استغل المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأمريكية ساعتين من الوقت في مناظرة تلفزيونية بولاية ميشيغن لشنّ
 
استغل المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأمريكية ساعتين من الوقت في مناظرة تلفزيونية بولاية ميشيغن لشنّ هجمات متوالية على سياسات الرئيس الاميركي الاقتصادية، والأهم انهم حاولوا عرض وجهة نظر الرئيس الجمهوري المحتمل لإعادة الاقتصاد الأمريكي الى حيويته.
المرشحون الجمهوريون أبدو بعض الإشارات المثيرة لجهة التعاطي مع الأسواق العالمية، فهم لم يترددوا في وصف الصين بأسوأ الصفات وأبدوا رغبتهم في استعمال سياسات قاسية ضدها بسبب تلاعبها بسعر العملة وجعل منتجاتها رخيصة.
بدأت المناظرة في جامعة اوكلاند بعد أربع ساعات من إقفال أسواق نيويورك على انخفاض حاد بسبب الأزمة الإيطالية وأكد المرشح الأكثر شعبية هرمان كاين أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تساعد أوروبا وتبعه المرشح الثاني في الشعبية ميت رومني بالقول إن على أوروبا أن تساعد ذاتها ثم فتح باب النقاش بتحذيره الحضور والمشاهدين من أن الولايات المتحدة سيصيبها مصير إيطاليا لو تابعت الصرف والاستدانة.
وتعتبر ولاية ميشيغان مركزاً لصناعة السيارات وبدا النقاش دقيقاً عندما بدأ بتناول مسألة إنقاذ شركات تصنيع السيارات من خلال برنامج حكومي صرف المليارات على شركتي جنرال موتورز وكرايسلر عندما واجهتا خطر الإفلاس والإغلاق في عزّ الأزمة الاقتصادية والمالية في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 ومع ذلك لم يتردد المرشحون الجمهوريون في إعلانهم القبول بإفلاس هذه الشركات وطرح رومني فكرة الافلاس وبرنامج الحماية منه بدلاً من دفع المساعدات.
وكان من الواضح أن المرشحين الجمهوريين سعوا خلال المناظرة لتفادي انتقاد بعضهم البعض واجمعوا على الترويج لعقيدة السوق كما اجمعوا على ضرورة التخفيف من التنظيمات الحكومية واعتبروا ان تدخّل الدولة يعيق الأسواق وحركة رأس المال واستغل ميت رومني الحوار للإشارة الى أن الديمقراطيين والرئيس الأمريكي الحالي لا يبدون ودّاً للشركات الكبيرة ويصورون ارباحها على انها أمر سيء "لكننا نريد شركات تحقق ارباحاً" قال رومني
وحاول المرشحون الجمهوريون ايضاً الوصول الى الناخبين الامريكيين من خلال أفكارهم حول الإصلاح الضريبي واشاروا الى ان رئيساً جمهورياً لن يرفع الضرائب على المكلّفين بل يسعى كل مرشح لو أصبح رئيساً لإنجاز مشروع إصلاح ضريبي يكون منصفاً، وقد أصبح مشروع الاصلاح الضريبي للمرشح هرمان كاين شهيراً بتكرار شعار 9 و 9 و 9 وهي معدلات الضريبة التي يريد فرضها على الشركات والافراد والبيع.
وقد طرح مقدّمو المناظرة من تلفزيون سي إن بي سي اشكالية تدور حول "ان الاميركيين ينظرون منذ عقود الى ان الاغنياء يدفعون ضرائب أكثر من الفقراء وهذا عدل" لكن المرشحين الجمهوريين اصروا على ان خفض الضرائب أفضل وطرح ريك بيري تثبيت الضرائب على مستوى 20 بالمئة فيما أشار رومني الى ان من الضروري ان يتمّ خفض الضرائب على متوسطي الدخل واشارت ميشيل باكمان الى ضرورة ان يدفع كل الامريكيين ضرائب خصوصاً ان هناك الملايين منهم لا يدفعون اي ضريبة على الدخل.
كان من اللافت ايضاً ان المرشحين الجمهوريين كانوا موحدين في الدعوة الى تقليص دور الحكومة الفدرالية واعطاء دور اكبر لحكومات الولايات وهذا ينطبق تماماً مع عقيدة الحزب الجمهوري الذي لا يحبّذ اعضاؤه ومؤيّدوه دوراً كبيراً للعاصمة واشنطن ويؤمنون أكثر بالطابع الخاص للولايات وشدد المرشحون على خيار الولايات عندما طرحوا بديلاً لقانون الاصلاح الصحي بالاضافة الى حصر العلاقة بين المريض والطبيب واعطاء الحرية للافراد بشراء بوالص التأمين الصحي وهذا يتطابق تماماً مع فلسفة الجمهوريين بدور اصغر للحكومة في حياة الشعب.
ولم يبرز اي مرشح خلال المناظرة وكأنه يحمل حلاً شاملاً وجذرياً لمشكلة الاقتصاد الاميركي المتعثر لكن احدهم سقط بشكل رهيب. فحاكم ولاية تكساس ريك بيري كان يتحدث عن الغاء ثلاث وكالات حكومية من باب افساح المجال للقطاع الخاص في العمل وقال: "يجب الغاء وزارة التجارة ووزارة التربية و.. ما هي الثالثة؟" ولم يتمكن بيري من ان يتذكر الثالثة وحاول بمفرده وبمساعدة آخرين ولم يتمكن من ان يتذكر ما يريد قوله وانهى اللحظات الحرجة بالقول "الثالثة هي .. آسف، لا استطيع" كانت تلك لحظات حرجة جداً لرجل جاء الى ساحة الجمهوريين مهرولاً وبدأ السقوط بسرعة وهو يتابع سقوطه بخجل. 
 
					 
					

