الأخيرة

إن كنت قد أكملت التسوق لموسم الأعياد، أو أتممت تعبئة نماذج مرتجعات الضريبة، فهنيئاً لك على كونك منظماً. أغلبنا

 إن كنت قد أكملت التسوق لموسم الأعياد، أو أتممت تعبئة نماذج مرتجعات الضريبة، فهنيئاً لك على كونك منظماً. أغلبنا ينتظر حتى ما قبل الساعة الأخيرة لإكمال شراء حاجيات العيد، أو ينتظر لآخر لحظة لإكمال مشروع يقترب موعد تسليمه.

لماذا نضع أنفسنا في هذه الضائقة؟ هل بسبب انشغالنا، أو بسبب كسلنا، أو لقلة حماسنا، أم بسبب خوفنا من الفشل، أو لهذه الأسباب مجتمعة؟
لجأنا إلى موقع كورا (Quora) للأسئلة والأجوبة، لمعرفة كيفية التغلب على عادة التسويف السيئة هذه، وإليك ما قاله عدد ممن شاركوا في الإجابة.
"نحن نعيش في مجتمع كل ما فيه لا يساعدك على التركيز،" هذا ما كتبته شاز حسن.
ويضيف حسن أن السبب في ذلك هو الإنترنت، وينقل عن إريك شميدت، المدير التنفيذي بموقع غوغل قوله: "يُنشر على الإنترنت في غضون يومين اثنين كمية من المواد أكثر مما ابتكرناه منذ فجر التاريخ وحتى عام 2013. كما أن ما يرفع على موقعي يوتيوب وفيسبوك وتويتر وعلى المدونات من مواد جدير بتشتيت ذهنك يوميا."
ويعتقد نيكانت فوهرا أن التسويف أمر عادي، ويقول: "معظم الناس في العالم يؤخرون أعمالهم من وقت لآخر، وأحياناً نؤخر الأمور الصغيرة مثل تنظيف المنزل، أو شراء مواد البقالة، أو غسيل الملابس…إلخ. لكن في أغلب الوقت نماطل في أمور مهمة جداً في حياتنا مثل الذهاب إلى النادي الرياضي، أو الاستعداد للامتحانات، أو دفع الفواتير."
لماذا نقدم على المماطلة والتسويف؟ يذكر فوهرا ثلاثة أسباب لذلك:
التقليل من قدراتك الشخصية: "كثير منا لا يثقون بقدرتهم الشخصية على إنجاز العمل في الوقت المحدد. ليس ذلك فحسب، بل لا نثق بأنه سيكون لدينا دافع للقيام في المستقبل بالعمل الذي بين أيدينا. ونبدأ في البحث عن أعذار لتجنب القيام بالعمل. مشغول جداً، مرهق جداً، مفلس جداً. أحياناً تكون هذه الأعذار حقيقية، لكن في أغلب الأحيان هي مجرد مبررات نخلقها لأنفسنا لعدم القيام بالعمل.
المشاغل الكثيرة: في هذا العصر المتطور تكنولوجياً، تزدحم حياتنا بالمشاغل التي تقعدنا عن القيام بالعمل الحقيقي. كيف يمكن لشخص الاستعداد للامتحان عندما يكون على صفحته في فيسبوك حوالي 30 طلب للاشتراك في لعبة كاندي كراش؟ كيف يمكن أن نذهب إلى النادي للقيام بالتمرينات الرياضية في الوقت الذي يتعين علينا الإجابة على مئات رسائل البريد الإلكتروني؟ لقد بات معظمنا عديم الإرادة إزاء هذا النوع من المشاغل.
التردد والشك: "عندما نكون في شك من قدرتنا على النهوض بمشروع معين، قد نجد أنفسنا نتخلى عن هذا المشروع، لنتمكن من الالتفات إلى مهمات أخرى. ونقول لأنفسنا: "يوماً ما، سنكون جاهزين لإحداث التغيير المطلوب، واقتناص الفرصة، ويوماً ما ستكون ظروفنا مواتية أكثر، وتكون ثقتنا بأنفسنا أفضل. لكن هذا (اليوم) قد لا يأتي أبداً."
إدراك المشكلة
سبب لجوئنا للمماطلة تحدده طبيعة العمل الذي بين أيدينا. وكتب بول وينسلو يقول: "نستعمل عقلنا ووعينا لتحديد ما هو مهم بالنسبة لنا، ومن ثم نضع لأنفسنا المُثل التي نسير عليها. اكتب تلك الصفحة الأولى، خذ تلك الساعة للقيام بعمل ما، اكمل قراءة ذلك الكتاب، قم باجراء المكالمة الهاتفية، أعد تلك الوجبة الشهية،" هذه الأمور التي (كان علينا القيام بها)، لكن ما نقوم به فعلاً يظهر أننا نطبق الأولويات بشكل مختلف. في الحقيقة، تظهر أفعالنا الأولويات الحقيقية، التي (يجب أن نقوم بها).
ويستطرد بول قائلاً: "تكمن أهمية الأمر في كيفية الربط بين الأشياء التي نفعلها وبين إشارات الألم والفرح في أدمغتنا. الفرح يأتي بأشكال متعددة: الحماس، الضحك، الاسترخاء، الحنان. ويأتي الألم في صور متعددة: الملل، الخوف، الإحباط، أو القلق."
أنا مماطل؟
الاعتراف بأنك مماطل يساعد على العثور على حل ما. "لقد عانيت من المماطلة طوال حياتي،" هذا ما كتبه دوغلاس ستيوارت.
وللتغلب على ذلك، قام ستيوارت بتقسيم المهمات إلى أعمال أصغر يسهل القيام بها. ومن ثم "أضع ساعة رملية على مكتبي وأضبطها على زمن معقول (في العادة 50 دقيقة)، أركز خلالها على العمل بعيداً عن أي أمور من شأنها تشتيت تركيزي."
في هذه الأثناء، يواجه بدرو تياكسيرا قضيته الأكبر: وهي الخوف. وكتب يقول: "اكتشفت أن مصدر المماطلة التي أقوم بها هو الخوف، ببساطة أخاف من الفشل ومن الرفض. لذلك بقيت محصوراً في القيام بأعمال أولية وتحضيرية لا تمس الجوهر إلى ما لا نهاية، ولكن بسبب شعوري بالقلق من ذلك، كان علي مواجهة الأمر وأن أبدأ فعلاً بالعمل. وشعاري الجديد هو: "توقف عن محاولة القيام بالعمل، وقم به وحسب."
المماطلة يمكن أن تكون نتيجة الشعور بالملل. وكتب هيرون ويستون يقول: "المماطلة في إنجاز مهمات معينة مؤشر على أن الشخص يحدث نفسه قائلاً: لا أريد القيام بهذا العمل في هذا الوقت. بعد ذلك، ينبغي علي إما أن أقبل بالمهمات المنوطة بي أو أن أحاول تغييرها. وفي كلا الحالتين، أنا الذي يقرر ماذا يختار، و أتحمل المسؤولية عن النتائج. لقد وجدت أن هذه القوة الذاتية دافعاً قوياً لي."
الخروج من الحفرة
المشكلة في المماطلة أنها تغذي نفسها وتتفاقم. وكتب حسن يقول: "كلما قضيت وقتاً أكبر في المماطلة، كلما كان من السهل أن تجد أشياء تشتت تركيزك، وهكذا تستمر في المماطلة. لذلك كلما ماطلت أكثر وأكثر، تصبح كمن يحفر حفرة، فهو ينزل إلى أسفل باستمرار حتى يصعب عليه الخروج منها."
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى