أخبار

الأموال الساخنة.. بين الاستقرار المالي و تباطؤ معدلات الإنتاج

مؤخرًا، قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء عن حركة الأموال الساخنة، إن الأموال الساخنة يمكنها الدخول والخروج من السوق دون قيود، ولكن الأهمية، أنها بعيدة عن المصادر الرئيسية للاحتياطي المصري تماما، وبالتالي فهذا الأمر لا يجب أن يقلقنا في أي شيء، مؤكدا أن الأموال الساخنة التي خرجت من السوق المصري أقل من 7% و8% من الإجمالي، وأنها موجودة  كسيولة نقدية في الدولة المصرية لا مشكلة فيها.

وفي هذا الصدد، في هذا التقرير تفاصيل الأموال الساخنة في محاولة للإجابة عن ما هي الأموال الساخنة؟ 000 لماذا سميت بالأموال الساخنة؟ وأسباب تدفق الأموال الساخنة.. ولأثار الإيجابية والأثار السلبية ؟.. وكيف تؤثر  الأموال الساخنة على الاقتصاد بشكل عام ؟

اولا:  ما هي الأموال الساخنة

الأموال الساخنة أو ما يعرف بـ Hot Money: هي جميع التدفقات المالية التي تدخل الدول أو تخرج منها بهدف الاستثمار والاستفادة من وضع اقتصادي خاص فيها، مثل ارتفاع معدلات الفائدة أو تدني سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، وغالبا ما تكون هذه الأموال موجهة نحو الاستثمارات قصيرة الأجل.

وتضمن الأموال الساخنة حصول المستثمرين على معدلات فائدة مرتفعة، وتتحرك هذه الأموال من الدول التي تكون فيها أسعار الفائدة منخفضة إلى الدول ذات معدلات الفائدة المرتفعة.

لماذا سميت بالأموال الساخنة؟ 

يستخدم  مصطلح الأموال الساخنة Hot Money على نطاق واسع في الأسواق المالية للإشارة إلى تدفق رؤوس الأموال من دولة إلى أخرى لكسب فائدة بسيطة على سعر الفائدة لتغيير سعر الصرف، وقد أطلق عليها هذا الاسم لسرعة تحرك الأموال داخل وخارج الأسواق، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار السوق.

وعن ذلك قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة هدي الملاح مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية أن مصطلح الأموال الساخنة أطلق عليها هذا الاسم لأنها  هى أموال تجوب العالم بحثا عن تحقيق أعلى فائدة وبالتالي هي أموال تبحث عن تحقيق أكبر فائدة وغالبا ما تكون الأسواق التى تنخفض فيها العملة المحلية هدف للأموال الساخنة .

أسباب تدفق الأموال الساخنة

وعن أسباب تدفق الأموال الساخنة قال الخبير الاقتصادي الدكتور إيهاب الدسوقي، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، لبوابة أخبار اليوم ،أن أسباب تدفق الأموال الساخنة إلي السوق المصري يرجع الي تزايد معدلات العائد الكبير لهذا النوع من الاستثمار بسبب ارتفاع معدل الفائدة بالبنوك المصرية، وأضاف أيضا، ارتفاع هامش الربح الكبير لاستثمار هذه الأموال في البورصة المصرية .

ومن جانب آخر قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة هدي الملاح مدير عام المركز الدولي لدراسات الجدوي، إن انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار والعملات الأجنبية جعل هناك أسباب كثيرة لتدفق الأموال الساخنة على السوق المصري للاستفادة من ارتفاع سعر الفائدة وارتفاع عوائد الاستثمار في البورصة المصرية لأنها أموال تبحث عن أعلى معدل ربح في وقت قصير فهو نوع استثمار قصير الأجل .

ما هي الآثار الإيجابية للأموال الساخنة ؟

وعن مدى الايجابية لهذه الاموال، قال الخبير الاقتصادي الدكتور ايهاب الدسوقي إن تعد إضافة قوية إلى العملة الأجنبية داخل السوق المصري وتعمل على تنشيط الجهاز المصرفي والبورصة المصرية بجانب زيادة رؤوس أموال الشركات العاملة بالسوق المصري مما يحقق سيولة مالية لدي الشركات لزيادة حجم أنشطتها الاستثمارية بالأسواق.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن هذه الأموال تعمل ايضا على زيادة حجم الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي المصري، مما يؤدي إلى دعم الاستقرار المالي بالأسواق، لأنها توفر قدر كبير من النقد الأجنبي، إضافة الى العملة  الأجنبية وتنشط الجهاز المصرفي والبورصة وزيادة رؤوس الأموال الشركات رصيد من الاحتياطي دعم احتياطي الاحتياطي بالبنك المركزى لدعم الاستقرار المالي بالأسواق لأنها توفر قدر من النقد الأجنبي.

ما هي الآثار السلبية للأموال الساخنة ؟

وعن الآثار السلبية للأموال الساخنة قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة هدي الملاح أنها أنها تعتبر مسكن وليس داعم حقيقي للاقتصاد المصري أو أي اقتصادي يعتمد على حركة هذه الاموال لانها غير مستقرة بالأسواق كونها تبحث عن أعلى معدل ربح.

وأضافت أن هذه الأموال انه لا تحقق الاستقرار لفترات طويلة لأنها سريعة الحركة وقد تتسبب في هزات مالية كبيرة داخل الأسواق .

وأضافت الدكتورة هدي الملاح، أن ارتفاع سعر الفائدة يؤدي الي ارتفاع تكاليف الاقتراض الاستثماري وبالتالي يؤدي الي تباطىء معدلات الانتاج وقلة توافر فرص العمل بالاسواق وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد وبالتالي يجب الابعتاد بقدر الامكان عن الاعتماد على الاموال الساخنة والتركيز علي الانتاج .

وعن ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور ايهاب الدسوقي أن من سلبيات تلك الاموال الساخنه ان خروجها من الاسواق يكون بشكل كبير في وقت قصير مما يتسبب في حدوث هزات مالية بالاسواق في بعض الاحيان .

وأضاف الخبير الاقتصادي أن ثبات اسعار الفائدة داخل البنوك لفترات طويلة يؤدي الي خروج الاموال الساخنة من الاسواق وهو ما يؤدي الي ارتفاع معدلات التضخم بينما الاستثمار طويل الاجل يحتاج الي استقرار سعر الصرف وانخفاض معدلات التضخم وهو ما يؤثر سلبا على الاقتصاد بشكل عام بسبب حركة الاموال الساخنة .

كيفية ادارك تدفقات الأموال الساخنة ؟

وللحد من مخاطر الاموال الساخنة او ادراك تدفقات الاموال الساخنة قال الخبير الاقتصادي الدكتور ايهاب الدسوقي ان الولايات المتحدة الامريكية وضعت ضوابط لخروج الاموال الساخنة من السوق الامريكي وهي زيادة معدل الضريبة الفروضة على الاموال في حالة خروجها قبل مرور 6شهور .

وهو ما يمكن البناء علية في مصر بزيادة معدل الضريبة على حركة خروج  هذه الاموال الساخنة قبل مرور 3شهور من السوق المصري

 ما هي اشكال وطرق دخول الاموالساخنة الي الاسواق ؟

وعن ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور ايهاب الدسوقي أن اشكال الاموال الساخنة في مصر عن طريق الاستثمار في الاسهم والبورصة والودائع في البنوك .

واضاف ان هناك اشكال اخري لا تتوافر في مصر مثل الشركات التى تم تاسيسها في دول اجنبية ولها فروع  في مصر ويتم الاستثمار في هذه الشركات بشكل مباشر وهذا النوع يمر بتعقيدات كبيرة وهو غير متوافر في مصر

اقرأ أيضا رئيس الوزراء: الأموال الساخنة بعيدة عن الاحتياطي النقدي للدولة

الدكتور ايهاب الدسوقي 

كيف تعمل الأموال الساخنة؟

 تدخل الأموال الساخنة لبلد ما أو تخرج منه بعدة طرق للاستفادة من تدني العملة المحلية، وارتفاع معدلات الفائدة، أو الاستفادة من النمو المتسارع للاقتصاد، وتتحرك هذه الأموال عن طريق:

 – استثمارات في أذون الخزينة أو السندات التي تطرحها الحكومة بغرض الاقتراض.

– استثمارات في أسهم الشركات المدرجة في البورصة، وذلك للاستفادة من تدني العملة المحلية مقابل الدولار، مما يمكن أصحاب هذه الأموال الساخنة من شراء عدد كبير من الأسهم.

– الاستثمار في شهادات الادخار التي تطرحها البنوك بهدف جذب المستثمرين الخارجيين الذي يسعون للاستفادة من الفوائد المرتفعة.

 من يملك الأموال الساخنة؟

بشكل أساسي، هي أموال يمتلكها مستثمرون دوليون على الأغلب في الدول المتقدمة، وبطبيعة الحال يحركونها عبر مؤسسات استثمار خاصة بهم وبيوت خبرة منوط بها إدارة ثرواتهم وتعظيمها، وعادة ما تركز هذه المؤسسات على تحقيق الربح السريع والمرتفع.

هذا يعني أنهم قد يوجهون هذه الأموال إلى الأسواق الناشئة وتحويلها إلى العملات المحلية، من أجل الاستثمار في أدوات الدين قصيرة الأجل في حال كانت الفائدة عليها مجزية بالنسبة لهم، وبالتالي يحولون هذه الفوائد إلى الخارج مرة أخرى مع الاحتفاظ بأصل رأس المال المستثمر، ولذلك هي إحدى أشهر وسائل المضاربة الرامية لتحقيق الربح بأقصر طريق.

في سياق عالمي، لا يمكن للأموال الساخنة أن تتدفق بين الاقتصادات إلا بعد إزالة الحواجز التجارية وإنشاء البنى التحتية المالية المتطورة. في ظل هذه الخلفية، يتدفق المال إلى مناطق النمو المرتفع التي توفر إمكانية تحقيق عوائد ضخمة.

كيف تعمل الأموال الساخنة؟

 تدخل الأموال الساخنة لبلد ما أو تخرج منه بعدة طرق للاستفادة من تدني العملة المحلية، وارتفاع معدلات الفائدة، أو الاستفادة من النمو المتسارع للاقتصاد، وتتحرك هذه الأموال عن طريق:

 – استثمارات في أذون الخزينة أو السندات التي تطرحها الحكومة بغرض الاقتراض.

– استثمارات في أسهم الشركات المدرجة في البورصة، وذلك للاستفادة من تدني العملة المحلية مقابل الدولار، مما يمكن أصحاب هذه الأموال الساخنة من شراء عدد كبير من الأسهم.

– الاستثمار في شهادات الادخار التي تطرحها البنوك بهدف جذب المستثمرين الخارجيين الذي يسعون للاستفادة من الفوائد المرتفعة.

مخاطر الأموال الساخنة

الأموال الساخنة هي استثمارات لا يعول عليها في النمو الاقتصادي، فهي تعطي مؤشرات وهمية عن النمو الاقتصادي في البلد الذي تدخله، بسبب أن هذا النوع من الأموال سريع الخروج من اقتصاد البلد في حال حدوث أي اضطراب ما يؤدي إلى عدم استقرار في السوق، والمستثمرون في هذه الأموال دائما ما يتوجهون للبلدان التي تشهد نموا اقتصاديا متسارعا.

وبالتالي يري الخبراء، أن خطورة الأموال الساخنة تكمن في قصر أجلها أو خروجها المفاجئ، لذلك يجب أن يكون لدى مسؤولي الاقتصاد والمالية في الدول النامية معرفة مسبقة بالهدف من دخول مثل هذا النوع الأموال.

ما تأثير الاموال الساخنة  على الدول وحياة الشعوب؟

وتؤثر الأموال الساخنة عند دخولها على سعر الصرف، ومن المحتمل أن تؤثر على ميزان مدفوعات الدولة وبالتالي موقفها من توافر السيولة النقدية الأجنبية، والتي تعني في حال الوفرة مزيدا من الاستقرار التجاري والاقتصادي وثبات سعر الصرف، والعكس تماما في حال العجز.

الدكتورة هدي الملاح 

ما آلية عمل الأموال الساخنة؟

– في الأغلب الأعم، تجذب المؤسسات المالية الاستثمارات من مستثمري الأموال الساخنة عن طريق إصدار أدوات الاستثمار المختلفة (مثل شهادات الإيداع) التي تقدم معدلات فائدة تنافسية.

– على سبيل المثال، عندما يقوم البنك بتخفيض سعر الفائدة الخاص به بحيث يقدم سعرًا أقل من البنوك الأخرى، فإن مستثمري الأموال الساخنة يسحبون أموالهم على الفور من البنك بسعر أقل ويودعون الأموال في أي بنك يقدم سعرًا أعلى.

ما هي أنواع الأموال الساخنة؟

– هناك اختلاف طفيف بين الأشكال المختلفة للأموال الساخنة، حيث إنها تظهر جميعها نفس الخصائص؛ وهي الاستثمار قصير الأجل والحركة المتكررة.

ومع ذلك، يمكن تصنيفها إلى نوعينِ رئيسيينِ على أساس شكل الاستثمار:

– قرض قصير الأجل في بنك أجنبي.

– محفظة استثمارية قصيرة الأجل في بلد أجنبي.

ما هي استخدامات الأموال الساخنة ؟

فيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للمال الساخن:

– يستخدم المستثمرون هذه الاستراتيجية لكسب أكبر قدر ممكن من المال في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما.

– تجذب البلدان مستثمري الأموال الساخنة لزيادة السيولة واحتياطي العملات الأجنبية.

– تستخدم البنوك تدفق الأموال الساخن للتحكم في التقلبات في سعر صرف العملات.

ما هو تأثير الأموال الساخنة على الاقتصاد

الاقتصاد المستفيد (Beneficiary Economy)

– قد يؤدي التدفق الكبير لرأس المال على المدى القصير إلى ارتفاع أسعار الأصول إلى جانب زيادة التضخم. يمكن أن يؤدي هذا التدفق أيضًا إلى تضخيم القاعدة النقدية مما يؤدي إلى طفرة ائتمانية.

– أيضًا قد يؤدي هذا التدفق إلى ارتفاع سعر صرف العملة. إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤثر سلبًا على أعمال التصدير في الدولة حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى.

اقتصاد المانح (Benefactor Economy)

– من المؤكد في هذا النوع من الاقتصاد أن التدفق المفاجئ للأموال الساخنة سيؤدي إلى انكماش أسعار الأصول وانخفاض قيمة العملة.

إذاً ما هي مزايا وعيوب الأموال الساخنة؟

المزايا الرئيسية للأموال الساخنة:

– يمكن لمستثمري الأموال الساخنة تحقيق مكاسب كبيرة من خلال استخدام الأموال بطريقة استراتيجية.

– يمكن للبلدان المتقدمة استخدام تدفق رأس المال لتحقيق تنويع أفضل للمستثمرين الدوليين في محافظهم.

السلبيات الرئيسية للأموال الساخنة:

– بطبيعة الحال، فإن مستثمري الأموال الساخنة هم أول من يتخلى عن الشركة في أوقات الشدائد، مما قد يزيد من حدة أزمة السيولة.

– قد يكون لمثل هذا التدفق المفاجئ لرأس المال مع أفق استثمار أقصر تأثير سلبي على الاقتصاد، مثل التوسع النقدي السريع، واتساع عجز الحساب الجاري والضغوط التضخمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى