الأخيرة

إزاء ارتفاع أعداد السياح المسلمين إلى روسيا، يسعى فندق في موسكو إلى اجتذابهم، مقدماً خدمات ملائمة منها طعام يخلو

 إزاء ارتفاع أعداد السياح المسلمين إلى روسيا، يسعى فندق في موسكو إلى اجتذابهم، مقدماً خدمات ملائمة منها طعام يخلو من لحم الخنزير وقاعة للصلاة، للمرة الأولى في العاصمة الروسية.

وتقول ليوبوف شيان مسؤولة التسويق في فندق آيروستار "يشكل زبائننا الأجانب 70% من نزلاء الفندق، منهم 13%، أي ما يعادل خمسة آلاف نزيل، من دول مسلمة وخصوصا من إيران".
وتضيف "دائما ما يسأل نزلاؤنا المسلمون عن إمكانية أن توضع بتصرفهم قاعة مخصصة للصلاة، وأن يقدم لهم طعام يخلو من لحم الخنزير.. ونحن نرغب في أن يشعر زبائننا بأنهم في بيتهم".
وبعد مسار طويل من المصادقات من طرف السلطات الدينية الإسلامية في روسيا، بات هذا الفندق الواقع في شمال موسكو على الطريق الواصل بين مطار شيريميتييفو ووسط العاصمة، الأول في روسيا الذي يقدم خدمات تتلاءم مع متطلبات النزلاء المسلمين.
وبحسب ليوبوف شيان، فقد جهز الفندق "عشرين غرفة من أصل غرفه البالغ عددها 308، بسجادات للصلاة، وأباريق للوضوء وبوصلة تفيد في تحديد اتجاه القبلة" إلى الكعبة في مكة المكرمة.
وكذلك زودت حمامات الغرف بصابون ومواد استحمام خالية من الكحول ومن المنتجات الدهنية الحيوانية.
وجهزت للصلاة قاعتان، إحداهما للرجال والأخرى للنساء، كما أنشئ مطبخ خاص منفصل لمراعاة رغبات النزلاء المسلمين.
ويقول فيتالي أوخانوف كبير الطهاة في الفندق لوكالة فرانس برس "هنا لا مكان للحم الخنزير"، مشيرا إلى عبارة "حلال" التي تتوسط نجمة خضراء اللون، حتى إن الصحون وأدوات المطبخ المستخدمة في هذا المطبخ لا تستخدم بتاتا في المطبخ الأساسي.
ويبدو أن هذه السياسة بدأت تأتي ثمارها على الفندق، إذ بدأ يستقبل حجوزات من سياح آتين من دول مسلمة، ولاسيما إيران وماليزيا.
أهمية مفاجئة السياح المسلمين
وفي ظل ما تعانيه موسكو من عقوبات أوروبية وأميركية، ولاسيما على خلفية الأزمة الأوكرانية، يكتسب توافد السياح من دول العالم الإسلامي إلى روسيا أهمية كبرى، بعدما أعرض عنها السياح الغربيون، وخصوصا الأميركيين والبريطانيين بنسبة 30 إلى 50 %.
ويقول سامات صديقوف المسؤول في المركز الدولي للمصادقة على السلع والخدمات المراعية للشريعة الإسلامية "بسبب انحسار أعداد السياح الآتين من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بدأ قطاع السياحة الروسي يتجه لجذب السياح من الدول المسلمة".
ويضيف لوكالة فرانس برس "بات توفير ظروف مريحة في روسيا أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى".
وإلى جانب فندق آيروستار، لا يوجد سوى فندقين روسيين يقدمان خدمات مماثلة، الأول في جمهورية تترستان على ضفاف نهر الفولغا، والثاني في جبال سوتشي حيث أقيمت دورة الألعاب الأولمبية، وحيث ستقام مباريات ضمن كأس العالم لكرة القدم في العام 2018.
وبحسب صديقوف، فإن هذه الفنادق تسعى لجذب السياح الأثرياء من الدول العربية، ومن إيران وتركيا.
ويأمل في أن تتوسع ظاهرة الفنادق المماثلة في بلد يبلغ عدد المسلمين فيه عشرين مليون نسمة.
ويقول "إذا احتسبنا السياح ورجال الأعمال الآتين إلى روسيا من الشرق الأوسط وتركيا وإيران، ندرك أننا أمام إمكانية أن يكون لدينا طلب كبير على هذه الخدمات".
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى