أخبار وتقارير
أفادت مصادر أمنية وصحافية في تكريت أن تنظيم “داعش” قد ارتكب جريمة حضارية وتاريخية جديدة، فبعد تهديمه لقلعة تكريت التي
أفادت مصادر أمنية وصحافية في تكريت أن تنظيم "داعش" قد ارتكب جريمة حضارية وتاريخية جديدة، فبعد تهديمه لقلعة تكريت التي تضم مسقط رأس القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، ها هو اليوم يعتدي على أثر إسلامي تذكره كل كتب التاريخ والرحالة بإجلال لكونه يضم رفاة أربعين شهيداً استشهدوا في معركة تحرير تكريت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي ألله عنه) سنة 637 وكان بينهم عمرو بن جنادة الغفاري، مولى الخليفة عمر.
ومن هذا العدد من الشهداء اشتق اسم الضريحِ وسمي "مزار الأربعين ولي".
وبحسب المصادر فإن "الدواعش" اتبعوا طريقتهم المعهودة في نسف وتهديم المراقد والأماكن التراثية وذلك بتطويق وزرع العبوات الناسفة في المكان المراد هدمه ومن ثم تفجيره.
قيمة الأثر التاريخية
في اتصال هاتفي مع أحد الأكاديميين في مدينة تكريت، والذي رفض ذكر اسمه بسبب المحاذير الأمنية، قال لنا الصرح في نظر المؤرخين والأثريين عمارة إسلامية قديمة، يعود قيامها إلى الربع الأخير من القرن الخامس الهجري حيث ازدهار الفن الإسلامي وبلوغه أرقى الدرجات في التخطيط وفن العمارة. وهو في خططه المعمارية وتشكيلاته الهندسية والفنية يعكس كونه مدرسة إسلامية متقدمة في النشأة على قريناتها من المدارس الإسلامية الأولى أمثال المدرسة المستنصرية في بغداد والمدرسة الكاملية في القاهرة ومدرسة سابينا في آسيا الوسطى".
وأضاف الأكاديمي الذي يدرس مادة التاريخ في إحدى جامعات صلاح الدين: "وجدنا هناك كلمات سجلها أحد الزوار عام 1262.
وكانت هناك كتابات بعض الرحالة الأوربيين المهتمين بالآثار العربية والاسلامية والتي تعود معطمها الى بداية القرن الحالي وهي أقدم ما كتب عنه، فقد وصفوه ورسموا تخطيطاً لبعض أَقسامه وصوروا الشاخص منها".
في حين قال لنا أحد الإعلاميين بأن هذا المزار كان قبل مجيء "الدواعش" من الأماكن التي شهدت اعتصامات المواطنين الاحتجاجية على الكثير من المصاعب التي تحيط بحياتهم أمنياً واقتصادياً.
وتشير المصادر الأمنية في المحافظة إلى أن هناك فتوى صادرة عن جناح الافتاء الشرعي في التنظيم تتضمن في فحواها العام إباحة استهداف المواقع الأثرية القديمة تحت ذريعة أنها تشجع على عبادة الأصنام.
وكان الأثريون العراقيون قد دعوا الأمم المتحدة إلى حماية آثار العراق أسوة بما فعلته مع آثار سوريا، خصوصاً بعد ما ارتكبه التنظيم الإرهابي مع آثار الموصل وتهديمه أهم معالمها الدينية والمدنية.