أخبار

ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء لأول مرة منذ عام .. التعافي الاقتصادي يرفع الطلب ويزيد الضغوط

ارتفع مؤشر الأسعار العالمية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) في أبريل، للمرة الأولى منذ عام.


وقالت المنظمة إن المؤشر، الذي يقيس أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ 127.2 نقطة في أبريل 2023، أي بارتفاع قدره 0.8 نقاط (0.6 في المائة) عن مستواه في مارس.


وأضافت الوكالة، ومقرها روما، إن الارتفاع في أبريل يعكس زيادة أسعار السكر واللحوم والأرز، وهو ما بدد تأثير الانخفاضات في أسعار الحبوب والألبان والزيوت النباتية.


وقال ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في الفاو، “مع تعافي الاقتصادات من تباطؤ كبير، سيزداد الطلب، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على أسعار المواد الغذائية”.


وقال توريرو “الزيادة في أسعار الأرز مقلقة للغاية ومن الضروري تجديد مبادرة البحر الأسود لتجنب أي ارتفاعات أخرى في القمح والذرة”، في إشارة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.


وفي تقرير مفصل، بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 136.1 نقطة في أبريل أي بانخفاض قدره 2.4 نقاط (1.7 في المائة) عن مستواه المسجل في مارس وأدنى بمقدار 33.5 نقطة (19.8 في المائة) عن مستواه المسجل قبل عام من الآن.


وعوض تراجع الأسعار العالمية للحبوب الخشنة الرئيسة الزيادة في أسعار الأرز من شهر إلى آخر.


وتراجعت الأسعار الدولية للقمح 2.3 في المائة خلال شهر أبريل، حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يوليو 2021، وذلك بشكل رئيس بسبب توفر كميات كبيرة مخصصة للتصدير من الاتحاد الروسي وأستراليا.


أما أحوال المحاصيل الملائمة في أوروبا، إلى جانب الاتفاق الذي أبرم في نهاية أبريل، الذي يسمح للحبوب من أوكرانيا بالعبور في بلدان الاتحاد الأوروبي التي كانت قد فرضت قيودا على استيراد الحبوب من أوكرانيا في وقت سابق من الشهر نفسه، فقد ساهمت بدورها في تهدئة المناخ العام في الأسواق.


وانخفضت بدورها الأسعار العالمية للذرة 3.2 في المائة في أبريل، وذلك بشكل رئيس بسبب وجود عرض موسمي أعلى في أمريكا الجنوبية في ظل استمرار عمليات الحصاد والتوقعات الملائمة، التي تشير إلى تسجيل إنتاج قياسي في البرازيل.


ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجعت الأسعار العالمية للشعير والذرة الرفيعة 4.3 و0.3 في المائة على التوالي، ما يعكس ضعف الطلب العالمي وتأثرها بضعف الأسواق الدولية للذرة والقمح.


في المقابل، أدت عمليات البيع في آسيا إلى رفع الأسعار الدولية خلال شهر أبريل. ونتيجة لذلك، عكست أسعار تصدير الأرز معظم التراجع المسجل في مارس 2023.


وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 130.0 نقطة في أبريل، أي بتراجع قدره 1.8 نقطة (1.3 في المائة) عن مستواه المسجل خلال مارس، ما يمثل تراجعا للشهر الخامس على التوالي.


ويدل استمرار تراجع مؤشر الأسعار إلى تضافر تأثيرات استقرار الأسعار العالمية لزيت النخيل، وتدني أسعار زيوت الصويا وبذور اللفت ودوار الشمس.


وحافظت الأسعار الدولية لزيت النخيل على مستواها نفسه تقريبا، بعدما شهدت انتفاضة طفيفة خلال شهر مارس، في حين عوض الدعم الذي وفرته كميات محدودة للعرض من جانب المنتجين الرئيسين عن الضغط إلى الأسفل نتيجة الطلب الخجول على الواردات من البلدان المستوردة الرئيسة.


في المقابل، واصلت الأسعار العالمية لزيت الصويا تراجعها، وذلك إلى حد كبير بفعل الضغط الموسمي على المحاصيل في ظل احتمال تسجيل محصول قياسي لفول الصويا في البرازيل رغم توقعات الإنتاج الأدنى بكثير في الأرجنتين.


وفي هذه الأثناء، واصلت الأسعار الدولية لزيوت بذور اللفت ودوار الشمس تراجعها أيضا خاصة بفعل وجود كميات عالمية وافرة للعرض المخصص للتصدير.


وبلغ متوسط مؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة للألبان 124.6 نقطة خلال أبريل، أي بتراجع قدره 2.2 نقطة (1.7 في المائة) عما كان عليه في مارس و22.1 نقطة (15.1 في المائة) عن مستواه المسجل قبل عام من الآن.


وفي أبريل، انخفضت الأسعار الدولية للحليب المجفف للشهر العاشر على التوالي، خاصة بسبب تأثيرات استمرار الطلب المحدود على الواردات على نطاق العالم.


وحال شراء الصين كميات إضافية والتراجع الموسمي في كميات العرض من نيوزيلندا دون حدوث انخفاض أكبر في الأسعار العالمية للحليب المجفف الكامل الدسم، في حين أن الارتفاع الحالي في العرض من أوروبا الغربية قد أدى إلى ضغط إضافي نحو الأسفل على أسعار الحليب المجفف الخالي من الدسم.


وتراجعت بدورها أسعار الأجبان، وهو ما يدل بشكل خاص على ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في أوروبا الغربية، حيث يجري نقل كميات إضافية من الحليب إلى قطاع إنتاج الأجبان في ظل الارتفاع الموسمي في إنتاج الحليب.


وفي المقابل، بقيت الأسعار العالمية للزبدة مستقرة بالإجمال، حيث كانت كميات العرض الإضافية كافية في العموم لتلبية الطلب الإضافي على الواردات بالنسبة إلى عمليات التسليم في الأجلين القصير والطويل.


وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم 114.5 نقطة في أبريل، أي بارتفاع قدره 1.5 نقطة (1.3 في المائة) عن مستواه في مارس وراوح عند 7.4 نقطة (6.1 في المائة) دون مستواه المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.


وفي أبريل، ارتفعت مجددا الأسعار العالمية للحوم الدواجن بعد تسعة أشهر من التراجع المستمر بموازاة ارتفاع الطلب على الواردات من آسيا واستمرار القيود المفروضة على العرض نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور في عديد من المناطق.


وارتفعت بدورها الأسعار الدولية للحوم الأبقار نتيجة انخفاض أعداد الأبقار المخصصة للذبح، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.


وفي هذه الأثناء، بقيت أسعار لحوم الغنم مستقرة إلى حد كبير، حيث كانت الكميات العالية المتاحة للتصدير من أوسيانيا مضاهية تقريبا لارتفاع الواردات من آسيا وبلدان الشرق الأوسط.


وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 149.4 نقطة خلال أبريل أي بارتفاع قدره 22.4 نقطة (17.6 في المائة) عما كان عليه في مارس وهذه هي الزيادة الشهرية المتتالية الرابعة وأعلى مستوى مسجل منذ أكتوبر 2011.


وكان الارتفاع الكبير في الأسعار بشكل رئيس نتيجة ازدياد المخاوف بشأن انحسار الكميات المتاحة عالميا في الموسم 2022/ 2023 في أعقاب المراجعة إلى الأسفل لتوقعات الإنتاج في كل من الهند والصين، إلى جانب إنتاج أقل مما كان متوقعا في تايلاند والاتحاد الأوروبي.


ورغم التوقعات الإيجابية بالنسبة إلى محاصيل قصب السكر في 2023 في البرازيل، فإن الانطلاقة البطيئة لعملية الحصاد بسبب هطول كميات من الأمطار فاقت المعدلات، وقد عززت الأسعار بقدر أكبر.


وساهم أيضا ارتفاع الأسعار الدولية للزيوت الخام وارتفاع قيمة الريال البرازيلي في مقابل الدولار الأمريكي في الزيادة الإجمالية في الأسعار العالمية للسكر.


خلافا لسائر مجموعات السلع، لا تكون معظم الأسعار المستخدمة في حساب مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم متاحة في الوقت الذي يحسب وينشر فيه مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، وبالتالي تشتق قيمة مؤشر أسعار اللحوم للأشهر الأخيرة من خليط من الأسعار المتوقعة والملحوظة.


ويمكن أن يتطلب ذلك في بعض الأحيان تعديلات كبيرة في القيمة النهائية لمؤشر المنظمة لأسعار اللحوم، ويمكن أن يؤثر ذلك بدوره على قيمة مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى