الصين توسع استخدام سلاح المعادن النادرة في حربها التجارية مع ترامب

وسعت الصين استخدام المعادن شديدة الأهمية كسلاح تجاري من خلال فرض قيود على صادرات المعادن النادرة، مما يهدد بزعزعة استقرار إمدادات المواد الأساسية المستخدمة بشكل واسع في التصنيع عالي التقنية من السيارات الكهربائية إلى الأسلحة.
كجزء من ردها على التعريفات الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية المستوردة، أعلنت بكين يوم الجمعة أنها ستشدد الرقابة على صادرات سبعة أنواع من المعادن النادرة. وتعد الصين أكبر مورد عالمي لهذه المعادن، التي تضم 17 عنصرًا من الجدول الدوري.
أدت هذه الخطوة إلى ارتفاع كبير في أسهم الشركات ذات الصلة يوم الإثنين، حيث ارتفع سهم شركة تشاينا رير إيرث هولدينجز %10 في هونج كونج. ارتفعت أسهم مجموعة تشاينا نورثرن رير إيرث بنسبة 9.2%، وشركة لايناس رير إيرثز الأسترالية بنسبة 5.1%.
تُمثل الصين نحو 70% من إنتاج العالم من المعادن الأرضية النادرة، حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. سيطرة الصين على مجموعة من السلع المتخصصة تُعتبر منذ فترة طويلة سلاحاً جيوسياسياً محتملاً، في ضوء اعتماد أميركا على الإمدادات الصينية.
كانت بكين قد فرضت بالفعل قيوداً مماثلة على معادن شديدة الأهمية أخرى مثل الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت والأنتيمون خلال العامين الماضيين في ظل تصاعد التوترات التجارية.
القيود الجديدة على الصادرات ليست حظراً شاملاً، لكنها تعني أن أي شحنات إلى الخارج ستخضع لتمحيص أكبر بشأن من يشتريها، وأسباب شرائها. وقد شهدت معادن أخرى تراجعاً حاداً في حجم الصادرات حتى أصبح صفراً بعد تطبيق القيود، حيث يحتاج المصدرون إلى وقت للحصول على التصديق.
كتب محللون من شركة سيتيك سيكيوريتيز في مذكرة بحثية: “قد تؤدي القيود الجديدة إلى تشديد الإمدادات العالمية”. والسياسة “تحمي مصالح الأمن القومي للصين وتعزز القيمة الاستراتيجية للاستثمار في سلسلة صناعة المعادن النادرة”.
تتضمن قائمة المعادن النادرة التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة الساماريوم والغادولينيوم والتيربيوم والديسبروسيوم واللوتيتيوم والسكنديم والإيتريوم. لكن اثنين من المعادن الأكثر انتشاراً -النيوديميوم والبراسيوديميوم- لم يُدرجا في القائمة. ويتم استخدامهما في المغناطيسات القوية التي تُعد من أشهر التطبيقات للمعادن النادرة.
قال ديفيد أبراهام، الأستاذ المساعد في جامعة “بويز ستيت” في ولاية أيداهو: “على عكس المعادن السبعة النادرة التي تم اختيارها، فإن هذه المعادن تتوافر بسهولة أكبر خارج الصين، مما قد يجعل أي قيود أقل تأثيراً. وقد تم استبعادها للحفاظ على خيار فرض قيود في المستقبل”.
لن تضر القيود على الصادرات باستقرار سلسلة الإمداد الدولية، حسب بيان صادر عن رابطة صناعة المعادن غير الحديدية في الصين يوم الأحد. وقالت الرابطة الصناعية: “طالما أن الشركات لا تشارك في أنشطة تضر بسيادة الصين الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، فإن تدابير التحكم في الصادرات لن تؤثر على عملياتها التجارية والاعتيادية”.
وصرحت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة أن فرض القيود على ما يُسمى بالعناصر ذات الاستخدام المزدوج التي لها تطبيقات عسكرية هو من مصلحة الأمن القومي والاستقرار الإقليمي والسلام العالمي.
الحياة نيوز موقع إخباري شامل يهتم بتغطية كافة الأحداث على المستوى الدولي والمحلي ورصد أهم الأخبار والاقتصاد أسعار الذهب ،البورصة المصرية ،أخبار الرياضة ،محافظات ، حوادث ، أخبار التعليم .