أكد وزير المالية هانى قدرى دميان أن المؤشرات بدأت تدل على تعافي الاقتصاد المصري، نافيًا الاتجاه إلى فرض أي نوع
أكد وزير المالية هانى قدرى دميان أن المؤشرات بدأت تدل على تعافي الاقتصاد المصري، نافيًا الاتجاه إلى فرض أي نوع من الضرائب على المصريين المقيمين بالخارج، أو الاقتراض من صندوق النقد الدولي بالوقت الراهن.
وعن الحالة التي وصل إليها الاقتصاد المصري، قال: "لدينا برنامج تتبعه الحكومة الحالية من أجل النهوض بالاقتصاد لكن من المبكر الإعلان عن تفاصيله، إلا إنني أقول إن البرنامج يستهدف خفض العجز البالغ حاليا نحو 12% إلى %2 من الناتج القومي يبدأ تنفيذه على مراحل بدءًا من العام المقبل من خلال إجراءات هيكلية حقيقية.
ورجح أن يتم وقف العمل بفرض ضريبة 5% على أصحاب الدخول المرتفعة التي أقرتها الدولة أخيرًا، بعد ثلاث سنوات من الآن، مشيرًا إلى أن هذه الضريبة مؤقتة ومقطوعة بنسبة 5% على أصحاب المداخيل العالية.
وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر نتيجة متغيرات سياسية واقتصادية متوالية وحكومات متتابعة، قال وزير مالية إنه من الطبيعي أن تلجأ إلى مصادر دخل أخرى، وهي قواعد معمول بها بمعظم بلدان العالم، حيث غن معدل الضريبة في مصر لا يزال أقل من المعدل العالمي، فالضريبة في مصر 20%، فيما أن المعدل في أكثر دول العالم يتراوح من 35%إلى 50%.
وعن عجز الموازنة والدين العام قال "من المبكر الإعلان عن تفاصيل عجز الموازنة العامة والدين العام بالنسبة للناتج القومي،إلا أن البرنامج يستهدف خفض العجز البالغ نحو 12% إلى 2% من الناتج القومي".
وبالنسبة للتحديات التي تواجه الاقتصاد المصري حاليًا ومدى قدرته على مواجهتها ،أوضح قدرى أن "الاقتصاد المصري يمر بتحديات كثيرة منها ارتفاع معدلات التضخم التي وصلت إلى 10%، وأخرى تتعلق بالهيكلة الاقتصادية في المقام الأول،ومن ثم الظروف السياسية التي نعيشها،لكننا نعمل في المرحلة الراهنة على جذب مستثمرين إلى السوق المصرية إلى جانب تطوير عقلية ومنهج إدارة الأزمة،بحيث يتم تحقيق جهد فاعل لتحقيق النمو الاقتصادي والحماية والعدالة الاجتماعية.
وتابع "أشدد على أنه من الخطأ أن نحصر العدالة الاجتماعية في قضية حد أدنى أو أعلى للأجور، إذ أن المسألة تتعلق بتوزيع جودة وقيمة الحياة على جميع الناس،وكيفية تحقيق حياة كريمة تحفظ للفئات جميعها حقوقها الاجتماعية،إلى جانب اتخاذ إجراءات اقتصادية حقيقية وناجزة، وهذا يتطلب تغيير منهج فكر الاقتصاد القومي،وإدارة الاقتصاد على مستوى تجزئة كل قطاع على حدة،ثم نخرج بمستوى الاقتصاد القومي بنتيجة متوازنة تضمن للجميع الاستفادة من مقدرات الوطن".
وحول مساعدت الدول الخليجة لمصر وماذا أعدت الحكومة كبديل تمويلي قال وزير المالية: "أولاً أقدم شكري العميق لكل دول الخليج التي سارعت بالوقوف بجانب الحكومة المصرية،ولكن رغم هذا الدعم فإن مصر لن تعيش على المساعدات للأبد،لذلك وضعنا خططا طموحة حتى يتعافى الاقتصاد، ويتحقق ذلك بالتعاون بين جميع مؤسسات الدولة،ويتطلب وقتا وجهدا،خصوصا أن مطالب فئات المجتمع متعددة ومتنوعة،ويصعب التعامل مع كل فئة من فئات المجتمع على حدة.
وأكد ضرورة أن تتضافر كل مؤسسات الدولة من صحافة وإعلام ومجتمع للخروج من أزمة الاقتصادالمصري الذي لن يدار ولا يصح أن يدار بمعونات كريمة قادمة لنا من الخارج ،ولعل واحدة من أوجه هذا التعاون في المرحلة الراهنة لضمان إعادة بناء الاقتصاد المصري،هي الإجراءات الجادة التي يتحملها كافة أصحاب الدخول الإجراءات الضريبية الجديدة باستثناء الفئات المشمولة بالرعاية الاجتماعية والفقراء.
وحول زيارة الولايات المتحدة الأمريكية وماتردد عن إحياء طلب مصر لقرض صندوق النقد الدولي المتعثر من فترة والبالغ 4.8 مليار دولار، قال وزير المالية "بداية أؤكد أننا لن نطلب قرضًا من صندوق النقد الدولي على الإطلاق،ولا سيما قبل انتخاب رئيس الجمهورية، ثم نحن نعلم لماذا نطلب القرض، وماذا سيكون رد الصندوق، لذلك وضعنا خططًا بديلة تمكننا من الاستمرار دون طلب قرض من صندوق النقد الدولى.
وأضاف: "زيارتي إلى الولايات المتحدة كانت لبحث أوجه نشاطات أخرى، وليس بهدف طلب القرض من صندوق النقد الدولي،نعم علاقتنا مع الصندوق طيبة ومستمرة،ونعمل معًا لتحقيق الانطلاقة للاقتصاد المصري بواقعية، ولكن التوقيت الآن غير مناسب للحديث مع الصندوق عن أي قروض قد نحتاجها مستقبلاً".
وعن كيفية حساب العجز في الموازنة المصرية ولماذا وصل إلى 10، قال وزير المالية: "العجز كان يأخذ افتراضيات لها توجيهات تشمل برامج إصلاحية في فترات زمنية معينة،وعلى فرضيات ترتبط بمعدلات نمو أعلى مما هو محقق فعليا وتدور حول 10 في المئة و12 في المئة، لكنها في الغالب كانت تميل أكثر نحو المستوى الأعلى،ونحن الآن نبذل كل جهد ممكن للتعامل مع هذه المعادلة،للحصول على ذلك،لكن بصراحة أعتقد أن عجز الموازنة المصرية لا بد أن يقاس بطريقة هيكلية جديدة،يتم خلالها استبعاد الإنفاق والإيراد الاستثماري،لمعرفة المشكلة الحقيقية".
وأوضح وزير المالية أن استبعاد المنح الخارجية المختلفة واستبعاد الإيرادات الاستثنائية، والإنفاق الاستثنائي، سيرفع مستوى العجز الهيكلي الذي ربما يدور حول 13 في المئة إلى 14 في المئة،و من هنا فإنه لا مجال للتوسع في عجز الموازنة العامة، والدين العام بالنسبة للناتج القومي،ولكن سنبدأ في تحجيم الناتج العام خلال برنامج من المبكر أن أعلن عن تفاصيله يستهدف خفض العجز إلى 2 في المئة من الناتج القومي.
وأشار إلى أن تنفيذ البرنامج يبدأ على مراحل بدءًا من العام المقبل من خلال إجراءات هيكلية حقيقية،فإذا كنا نتحدث عن 11 في المئة و12 في المائة هذا العام،فسنعمل على أن يكون العجز العام المقبل في حدود 10.5 في المائة،رغم الأخذ في الاعتبار زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم الجامعي وما قبل الجامعي والبحث العلمي،حيث من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق عليها خلال السنوات المقبلة إلى ما يوازي 10 في المئة من الناتج القومي،وعندما نصل لعام 2016 و2017 نحتاج إلى 140 مليار جنيه للإنفاق عليها.
وقال وزير المالية "من هنا فإنه علينا أن نواجه وبكل جدية ووضوح هذه التحديات،خصوصا أن الالتزامات التي نشأت عن الموازنة العامة وهي التزامات طويلة الأجل،ونحن في وزارة المالية نعي ذلك ونواجه الأزمات طوال الوقت،كما أن الحكومة تعي هذه التحديات ولابد أن نوضح أن الدخل العام للموازنة يتم توظيفه لصالح الفئات الأوسع من المجتمع،فالدخل لن تكتنزه الدولة،ولن تكتنزه الحكومة،ولكنه يعاد تدويره مرة أخرى لفئات أوسع من المجتمع،فنحصل على الدخل الضريبي وغير الضريبي من فئات معينة تستطيع أن تحقق الفوارق وقيادة النمو إلى فئات أخرى تشملها نفس الفئات التي أخرجت الأموال لصالح جموع المجتمع والفئات الداخلة.
وعن التوجه لفرض ضرائب على المصريين العاملين في الخارج وماهي آليات تحصيلها، قال: "بكل تأكيد لن نسعى على الإطلاق لفرض أي ضرائب على المصريين المقيمين في الخارج، ولن نحاسبهم ضرائبيا, وكل ما قيل حول هذا الموضوع لاأساس له من الصحة. فهم يدفعون ضرائب للدول المقيمين فيها… ولن نطالبهم بدفع أي ضرائب تحت أي مسمى".
وحول سبل تعزيز الحكومة المصرية من مستوى الإيرادات لتنفيذ المشاريع على أرض الواقع، قال وزير المالية: "أعتقد أن تعثر تنفيذ بعض المشاريع سببه تنظيمي حيث أنها ممكن أن تتعطل رغم وفرة النقود لها،لكن لم يبت في المناقصات المطروحة أو لم يتقدم أحد للمشروع لعدم شعوره بضمان الربح،أو أن يكون من هيكل السوق وممكن لمقاول تكون لديه رغبة للدخول في مشروع لكنه مشغول بعدة مشاريع أخرى،ولم يتقدم لها مقاول غيره".
وأضاف أن لهيكل السوق تأثيرهعلى بعض المشروعات ،بالاضافة إلى مسألة تأخير التوقيعات والتردد فيه،ولذلك مطلوب تشريع لحماية الموظف العام على مختلف مستوياته طالما أنه لا يتربح بشكل مباشر أو غير مباشر من أداء عمله بخلاف راتبه،ومن أداء عمله لا بد أن يحصل على الحماية الكاملة، حتى يستطيع أن يتقدم وهو مطمئن البال،ويجب أن نتعامل من خلال واقعنا من دون أي هتافات والمسألة تتلخص في مشكلة تشريعية.
وعن برامج ترشيد دعم الطاقة التي بدأها الوزير السابق قال " سوف أكمل ما بدأه الدكتور أحمد جلال،ولا يمكن أن يستمر دعم الطاقة كما هو عليه لأصحاب الدخول القليلة، لكي نحقق العدالة الاجتماعية علينا أن نتعامل مع 300 مليار جنيه تذهب لدعم الطاقة،كما أن مجموع ما صرف خلال 10 سنوات سابقة على المنح والمزايا وبرامج الدعم بلغ تريليون جنيه،فهل لمسنا تحسنا في الحالة المعيشية للناس توازي هذا المبلغ? وهل معدلات الفقر تحسنت،وهل هناك عدالة في توزيع الدخول،لا بد أن نجد آليات جديدة لتحسين ظروف الأحوال المعيشية،غير برامج الدعم المهدرة للمال العام".