الرأي

الجنزوري والبرادعي والناس في ميدان التحرير والعباسية هم محور الإعلام هذا الأسبوع.. العباسية تريد الجنزوري المنوفي ابن قرية «جروان» الذي

الجنزوري والبرادعي والناس في ميدان التحرير والعباسية هم محور الإعلام هذا الأسبوع.. العباسية تريد الجنزوري المنوفي ابن قرية «جروان» الذي له باع طويل في العمل الحكومي منذ أن كان وزيراً للتخطيط، وهو أول شخص أعد الخطط العشرينية، والبعض يري أنه قادر علي صنع شيء خلال الأيام الحاضرة إذا ساعده الناس في مصر. والجنزوري ـ لمن لا يعرفه ـ شخص يعمل في صمت وعندما يتحدث تشعر بأنه يعرف كل شيء.
أتذكر جيدا وقوف هذا الرجل في مجلس الشعب لكي يتحدث عن ميزانية الحكومة منذ أكثر من أحد عشر عاما، وبرع أمام الكثيرين لحفظه الأرقام الخاصة بكل شيء في الموازنة العامة للدولة ولاقي تصفيقا حارا في مجلس الشعب آن ذاك.
وأشهر مواقف الجنزوري مع حاشية مبارك هو رفضه الموافقة علي خطة بيع القطاع العام.. فسخط عليه أعوان مبارك وتمت إقالته وتولي عاطف عبيد رئاسة الوزراء ونفذ الخطة كاملة وهو الآن في السجن.
لا أعرف الدكتور كمال الجنزوري معرفة شخصية، وآخر مرة قابلته فيها كانت العام قبل الماضي في احتفال مصر بذكري ليلة القدر المباركة، وسلمت عليه مثلما فعل كثير من الحضور، فرد الرجل السلام بتواضع شديد.
والسؤال: هل هذا الرجل يمكن أن يصنع شيئا في هذه الفترة العصيبة علينا جميعا؟! الاقتصاد صفر.. الأمن معدوم.. ميدان التحرير أصبح أقوي من الدولة نفسها.. والوضع يزداد سوءا كل ساعة وليس كل يوم.
أما البرادعي فهو شخص لا يختلف عليه اثنان في ميدان التحرير، لكن له تاريخا فيما يتعلق بالحرب علي العراق، لأنه صاحب التقرير الشهير في وكالة الطاقة الذرية بأن هناك أسلحة كيماوية في هذا البلد، ومن ثم ورطت أمريكا صدام في احتلال الكويت ثم قامت بالقضاء علي العراق وانتهت القضية بتمزيق  العراق إلي الآن وإعدام صدام حسين أول أيام العيد لكي تقول أمريكا لنا «كل سنة وأنتم طيبون يا عرب».
البرادعي لا يوجد أي علاقة بيني وبينه ولكن الفلاحين في بلدنا يتحدثون دائما عنه بأنه ابن أمريكا في مصر.
وقد تعرض البرادعي لحرب شرسة أيام مبارك من الإعلام ومن النظام، ولذلك سيكون البرادعي والجنزوري مادة خصبة للصحفيين هذا الأسبوع، وبالفعل هذا حدث عندما قامت مجموعات كبيرة من الشباب باحتلال شارع مجلس الشعب مساء الجمعة الماضي لكي تمنع دخول الجنزوري مبني مجلس الوزراء، وحدث بالفعل صدام بين الأمن وهؤلاء الشباب صباح السبت، ووقعت عدة إصابات، وربما يوجد قتلي بين هؤلاء الشباب.
أعود فأقول: إن التحرير والعباسية ومن فيهما هم الدولة الآن، ولذلك يجب أن تتحرك الكتلة الصامتة المتفرجة علي هذه الأوضاع، إذا كنا نريد أن تنصلح حال بلدنا مصر.
كل عام وأنتم بخير.. وأسأل الله ـ عز وجل ـ في أول أيام العام الهجري الجديد أن نخرج من هذه الأزمة الصعبة والمحنة الشديدة التي لم تتعرض مصر لمثلها منذ عدة قرون.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى