اخبار-وتقارير

الأكثر مدعاة للقلق من أى وقت مضى..، هكذا عنونت مجلة «الإيكونومست» البريطانية تحليلها لمستجدات الأوضاع فى مصر. وقالت المجلة البريطانية:

كتبت : أسماء رفعت

الأكثر مدعاة للقلق من أى وقت مضى..، هكذا عنونت مجلة «الإيكونومست» البريطانية تحليلها لمستجدات الأوضاع فى مصر.وقالت المجلة البريطانية: «إن مصر الدولة التى يعيش فيها 84 مليونا تعيش فى جو عجيب، وتنتظر موعدا دقيقا يوم 30 يونيو فى انتظار مصير مجهول كليا، ألا وهو الذكرى الأولى لتولى محمد مرسى الحكم».
وتابعت قائلة: «إذا كان الخوف يعترى معظم المصريين من نتيجة تلك الاحتجاجات، فالخوف الأكبر يهيمن على الرئيس الإسلامى وأنصاره، من أن يؤول به الأمر بعد عام واحد من توليه الحكم إلى مصير المخلوع حسنى مبارك، بعدما باتت مصر -حسب المعارضين- تسير على طريق الديكتاتورية».

 واستمرت بقولها: «لا يعلم أحد إذا ما كانت تلك الاحتجاجات ستنجح أم لا، ولكن ما هو مؤكد أنها ستكون كبيرة وحاشدة جدا، وربما تكون دموية، بسبب حالة الاستقطاب الكبيرة، والمزاج المشحون والمناوشات فى المدن الإقليمية بين المؤيدين والمعارضين لمرسى».
وأشارت «الإيكونومست» إلى أنه من المتوقع أن تتفاقم تلك الاشتباكات قبل 30 يونيو، بعد انتشار الجيش، وقلق المواطنين من توافر المستلزمات الأساسية، بعد طوابير البنزين الطويلة التى شلت حركة المرور. وأضافت بقولها «هذا المزيج والخليط السىء فاقمته كثيرا تصريحات مرسى الذى بات يحظى بغضب كل طبقات المجتمع المصرى، سواء الغنية أو الفقيرة، بسبب فشل حكومته الصارخ فى وقف التدهور الاقتصادى وباقى المجالات، وتفاقم التضخم والبطالة والدين الحكومى والفقر بشكل ملحوظ». وبعيدا عن المشكلات الاقتصادية، قالت «الإيكونومست» إن استخدام مرسى وجماعته للدين، ومحاولاته لأخونة البلاد، لا تثير فقط غضب العلمانيين، بل بعض الإسلاميين أيضا، خصوصا أنه يحاول الاستيلاء والاستحواذ على كل مؤسسات الدولة، حتى لو كان ذلك بوضع أشخاص غير أكفاء. وأشارت إلى أن كثيرا من المصريين الذين صوتوا لمرسى العام الماضى، أصابهم الندم، وقالوا إنهم لن يصوتوا له إذا ما أعيدت الانتخابات، بعدما شاهدوه من محاولات لدولة الإخوان من الهيمنة والسيطرة على كل مؤسسات الدولة دون أن يكون هناك تغيير فى السياسات عن نظام مبارك البائد.
وقالت إن أسوأ ما فى الأمر هو تحول الصراع السياسى المصرى فى حرب كلامية ذرة، ستكون محصلتها صفر بالنسبة إلى البلد، خصوصا بعدما حاول الإخوان وحلفاؤهم من الإسلاميين تشويه الاحتجاجات، واصفين إياها بأنها مؤامرة من النظام السابق لإعادة إنتاج النظام السابق، وفى المقابل يشعر باقى الشعب أن مصر فى ظل حكم الإسلاميين ستفقد أى فرصة لتكون دولة مدنية حديثة، ومجتمعا متفتحا تعدديا. وتابعت قائلة: «المشكلة كذلك أن مرسى رفض أن يعامل خصومه ومعارضيه بأى احترام، وكان ينظر إليهم على أنهم مجموعة من الرعاع غير المنظمين، لذلك فإن دعواته إلى المصالحة فى ذلك الوقت الحساس غير ذات مغزى، وبدلا من أن يسعى الرئيس المصرى إلى أن يقدم حلا وسطا، أساء استخدام الشرعية الانتخابية الممنوحة له، عن طريق سن مجموعة من القوانين المثيرة للجدل، والتعيينات فى الأماكن الحكومية لجماعته وحلفائه الإسلاميين».
واختتمت المجلة البريطانية التحليل قائلة: «هذا التجاهل طبعا، أدى إلى مقاومة غير مسبوقة من المعارضة، جعلت تلك البلد غير قابلة للحكم من قبل مرسى وجماعته على نحو غير متزايد، وهو ما قد يؤدى فى النهاية إلى تدخل الجيش كى يملأ الفراغ السياسى المتزايد فى مؤسسة الرئاسة بمصر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى