اخبار-وتقارير

الرئيس المنتخب محروم من القصر ولايستطيع مخاطبة الشعب في ذكري الرحيل

كتبت : سمر الغمري

لم يكن يتخيل اي رئيس يأتي بعد الثورة ان يجد نفسه ممنوعا من الاحتفال بذكري تنحي الرئيس السابق الذي قامت ضده الثورة .. بل ان الرئيس الجديد والمنتخب لم يكن يتوقع ان يجد نفسه محاطا بالثوار الذين يحاولون اقتحام قصر الحكم بعد ان كان يعتبر نفسه واحدا منهم .. الرئيس محمد مرسي الذي وصل الي الحكم بدعم جماعة الاخوان المسلمين لايستطيع مخاطبة الشعب في ذكري رحيل مبارك ولايستطيع الخروج من القصر او البقاء فيه كما لايستطيع النزول الي التحرير او التحرك في الشارع الذي جاء به الي رئاسة اكبر دولة في الشرق الاوسط  ذلك الشعب الذي يزداد غضبا وسخطا يوما تلو اخر حتي وصلت الامور الي قطع الطرق والكباري وحصار قصر الاتحادية والاشتباك مع الداخلية .

تلك هي حصيلة مرورعامين علي تنحي الرئيس السابق حسني مبارك ففي مثل هذا اليوم بعد صلاة ظهر الجمعة الحادي عشر من فبراير 2011م كانت الحشود الغاضبة من ثوار مصر في ميدان التحرير بالعاصمة القاهرة والميادين الكبرى بالمحافظات تستعد لتصعيد جديد يعجل بإسقاط مبارك بعد خطاباته وقراراته المخيبة للآمال والتي لم تلق بالاً  لمئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا على مدار أيام الثورة التي اندلعت شرارتها في الخامس والعشرين من يناير
و في هذا اليوم القي نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان بيان علي شاشة التيليفزيون المصري قائلا :
(بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها المواطنون.. في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.. قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.. والله الموفق والمستعان….) 
وقبل أن ينتهي عمر سليمان من الاحرف الأخيرة للبيان الذي لم يتجاوز الأربعين ثانية عمت الافراح مصر، وعاش الملايين ليلتهم في شوراع وميادين القاهرة حتى فجر يوم جديد وعهد جديد
وكان 2011 العام الأكثر ظلامًا وكآبة بالنسبة لمبارك وعائلته، إذ تحولت حياتهم إلى بؤس وحزن وتغيرت بزاوية 180 درجة، بعدما كانوا في القصور أصبحوا في السجون وعبرة أمام العالم أجمع،
وقد حددت محكمة الجنايات أول جلسة لـ"محاكمة القرن" كما أطلقوا عليها يوم 2 أغسطس من العام نفسه، وتقرر بث القضية على التلفزيون المصري، حسبما طالبت القوى السياسية والشعب المصري، وبالفعل ظهر مبارك على سريره مستلقيًا أمام العالم، ودخل القفص الحديدي والذي أعد له خصيصًا في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، وظهر بجانبه نجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وكبار معاونيه، وبدأت محاكمته في قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام، وبعد 10 أشهر تقريبًا من المحاكمة تم الحكم على مبارك بالسجن 25 عامًا، وبالتحديد في 3 يونيو 2012، في قضية قتل المتظاهرين، إلا أنه استأنف الحكم بعد 6 أشهر من السجن تقريبًا، وتم قبول  الطعن لتُعاد محاكمته من جديد، ليدخل مبارك سجن طرة كنزيل وليس زائر، ويتولى في الشهر نفسه مرشح "الإخوان المسلمين" محمد مرسي منصب رئاسة الجمهورية.

وهلل الكثير من المصريين حين علموا بفوز مرسي في الانتخابات، على حساب المرشح الآخر أحمد شفيق، إلا أنه الآن يتعرض لما تعرض له مبارك في أيامه الأخيرة، وتطالب الحركات الثورية والسياسية بسقوط النظام وإنهاء حكم "الإخوان المسلمين"، وتتحرك 4 مسيرات في ذكرى تنحي مبارك إلى قصر الاتحادية للضغط على مرسي، ويظل شبح مبارك يطارد الرئيس الجديد الذي لم يكمل سوى 7 أشهر في الحكم.
ويقول الخبراء والمحللون السياسيون، إن مرسي كان يتمتع بشعبية كبيرة حين فاز في الانتخابات والجميع وقف معه وصدق ما قاله، إلا أنه أصبح خاضعًا لجماعة "الإخوان المسلمين" وليس للشعب، ولا يسمع لهم، فانقلب الشعب عليه وأصبح مكروهًا مثل مبارك، وبدأ طريق الديكتاتورية، الآن الرئيس مرسي داخل القصر، حين كان يجلس مبارك محاط بقوات الحرس الجمهوري وأسوار القصر العالية، والهتافات في الخارج تصيح يسقط مرسي وأخوانه والمكتوبة أيضًا على حوائط القصر، وكأن الزمان يعيد نفسه من جديد، وتتغير الأسماء وإنما الموقف واحد.
 

 وهددت جبهة الإنقاذ الوطنى، وعدد من القوى الثورية، بالعصيان المدنى 11 فبراير الجارى، حال الاستمرار فى تجاهل مطالبها، المتمثلة فى تغيير الحكومة، ووقف العمل بالدستور الحالى، وإقالة النائب العام، وقال محمد الخزرحى، عضو الأمانة العامة لاتحاد الشباب التقدمى بحزب التجمع، إن أعضاء الحزب سيحتشدون بميدان التحرير حتى رحيل النظام، مؤكداً أنهم سيستخدمون كافة وسائل التصعيد السلمى، بما فيها العصيان المدنى والإضراب حتى رحيل النظام ومحاكمة المسئولين عن أحداث العنف الأخيرة.

وقال الدكتور عزازى على عزازى، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الشباب سينظمون وقفة لتأبين شهداء الأحداث الأخيرة، منهم محمد الجندى وعمرو سعد والحسينى أبو ضيف، مؤكداً أن جبهة الإنقاذ والتيار الشعبى مع الشارع فى مطالبه بإسقاط النظام، وأن مطالبهم هى إقالة الحكومة وتعديل الدستور وتغيير النائب العام الحالى.

وأضاف "عزازى"، أنه حال عدم استجابة السلطة لمطالب القوى الوطنية، والتى تضامن معها حزب النور وأيدها، فإنه ليس أمام القوى السياسية والثورية سوى إزاحة النظام، وسيستخدم فى هذا المطلب جميع الوسائل السلمية، ماعدا العنف، لأنه ليس من خطط جبهة الإنقاذ.

وأكد خالد السيد، عضو الأمانة العامة لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الطريقة المثلى لاستكمال مطالب الثورة هو التحرك فى المناطق الشعبية ودعوة المواطنين للتجمع فى الميادين الرئيسية بها.

وبين القيل والقال بين القوى السياسيه المعارضه سننتظر كلمه الشعب الذى لم يبقى له سوي الله فى هذه الصعوبات التى تمر بتاريخ الثوره التى اذهلت العالم فيخطط كلا من طرفي الصراع ما يشاء ولكن عندما يتحدث الشعب الذى يعانى من الظروف القاسيه وهو المتضرر الوحيد من هذه الصراعات فسيسكت الجميع ليقول الشعب كلمته.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى