملكة المتحدة، فضلا عن التداول في العملة الصينية، الرنمينبي، وهو ما سيفتح فرصا تجارية في الصين للشركات البريطانية.

وتم الإعلان عن مذكرة التفاهم خلال التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الصيني بعد ظهر الثلاثاء بشأن العلاقات التجارية الوثيقة بين الصين والمملكة المتحدة.

وقال كاميرون: "المملكة المتحدة هي الوجهة المفضلة للاستثمارات الصينية في أوروبا، إذ تجاوزت الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة حجم إجمالي الاستثمارات خلال السنوات الثلاثين الماضية مجتمعة".
صفقة لندن

ووقعت مذكرة التفاهم برعاية السير غيري غريمستون، رئيس مؤسسة "ذا سيتي يو كيه".

وقال بوب دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم، في مؤتمر صحفي في العاصمة الروسية موسكو إن عملاق النفط البريطاني سوف يمد الشركة الصينية بالغاز الطبيعي المسال.

وأشار دادلي إلى أن الاتفاق سيوقع في لندن، مضيفا: "هي اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 20 عاما بسعر عادل لنا ولهم. إنه جسر جيد بين المملكة المتحدة والصين في مجال التجارة".

وتمد بريتش بيتروليوم شركة الصين الوطنية للنقل البحري بالغاز الطبيعي المسال بالفعل من إندونيسيا.

وفي الوقت نفسه، دخلت مؤسسة "ماب انفيرونمينتال" البريطانية في مشروع مشترك مع شركة "زد إن شاين سولار" الصينية لشراء وتطوير وإدارة أصول ألواح شمسية بريطانية بقيمة 400 مليون جنيه استرليني.

ويشمل المشروع برنامج بناء لمدة ثلاث سنوات بالتعاون مع بعض شركات المقاولات والهندسة الكبرى في المملكة المتحدة.
القطارات فائقة السرعة

وقال السير غيري إن مناقشاته مع بنك التنمية الصيني صباح الثلاثاء كشفت أنهم يركزون على ثلاثة قطاعات محددة.

وأضاف: "إنهم مهتمون بالمشروعات النووية والسكك الحديدية فائقة السرعة والاتصالات السلكية واللاسلكية. مشروع هاي سبيد تو كان أحد الأشياء التي ذكروها تحديدا في اجتماع هذا الصباح. معرفة أن التمويل متاح هو جزء مهم من أي مشروع، وهذا تطور مهم".

وعلى الرغم من الجدل السياسي المحيط بمشروع "هاي سبيد تو" الذي تصل تكلفته إلى 42.6 مليار جنيه استرليني، فإن موقف بنك التنمية الصيني سيكون حافزا مشجعا لمؤيدي المشروع.

وكانت الحكومة البريطانية تصر في السابق على أن يتم تمويل المشروع بالكامل من قبل دافعي الضرائب، لكن يمكن الاستعانة بمستثمر كبير لتشغيل الخدمة أو لبناء محطات وخدمات الربط الإضافية.

ومن المقرر افتتاح المرحلة الأولى من الخط الذي تصل سرعته إلى 250 ميلا في الساعة إلى برمنجهام بحلول عام 2026.
القوة الناعمة

وكان رئيس الوزراء الصيني قد عرض المساعدة المباشرة في بناء المشروع خلال زيارة كاميرون للصين في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأعقب هذا العرض، الذي جاء بمثابة مفاجأة لكاميرون، عرضا أخر من مجموعة سكك حديد الصين، وهي شركة تابعة لشركة هندسة السكك الحديدية الصينية المملوكة للدولة، التي قالت إنها يمكن أن تساعد في مشروعات بناء ذات صلة بمشروع "هاي سبيد تو".

وقال السير غيري، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة صندوق "ستاندرد لايف" للمعاشات: "مشروع هاي سبيد تو يمكن أن يكون فرصة استثمارية جذابة، وليس بادرة دبلوماسية ضعيفة".

يعد بنك التنمية الصيني أحد أكبر في مجال القروض المقدمة لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء العالم، وينظر إليه على أنه أحد أذرع سياسة التنمية الاقتصادية في بكين، وامتدادا لـ "القوة الناعمة" للصين في جميع أنحاء العالم.

وينفق البنك، الذي وصفه السير غيري بأنه "بنك التريليون دولار"، مليارات الجنيهات سنويا لدعم المشروعات، وخاصة في آسيا وأفريقيا. والآن، يبحث البنك توسيع نفوذه، وبالتالي نفوذ الصين في أوروبا.
.

Exit mobile version