اردوغان يخلع الاخوان لانقاذ اللوبى الاقتصادى العثمانى

تحليل اقتصادى يكتبه :طارق القاضى
لقد بات واضحا تحول الموقف التركى تجاه ما يحدث فى مصر الامر الذى اثار ردود فعل مختلفه تجاه تغيير اللهجه وما بين مؤيد ومعارض لعودة العلاقات الدبلوماسيه من انقره هناك رؤيه مختلفه تؤكد ان تركيا ادركت انها هزمت سياسيا فى المنطقه بسقوط الاخوان فى مصر مما يجعلها امام تحديا جديدا هو بقاء نفوذها وطموحها الاقتصادى فى العالم العربى كمدخل للتاثير على العالم الاسلامى باثره ولان تركيا تمتلك عقيده اقتصاديه تهدف الى دخول اقتصادها ضمن قائمة العشره الكبار مع حلول 2020 ولاسبيل لها فى ذلك غير زيادة الانتاج ورفع معدل الصادرات للاسواق الاسلاميه المجاوره عبر لوبى اقتصادى جهزت له منذ عام 1995 بتاسيس جمعيات الموصياد وتعتبر هذه الجمعيات بمثابة اللوبى التركى فى العالم الاسلامى الذى هو لغز تحول موقف انقره فى نفس خاصة ان السياسه الخارجيه لتركيا تتمحور حول انه لاصوت يعلو فوق صوت الاقتصاد لذا تعى تركيا جيدا ان اصرارها على موقفها ضد ما يحدث فى مصر سيجعلها تتحمل فاتوره اقتصاديه لا تقدر على دفعها مقابل نظام تاكد لها انه يفقد شعبيته يوما بعد يوم خاصة ان مصر استطاعت ان تحصل على دعم عربى غير مسبوق وخصوصا من دول الخليج التى تثتثمر اكثر من 175 مليار دولار فى تركيا تحتل السعوديه والامارات والكويت نصيب الاسد فيها وهى انظمه قويه اقتصاديا ويكفى ان احدى الشركات الاماراتيه العالميه فى مجال الطاقه قد اعلنت عن وقف استثمارات تبلغ قيمتها 12 مليار دولار عقب تصاعد لهجة اردوغان ضد مصر وهو ما وضع رئيس الوزراء التركى فى مرمى سهام لوبى الموصياد خوفا من هروب استثمارات دول الخليج وغلق الاسواق العربيه امام المنتجات التركيه بعد تعالى الاصوات فى تلك الدول وخاصة من قبل مؤسسات عربيه سياديه فى دبى والرياض والكويت لتحجيم استثماراتهم فى تركيا
وقد لا يعرف الكثيرين ان احد اهم مميزات الاقتصاد التركى هى احد اهم نقاط ضعفه فى نفس الوقت لان اقتصاد تركيا يعتمد على الاستثمارات الخارجيه سواء عن طريق جذب استثمارات وفوائض اموال الدول المحيطه او فتح اسواق جديده خارج الحدود التركيه وهذا الوضع الاقتصادى يجعل انقره اكثر حساسيه فى اتخاذ موقف سياسى جاد وصارم وهو ما يفسر عدم التدخل التركى فى الازمه السوريه لان اى مشاكل مع دول الجوار يجعل هذه الدول تقوم بسحب اموالها ومحافظها الماليه من السوق التركيه على الفور وبالتالى يجب ان تلتزم تركيا بسياسة عدم اثارة المشاكل مع الجيران وهو امر اشد خصوصيه الان فى ظل وضع اردوغان الحرج مع تزايد المعارضه السياسيه له داخليا فالاداره التركيه ليس لديها استعداد لان تخسر نموا اقتصاديا كبيرا وصل الى 8 %متجاوزا النمو الاقتصادى الاوربى واصبح الان هو الرصيد الحقيقى لشعبية حزب العداله والتنميه امام المعارضه هناك كما ان اردوغان له اهداف وطموح اقتصادى كبير ربما يفوق امكانيات تركيا الان وهو دخول بلده المنظمه الاقتصاديه الاوربيه وهذا حلما لن يتحقق الا بالسيطره على العجز السنوى بحيث لا يتجاوز 3%من الدخل القومى وان لا تتجاوز نسبه الدين العام 60 %من الدخل القومى وهى احلاما على صعوبتها يرى القاده الاتراك انهم قادرون على تحقيق المعجزه
كما ان تركيا تفهم جيدا ان استعادة حلم السلطان لن يتحقق الا بقوه اقتصاديه لذا عملت منذ التسعينات على نشر وتكوين لوبى اقتصادى فى منطقة العالم الاسلامى للاستحواذ على اسواقها وقد اتخذت تركيا من فكرة تكوين جمعيات الموصياد راس حربه لانطلاق هذه التجمعات والتكتلات الاقتصاديه بهدف الغاء كل القيود والحواجز السياسيه التى تعوق حركة الاموال والتجاره والاستثمار بين الدول الاسلاميه وهو هدف مشروع دائما ما تسوقه هذه الجمعيات خاصة انه يلعب على اوتار المشاعر الاسلاميه والتقارب المذهبى تحديدا ويبلغ عدد رجال الاعمال الاتراك الاعضاء فى جمعيات الموصياد التركى عبر العالم 6 الاف رجل اعمال يعملون من خلال اكثر من 20 الف شركه وتبلغ فروع جمعيه الموصياد حتى الان 35 فرعا فى الدول العربيه والاسلاميه وتطمح تركيا فى ان تلعب دور الرقم المهم فى حجم التبادل التجارى بين الدول الاسلاميه الذى لا يتجاوز حاليا 15 %ان تركيا تتفهم جيدا اهمية الدول الاسلاميه البالغه 57 دوله بالنسبه لاقتصادها ودائما ما تضع نصب اعينها ان هذا العالم الناشىء يمتلك 40% من مواد خام العالم ويتحكم فى 65%من مصادر الطاقه عالميا
ان الاتراك لديهم مشاكل داخليه كثيره على الرغم من تحقيق طفره اقتصاديه ولكنهم يطمحون فى تحقيق المزيد من النمو ولا سبيل لتحقيق طفره فى النمو الا بالاتجاه ناحيه اسواق لدول الاسلاميه خاصة ان السوق الاوربى متشبع لذا يفكر رجال الاعمال الاتراك فى ازالة عقبات اما توسعهم فى السوق العربيه والاسلاميه من خلال مخطط لمنح تاشيره لرجال الاعمال المسلمين تمكنهم من دخول جميع الدول الاسلاميه اعضاء منظمة المؤتمر الاسلامى وكانت البدايه مع مصر الا ان سقوط نظام الاخوان اجل تحقيق هذا الحلم