الأخيرة
الجيش الوطني العراقي وقد دخل في حرب دامية مع إيران امتدت لثماني سنوات 1980-1988 وخلفت مئات الآلاف من القتلى
كتب: محمد عبدالفتاح
الجيش الوطني العراقي وقد دخل في حرب دامية مع إيران امتدت لثماني سنوات 1980-1988 وخلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين أدت الحرب العراقية الإيرانية إلى إنهاك الجيش العراقي وما تلا ذلك من أثار وتداعيات لا حصر لها سرعان ما ولم تكد تبدأ سنة 1991 حتى اندلعت حرب الخليج الثانية التي حشدت لها واشنطن تحالفا يضم دولا أجنبية وعربية بعد غزو الجيش العراقي للكويت، حيث شن التحالف الدولي هجمات شرسة أصابت العراق وجيشه بأضرار بالغة وإدخال العراق بحالة من الحصار الشامل ضمن عقوبات دولية مفروضة من قبل الأمم المتحدة
وقد أنهك هذا الحصار الدولي الشديد الجيش العراقي فضلا عن تفشي الفساد بين صفوفه حيث عمت الرشوة والمحسوبية وصاحبها تأكل كبير ببنية المؤسسة العسكرية العراقية معتصاعد البنى الشخصية والحزبية.. وجاءت الذروة بتحول الجيش عقيدة لتبعية شخص الرئيس ومنهجه بعد احداث سبتمبر وادراج اسم العراق في "محور الشر" بدأت الجهود الدبلوماسية الأمريكية بالتحرك للاطاحة بحكومة صدام حسين.
بعد مرحلة الحصار الدولي الذي استمر حتى 2003، وهي السنة التي قرر فيها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن احتلال العراق واستسلم الجيش العراقى واعتقل كبار قيادييه بدعوى وجود أسلحة دمار شامل لدى النظام العراقى
القدرة العسكرية للجيش العراقى قبل الغزو لامريكى
مجموع الافراد 350 الف ونحو مائة الف من جنود الاحتياط
وكانت القوات البرية تتكون من سبعة فرق فيالق و ثلاث فرق مدرعة و11 فرقة ميكانيكا وست فرق من الحرس لجمهورى واربع اولوية من الحرس الجمهورى الخاص لوائين من القوات الخاصة وخمسة اولوية من الفدائين
معدات القوات البرية
الجيش الشعبي
تشكل عام 1970 ثم تطور بسرعة على مدار السنين. وفي عام 1987 بلغ مجموع كل القوات المسلحة باستثناء الجيش الشعبي مليون فرد في حين كان عدد الجيش الشعبي وحده 650 ألفا تكون من متطوعين مدنيين محدودي التدريب وغير مجهزين تجهيزا جيدا
الحرس الجمهوري
بدأ الحرس الجمهوري حرسا خاصا لصدام حسين ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية شكل عنصر الهجوم الرئيسي للجيش
كان أكثر القوات ولاء للنظام ويتمتع بأفضل تدريب ولديه أحدث المعدات ويعامل أفراده معاملة خاصة.
وفي أغسطس 1990كان عدد أفراد الحرس الجمهوري 150 ألفا وبعد حرب الخليج عام 1991 تراوح عدده بين ستين وثمانين ألفا
الحرس الجمهوري الخاص
تأسس بعد حرب الخليج عام 1991 وتركزت مسؤولياته في حماية الرئيس وضمان أمن العاصمة والقصور الرئاسية والمرافق الحيوية الأخرى بلغ مجموع عناصره نحو 16 ألفا وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية
القوات الجوية
بلغ مجموع أفرادها نحو عشرين ألفا في حين وصل عدد المقاتلات 316 مقاتلة
قيادة الدفاع الجوي
وصل مجموع أفرادها إلى حوالي 17 ألفا كانت قيادتها المركزية في العاصمة بغداد بينما توزعت مراكز الدفاع الجوي المحلية على كل من كركوك (الشمال وكوت الحي (الشرق)، والبصرة
(الجنوب) والرمادي (الغرب)
القوات البحرية بلغ مجموع القوات البحرية حوالى الفين جندى
قوات أخرى
مجموع الأفراد: نحو 44 ألفا، موزعة كالتالي قوات الأمن: حوالي 15 ألفا
حرس الحدود: نحو تسعة آلاف فدائيو صدام: نحو 20 ألفا
بداية العمليات المسلحة
في 20 مارس 2003 سمعت دوي انفجارات في بغداد وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكي انه اصدر اوامره لتوجية "ضربة الفرصة" الذي علم فيما بعد انه كانت ضربة استهدفت منزلا كان يعتقد ان صدام حسين متواجد فيه.
اعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجاة فكان التوقع السائد هو ان تسبق الحملة البرية حملة جوية كما حدث في حرب الخليج الثانية فكان عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في ان واحد وبصورة سريعة جدا اطلقت عليها تسمية "الصدمة والترويع" Shock and Awe وكان الاعتقاد السائد لدى الجيش الأمريكي انه باستهداف القيادة العراقية والقضاء عليها فان الشعب العراقي سوف ينظم للحملة وسوف يتم تحقيق الهدف باقل الخسائر الممكنة.
تهاوى الجيش العراقي بين ليلة وضحاها.. وهو ما يرجعه البعض إلى أن قيادات كبيرة في ذلك الجيش قامت بخيانات كبيرة ربما أهمها خيانة قائد عمليات الجيش العراقي في مطار بغداد الذي سحب قواته لتدخل القوات الأمريكية إلى المطار وتتمركز به ثم هرب مع القوات الأمريكية.. وخيانة قائد عمليات بغداد الذي سحب قطاعاته من مداخل المدينة.. وغير هذه الأمثلة كثير.. كما جرى هروب جماعي للمقاتلين من وحداتهم أثناء الحرب وبشكل شبه علني، هذا بمعزل عن العجز بالآليات العسكرية والخرائط غير الدقيقة وفى المحصلة الأمريكان لم يجدوا جيشاً يقاتلهم فدخلوا بغداد بهدوء.
للجيش العراقى بعد اعادة تشكيلة وسيطرة الميلشيات على الوضع
وفي العام 2012 اعيد تشكيل الذي أعيد تشكيله يبلغ حوالي 300 ألف عنصر فيما يبلغ إجمالي القوات العسكرية العراقية بما فيها تلك التابعة لوزارة الداخلية حوالي مليون عنصر.
على صعيد القوة الجوية خصوصاً، يُمكن ملاحظة أن تعداد هذه القوة كان يزيد قليلاً على خمسة آلاف عنصر في ذلك العام. وهي لا تزال تُمثل نقطة الضعف الأساسية في البناء العسكري العراقي.
كذلك، تسببت عمليات السلب التي تعرضت لها معسكرات وقواعد سلاح الجو العراقي عام 2003، في تهريب العديد من الطائرات الحربية التي كان الجيش العراقي قد قام بدفنها. وقد بيعت هذه الطائرات بداية بأثمان بخسة إلى تجار محليين، قاموا لاحقاً بتهريبها وبيعها إلى تجار في الأردن، بعد تفكيكها على الأرجح. كما ذهب قسم من الطائرات الحربية، المسربة من المعسكرات، إلى أفران الصهر في العراق. وجرى تحويلها إلى قضبان حديدية
بعد الانسحاب التكتيكي الأميركي من العراق في نهاية عام 2011، تركت الولايات المتحدة الجيش العراقي، عمداً أو سهواً، في قبضة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بهدف تعزيز منصبه القيادي في العراق .
وخلال السنوات الماضية، تدربت 14 فرقة تابعة للجيش على مواجهة حركاتالتمرد ضمن الحدود العراقية. كما طور الجيش قوة أمنية داخلية لها فروع عدة في المحافظات العراقية المختلفة، بحيث يستطيع الجيش العراقي اختراق أجزاء البلد المختلفة، لكن تبقى السيطرة على الجيش ووزارة الدفاع الطريقة التي يعتمدها المالكي للتمكن من الوصول إلى كامل المناطق العراقية
فقد سيطر رئيس الوزراء السابق نور المالكى على الجيش من خلال تعيين ضباط موالين له لقيادة الفروع الأساسية والعمل عن طريق فرق الجيش في أنحاء العراق لفرض سيطرته، وبالتالي أصبح الضباط الآن في طليعة الأشخاص الذين ينفذون الأجندات السياسية
كما قامت القوات الامريكية بإقصاء قيادات الجيش العراقي وحرمانهم من مستحقاتهم المالية ليحل محلهم قيادات شيعية تدين بالولاء لرئيس الوزراء "نور المالكي"، لتنقلب الصورة من جيش بقيادات من سنة ومجندين من الشية إلى قيادات من الشيعة بمجندين من السنة.
و فرضت قيادة مؤلفة من ضباط جيش موالين للمالكي سيطرتها على العراق وفي عملية بدأت في عام 2007 أحاط رئيس الوزراء نفسه بمجموعة من ضباط الجيش السابقين فاستعاد هؤلاء الضباط، مقابل ولائهم المناصب التي خسروها بسبب سياسات "اجتثاث البعث"، وعينوا في مناصب رفيعة بالجيش.