اتصالات

الجميع يستخدم ال SMS يوميا كخدمة لا غنى عنها، ولا يدرك الكثيرون أنها لم تكن معروفة قبل 25 عاما، والحديث

الجميع يستخدم ال SMS يوميا كخدمة لا غنى عنها، ولا يدرك الكثيرون أنها لم تكن معروفة قبل 25 عاما، والحديث يتعلق بالرسائل النصية القصيرة SMS.

قبل 25 عاما، وتحديدا في بداية شهر ديسمبر عام 1992 تبادل تقنيان يعملان في شركة فودافون أول رسالة نصية قصيرة، ومنذ ذلك التاريخ بدأ صعود هائل لهذه الأداة.

تفيد الاحصائيات أنه تم، خلال العام الماضي، تبادل ثمانية آلاف مليار رسالة نصية قصيرة في العالم، أي اثنين وعشرين مليار رسالة في اليوم الواحد … أو مائة وخمسين مليون رسالة في الدقيقة … وأخيرا تبادلنا رسائل نصية قصيرة على مستوى العالم عام 2016، بمعدل مليونين وخمسمائة ألف رسالة في الثانية الواحدة، وهو ما وصل بنا إلى هذا الرقم المذهل ثمانية آلاف مليار رسالة نصية قصيرة خلال العام الماضي على مستوى العالم.

لا يوجد منكم من لم يقم في يوم من الأيام بإرسال رسالة نصية قصيرة عبر هاتفه المحمول إلى شخص لا يريد إزعاجه في أوقات معينة، أو بالعكس لتجنب الانزعاج بالحديث مع شخص ينبغي إبلاغه بأمر ما.

الرسائل النصية القصيرة برزت كوسيلة سريعة لنقل خبر أو معلومة دون تضييع الوقت في تحيات وأحاديث مطولة تفرضها المجاملات الاجتماعية، حتى أن الكثيرين يقتصرون، تقريبا، في اتصالاتهم على هذه الرسائل القصيرة.

إذا كان الحديث المباشر في ظروف معينة، سواء مهنية أو شخصية، يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية أو فقدان الأعصاب، فإن الكثيرين يلجأون إلى الرسائل النصية القصيرة التي تسمح للأطراف المختلفة بالتفكير الهادئ وكتابة الردود دون أي انفعال، وفي ظروف أخرى تبقى الرسائل النصية محفوظة على الهاتف المحمول كدليل على الحديث ومضمون ما جاء فيه.

لم تخلُ ولادة الرسائل النصية القصيرة في فرنسا من مفارقات طريفة يرويها من ساهموا في تشغيل هذه الخدمة لأول مرة، حيث قام المسؤولون في شركة الاتصالات الفرنسية بدراسة جدوى قبل إطلاقها، وجاءت النتائج لتؤكد أن 85٪ من الفرنسيين عازفون عنها، حيث اعتبرت الأغلبية أن الهاتف هو جهاز للحديث وليس للكتابة.

في البداية لم يكن باستطاعة المستخدم إرسال نص عبر هاتفه المحمول إلا للمشتركين في نفس شركة الاتصالات التي يستخدمها، وظلت الرسائل النصية القصيرة أداة غير مستخدمة كثيرا في فرنسا حتى عام 1999، حيث فتح الباب أمام تبادلها بين مستخدمي كافة شركات الاتصالات المختلفة دون أي فارق في الوقت أو التكلفة، لتصبح أداة اتصال لا يمكن الاستغناء عنها.


أكثر من ذلك، دفعت خدمة الرسائل النصية القصيرة والتطورات التي طرأت عليها مع ظهور الهواتف الذكية إلى انطلاق خدمات أخرى مثل واتس آب وماسينجر، حتى أصبحت مقولة أن الهاتف للحديث وليس للكتابة منافية تماما للواقع.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى