اكد عبد الجليل الشرنوبى – منسق جبهة الابداع المصرى – ان الاخوان الآن فى حالة ارتباك عامه ، وانهم بمواقفهم
كتب : احمد فتحى
اكد عبد الجليل الشرنوبى – منسق جبهة الابداع المصرى – ان الاخوان الآن فى حالة ارتباك عامه ، وانهم بمواقفهم السابقة اجبروا جميع القوى الثورية بأن تنفض من حولهم ، ليقفوا الجميع منهم الآن موقف المتفرج .
واضاف : الآن يشرب الاخوان من نفس الكأس التى تجرعت منها القوى الثورية مراراً ، كان ذلك تعقيباً على سؤاله عن رأيه فى جمعة " حماية الثورة " التى نظمتها جماعة الاخوان ودعت الجميع للمشاركة فيها بالأمس ولم تلق النجاح ولا القبول من اغلب القوى السياسية .
وحول رؤيته للمشهد السياسى الآن اجاب : ما يحدث هو استعراض للقوة ما بين طرفى المعادلة الآن " المجلس العسكرى – الاخوان " ، فبعد ان بارك الاخوان كل خطوات وقرارات المجلس العسكرى من اجل ان الوصول للسلطة ، انقلبوا الآن عليه لآنه أصبح يقف فى طريق طموحهم للوصول لسدة الحكم فى مصر ، مما جعل صورة المستقبل تزداد ضبابيه .
وتابع : الشعب المصرى يميل عموماً للهدوء والاستقرار ، وذلك وفق ما اكدته العديد من الاحصائيات ، والتى اشارت الى ان نسبة 80 % من المصريين يميلون للاستقرار ، والذى يرى البعض انه لن يتم الا من خلال حكم فرد من المؤسسة العسكرية ، بينما تؤيد نسبة 18 % التغيير ، ويتبقى نسبة 2 % وهى للقوى الثورية ، وتلك الاخيرة تم تفتيتها وتوجيهها ضد بعضها فى حرب سياسية بالدرجة الاولى من أجل عدم اتاحة الفرصة لها لعرض " بضاعتها " ، ومن أجل اجهاض الثورة وتكريسها لخدمة اطراف بعينها .
وعند سؤاله عن موقف الجبهة من مرشحى الرئاسة الحاليين وهل تم اختيار مرشح بعينه لتدعيمه ام لا اجاب : حتى الآن لم تحدد الجبهه مرشحاً محدداً لدعمه ، وان كنا ندعم فكرة " المجلس الرئاسى " ، ولذلك وجهنا الدعوه لعدد من المرشحين امثال حمدين صباحى وعبد المنعم ابو الفتوح و المستشار البسطويسى و ابو العز الحريرى وغيرهم لحضور مؤتمر نخرج منه بموقف موحد تجاه هذا الطرح .
وعن قانون " العزل السياسى " واداء البرلمان فى ثوبه " الإخوانى " اكد الشرنوبى ان قانون العزل جاء متأخراً جدا مما يحيطه بالشبهات ، وقال : عندما نادت بهذا القانون كل القوى والاطياف الثورية كان رد الاغلبية " الاخوانية " ان هذا القانون ليس له معنى ، ولكن بعد ان استشعروا ان خطواتهم نحو كرسى الرئاسة ستتعثر ، انتفضوا لاقراره ، مما يؤكد ان الإخوان لاينحازون للثورة وانما هم ينحازون لتحقيق ما يحقق مصالحهم ، وفى النهاية هذا البرلمان أصبح لا يعبر عن الشعب وانما هو نسخة مكررة من اداء نظيرة " الوطنى " .
وشدد الشرنوبى على ان الاخوان خرجوا بالثورة عن مسارها الثورى ، وادخلوها الى مضمار السياسة ، وبالتالى تخضع الثورة الآن لقاعدة " الممكن " ، وفى السياسة يغدو المستحيل ممكناً ، ففى عرف الثورة كان ترشح سليمان مستحيلاً ، اما فى عرف السياسة فترشحه ممكناً ، وهذا هو الخطأ الذى وقع فيه الاخوان ، وما يحدث الآن فى مصر هو سابقة لم تحدث فى اى ثورة فى العالم ، فبعد ان قامت الثورة من اجل اسقاط نظام على راسه مبارك ونائبه ، اصبحت الديمقراطية الآن ودعاوى الاستقرار تنادى بمن اسقطتهم الثورة كمرشحين للرئاسة وعلى رأسهم عمر سليمان ، فى انتخابات يشرف عليها زملائه " المجلس العسكرى " ، وكان على الاخوان و اغلبيتهم البرلمانية الاستقواء بجميع الاطياف السياسية والثورية ضد " الفلول " ومن يرعاهم ، ولكنهم للاسف نظروا تحت اقدامهم وحولوا الحالة السياسية للعبة تحكمها مبادئ " المكسب والخسارة " .
واستنكر منسق جبهة الابداع نزول الاخوان " للميدان " فى هذا التوقيت ، مؤكداً ان هذا الميدان نفسه هو الذى طالما قال الاخوان ان التظاهر فيه حرام لأنه " يعطل عجلة الانتاج ويحرق الاقتصاد " ، للحد الذى أفردت معه صحيفة الحزب مقالاً بعنوان " خطة بانديتا لحرق مصر " ، وصفت فيه الثوار وقت نزولهم للميدان للمطالبه باستكمال أهداف الثورة ، بالخونه والعملاء وهى نفس مصطلحات وتوصيفات النظام السابق ، والغريب انهم الآن يؤكدون وفق نفس الصحيفة ان المليونيات انعشت الاقتصاد المصرى ، مما يؤكد ان كل هدف الاخوان هو " الاستحواذ " فبعد ان استحوذوا على السلطة التشريعية اتجهوا نحو النقابات وبعد ان وجدوا ان ما استولوا عليه لم يحقق هدفهم للوصول لسدة الحكم ، قرروا ان يستحوذوا على الميدان أيضاً .
وفى النهاية وجه الشرنوبى النصح للاخوان بأن يعيدوا التفكير فى قراراتهم ، حتى لا تتكرر مأساة عام 54 مرة اخرى ، مؤكدا ان من مصلحتهم الآن ان يفتحوا حواراً مع كافة الاطياف الموجودة على الساحة السياسية ، من اجل توحيد الجهود للانتقال بالبلاد لبر الامان قبل ان يفوت الاوان .