الرأي

اعتذر لكم مقدماً فقد وجدت نفسي مضطراً لأن أكون طويل اللسان سليطاً عندما قررت أن اكتب هذه السطور. فلا عجب

اعتذر لكم
مقدماً فقد وجدت نفسي مضطراً لأن أكون طويل اللسان سليطاً عندما قررت أن اكتب هذه السطور.

فلا عجب حينما تجدني اقلب كفي وانا أشهد شعباً وقد انغمس في بحر من الغباء السياسي موهوماً بأنه يعبر الى حدود الديمقراطية والحرية.    

فتاة تتجرد من ثيابها من أجل الحرية وأخر يحرم عمل المرأة لأنها عورة والثالث يعتقد ان لعب كرة القدم في حرم البرلمان قد يؤهلنا الى مونديال غاب عنا لثلاثة عقود… فكفى جهلاً من الجميع.

سحابة من الآسى تخيم على مسئولي حقوق الانسان والمجتمع المدني والفلكي واللولبي والحلزوني لأن شاب مصري نال عقابه من رجال الجيش الذين تصدو له بشده عندما اراد اقتحام سور البرلمان الموقر.

دعوني اتسائل: ماذا لو نجح هذا الشاب – الكابتن الحريف – من تجاوز سور البرلمان وقام باشعال النيران او نهب مالاً او سرق قبلة ع الماشي او حدث ما لا يحمد عقباه؟! ألم يكن هؤلاء المتشدقون بالحريات هم أول من سينادون بتحميل المسؤلية لرجال الجيش المكلفون بحماية منشأت الدولة؟

وانت أيها الجندي الكريم ألم تكن تعلم جيداً وانت تمزق ثياب تلك الفتاة وتكشف عن عورتها بأنك تكشف عن عورة مصر التي ترتدي زيها العسكري وتحمل سلاحها المدافع عنها؟!

 ألم تتخيل ولو لحظة أن لك بنتا او اختا او زوجه او ام قد تمزق ثيابها هي الأخرى وتصبح على مرئ ومسمع المصري والعجمي !

هل حملت سلاحاَ او هراوة لتوجهها لصدر أخيك دون تردد لمجرد أنه عارضك فكراً أورأياً – فهل من مجيب؟!

العجيب يا سيدي انا الجيش هو المدان على طول الخط وأن أي شاب مخطئ هو ثائر ويحق له ان يعبث بأي شئ كان حتى ولو كان سمعة جيشه وبلاده…أليس ذلك ايضاً من الجهل بمكان!

وانتم يا من تحلون رواتبا بالملايين، أرجوكم كفاكم ظهوراً على شاشات لها توجهات يخجل اللسان عن الافصاح عنها… كيف تكتبين ملحوظاتك يا سيدتي الفاضلة بقلم يصل سعره الى ما يزيد عن العشرة ألاف جنيه في حلقة تليفزيونية تناقشين فيها قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية… أعتقد ان احتساء كوب من القهوة الايطالية في نادي لكبار رجال الدولة هو خير مكان تشعري فيه بأرستقراطيتك في ساعة عصاري.    

انتبهو جيدا لما أقول: فيا كل جاهل سولت له نفسه ان محاربة الجيش المصري وسب قياداته نوعاً من الرجوله او الوطنية ، فأعلم انك تافه وعميل وسأخبرك عن ذلك بعد قليل…فأهدأ.

يا كل جاهلة تعتقد ان تقليص ميزانية الجيش المصري هو حق شرعي لأي فرد كان من كان أن ينادي به ويتظاهرمن أجله، فاعلمي انك تصوبين مسدسك تجاه مستقبل ابنك وابنتك وابناء هذا الوطن دون علم او اعمال للعقل .. فمهلاً …سأخبرك انت أيضاً عن ذلك بعد قليل.

ويا من ستظل درعاً لنا جميعا امام العدوالمتربص بنا، أذا سولت لك نفسك بأنك أصبحت فوق القانون فاعلم ان عقلك قد توقف عن التفكير….فانصت جيدا لما سأكتب.

الحقيقة اننا كلنا جميعاً جهلاء، لأننا تصورنا – ومازلنا نتصور – ان الحرب لا تزال تدار بالسلاح و الطائرات.  

لن أدع لك مجالاً لتتسائل عن أهمية الكلام عن الحرب بما نعيشه نحن الآن، فأقول لك بأننا نتعرض لحرباً فكرية أمريكة غربية ليست بالسلاح ولكن هذه المرة بالسياسة يا سيدي الفاضل… نعم حرباً سياسية من الطراز الرفيع وثقيل الوزن أيضاً.

بدون أي مقدمات أود ان اخبرك من مصادري الصحفية الخاصة بأن الجيش المصري قد رفض وبشده أن يتم تسييسه من قبل أمريكا فدخل في لعبة شطرنجية مع دولة ترفع لها القبعة على مستوى العالم، فما كان من رد فعلٍ سوى ان يحارب هذا الجيش من الداخل… نقطة ومن أول السطر… فحاول ان تفهم .  

الهدف الآن هو اعادة بناء المنطقة الشرق أوسطيه بما يتفق مع مصالح أمريكا وحلفاؤها من الغرب والشرق حتى تضمن تحجيماً لدوروخطر ايراني بدأ يستفحل في الاقليم يوماً بعد الأخر.

الحل هو خلق مساحة لبناء درع يحمي اسرائيل في صحراء ليبيا ورئيس يسير على خطى مبارك في مصرأو جيش مصري مهلل داخلياً بالاضافة الى دول جوار تخطو خطواتها الأولى في العمل السياسي وانظرو معي جيدا لمن يحكم تونس الأن !

الفكرة اذن تتمحور في أن يعيش شعوب هذه المنطقة – ممن عانو مرارة الاستبداد المزين بالفقر- حياة رغدة تشبه شكلاً لما هو أوروبي المظهر.

بمعنى، ان ترتدي انت وانا احدث الماركات العالمية وتقودين انتي سيارة فارهة في شوارع وساحات الدول شريطة ان يكون جيشك بلا رصاص… يعني ايه الكلام ده … اقولك يا سيدي الفاضل:

يعني حينما نطالب بتقليص ميزانية الجيش ستحصل حضرتك على راتب مبالغ فيه ، وتقود سيارة مبالغ فيها، كما  ستتزوج (دي بقه مبالغ فيها من زمان) كما تحلم  وتسكن في أرقى الأحياء السكنية وسينعم حديثي التخرج بعقود عمل مستديمة…اذن اين المشكلة … المشكله ان الجيش هو من سيعاني من نقص حيث لا يعد قادراً على شراء طائرات الاف 16 والاف 18 … كما سيتم تحريك الجنود البواسل الى الجبهة على تكاتك بدلا من حاملات الجند المعروفة بالهامر والتي يتبختر بها الجيش المصري الآن …هل استوعبت شيئا؟!… أعلم جيداً ان هذا الكلام قد يبدو غريباً ولكن …! لا أجد رد اقوله غير ان أمريكا نجحت في تفكيك الاتحاد السوفيتي بخطة استغرقت تقريبا خمسة وخمسين سنه … اشعر بأنك بدأت في استيعاب ما اقصد… اقول مرة أخري … الكاتب العظيم نعوم تشومسكي قال قبيل تنحي مبارك بيضعة أيام: "لعله من الغباء ان يعتقد مواطناً عربيا أن أمريكا ستسمح لفرد يجلس على كرس حكم مصر لا يسير على خطى  مبارك" …هل تسطيع ان تخبرني لماذا التقى السيناتور الأمريكي الحاج  جون كيري بقيادات الاخوان المسلمين في سرية تامه مؤخراً ؟

خلاصة الكلام، كل تصرفاتنا عليها علامات استفهام… والواضح ان لا أحد يعلم ببواطن الأمور… المهم ان يعلم الجميع ان من حق أي مواطن أن يتظاهر ولكن بمنطق … نعم بمنطق؟… أقصد أنه من الصعوبة بمكان ان تطالب حكومة مؤقته بأن تضع حد ادنى وحد أقصى للرواتب في الوقت الذي تطالب فيه مصربسداد تريليون جنيه كدين داخلي فقط! ولا ندري حقيقة الدين الخارجي أيضاً! فعليك ان تعلم جيدا انه لا ينبغي في هذه المرحلة الحرجة ان تهتف يسقط المشير وهو رمز الجيش والجيش يعني مصر… فتعلل ذلك بأن الجيش طامع في السلطه… يا سيدي صبراً:  حينما يمسك الجيش يكرسي الرئاسة يمكنك ان تخرج الى ميدان التحرير وتطالب باسقاط النظام… فأنا لا أجد مبرراً لااستباق الأحداث….

 

بالبلدي كده ومن غير كتر كلام:  

 

انا مش بقول والله ان فكرتك عن اهتمام الجيش بالسلطة غلط … قد تكو ن محق … لكن خلينا نصل لشئ واضح الأول وبعدين نقرر… ومتقوليش ان دا هيبقى صعب … لأنك انت اللى نصبت عصام شرف رئيس وزراء وعلى فكرة لو كنت ناسي بقولك انت برضه اللى خليتو يستقيل…يعني مفاتيح اللعبة في ايديك… الحاجه التانية والأهم انك لو عايز ديمقراطية زي أمريكا والغرب انا بقولك جرب تلعب كوره كده أمام الكونجرس الأمريكي او جرب ترزّع بالكوره في جدران البيت الأبيض وقولي ايه اللى هيحصلك؟ وكمان والنبي متنساش تلقي نظرة على اليوتيوب عشان تشوف انجلترا عملت ايه في شوية متظاهرين من كام اسبوع… شالوهم من ع الأرض شيل… والمهم ازا اردنا الديمقراطية فعلاً فلازم يعرف أي عسكري او فرد أمن ان احتجاز متهم والتحقق معه باحترام امر سهلاً ومحترم جداً …وحسن الختام يجب ان يعلم الجميع اننا كلنا عشنا أيام من الغباء فهيا بنا نغتسل من هذا الحدث البالغ في العظم لنبني وطناً نحميه نحن وجيشنا يدا بيد… البرلمان القادم في توقعي سيكون مؤقتاً … وينبغي ان نعلم ان من سيحقق مطالب الثورة ليست حكومة ترانزيت مثل حكومة الجنزوري … والمفروض ان نحمي الجيش بأن نقف في صفة لأن في النهاية لو حاجه مش عاجبانا هنغيرها… يا كل من يتظاهر عليك بأن تهدأ … يا 6 ابريل و يا 5 مايو ويا 17 ديسمبر ويا بقية شهور السنه فكرو للحظات ستجدو انكم مطب صناعي في طريق الوصول لحكم مدني… خلص الكلام… وسلام.

 

 

 

      

 

     

   

  

 

 

  

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى