أخبار وتقارير

الكاتب الإسباني جويتيسولو: عار على أوروبا عدم الترحيب بالمهاجرين

في لقاء له مع قرائه ومحبيه ووسائل الإعلام بالمكتبة الوطنية بمدريد، قال الكاتب الإسباني الشهير، والفائز حديثاً بجائزة ثيربانتس، خوان جويتيسولو، إنه يشعر كأنه "يبحر سراً بمركب عابر للأطلسي"، في إشارة إلى جائزة الآداب الكبرى التي يتسلمها غداً الخميس، من الملك فليبي، في حفل سيقام بجامعة الكالا دي إينارس.

يعد جويتيسولو أبرز كاتب أوروبي مهتم بالشأن العربي والتراث العربي كما أنه من أكثر المدافعين عن تاريخ العرب في الأندلس واعترف جويتسولو أنه لم يكن أبداً من محبي هذا النوع من الاحتفالات العامة، إذ يقضي منذ سنوات طويلة "حياة العزلة والانسحاب"، مضيفاً: "يجب أن أعد نفسي لما ينتظرني"، في إشارة للموت.

كلمة مقتضبة 
وبعد أن لفت إلى أنه يعاني من الصمم "مثل قطعة خشبية" وأن الكلام ينهكه، أشار إلى أن كلمته غداً في جامعة ألكالا ستكون "مقتضبة"، وأنه سيحاول قول "أشياء كثيرة بكلمات قليلة"، من بينها "الأدب، ثيربانتس، الوضع الحالي في إسبانيا والعالم".

وأكد جويتيسولو أنه سيحضر الحفل بـ"ملابس عادية"، وسيتجنب الملابس الرسمية، مضيفاً: "ليعلموا أنه لا يمكن رفض جائزة تحمل اسم ثيربانتس"، في إشارة لتصريحات سابقة له انتقد فيها النظام، لافتاً إلى أنه لم يحرك إصبعه الأصغر للحصول على الجائزة، قائلاً: "عندما هاتفني وزير الثقافة لإخباري بالفوز، شكرته وأنا في حالة ذهول، لأنني لم أكن أنتظرها".

وتطرق جويتيسولو للحديث في السياسة الإسبانية، وأعلن أنه يميل لحزب "بوديموس" اليساري الجديد رغم أنه "حزب ذو خبرة ضئيلة سياسياً"، وأنه يشعر بالتفاؤل لوجود هذا الحزب بجانب حزب آخر جديد هو "ثيودادانوس".

انتقاد الفساد السياسي 
وحول فساد بعض الساسة الإسبان، قال جويتيسولو: "إن قضى فلان 20 عاماً في الحكومة دون أن يسرق سنتاً واحداً، سيكون ذلك خبراً"، وهو الحديث الذي جر إلى مطالبات البعض بانفصال إقليم كتالونيا، ما علّق عليه الكاتب الكبير بأن "الحكاية التاريخية الإسبانية، والحكاية التاريخية الكتالونية محض أكذوبة"، موضحاً أنه ضد كل القوميات، مضيفاً: "ما تعلمته من الحياة بعد كل هذا العمر الطويل هو التسامح، نقد ما يخصني، واحترام ما يخص الآخر". 

في نهاية اللقاء، أعرب جويتيسولو عن شديد حزنه على الغرقى في مراكب المهاجرين في البحر المتوسط، مضيفاً: "ما يحدث شيء مقيت"، منتقداً عدم التنسيق الأوروبي، ومشيراً للحاجة إلى مجهودات أكبر من أجل وقف هذا الانتحار، قائلاً: "من العار أن يكون الاتحاد الأوروبي بلا سياسة لفرملة هذه الهجرات والترحيب بها".

جدير بالذكر أن جويتيسولو أبرز كاتب أوروبي مهتم بالشأن العربي والتراث العربي، كما أنه من أكثر المدافعين عن تاريخ العرب في الأندلس، وطالب الحكومة الإسبانية منذ عدة سنوات بتقديم اعتذار للمسلمين لما جرى لهم أثناء محاكمات التفتيش منذ خمسة قرون على يد الملوك الكاثوليكيين ومحاولة تشويههم، كما يظهر في كتاباته أثر التراث العربي، خاصًة في رواية "الأربعينية"، ويعيش جويتسولو منذ سنوات كثيرة بمدينة طنجة بالمغرب، ويمتلك بيتاً هناك، ويعتبر أسرته المغربية أسرته الحقيقية، ولا يزور إسبانيا إلا في مرات قليلة.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى