المرأة اليمنية ..بلقيس العرب

تقرير : مصطفي فرحات 
ارتبط اسم اليمن وتاريخه بحضور ومشاركة دائمة وفعالة للمرأة اليمنية ولنساء تلازمت أسمائهن بحقب من الازدهار والعظمة من ملكة سبأ إلى الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، ورغم أن قروناً من التمزق والتخلف والاستعمار قد أفقدت اليمن قرونا من الازدهار والتقدم وعادت به إلى مراحل من التخلف والتبعية للمجتمع بشكل عام وللمرأة اليمنية بشكل خاص بل وأكثر حدة وقسوة. إلا أن المرأة اليمنية لم تستكين لذلك , بل ناضلت نضالا طويلا ومريرا في سبيل تحريرها من كافة أشكال التخلف الموروث واستطاعت أن تجد لنفسها مكانة رفيعة .
تتضح لنا مكانة المرأة ودورها الفعال في اليمن القديم من خلال دراسة النقوش القديمة وكذا ما ذكره المؤرخون وما ذكرته الديانات السماوية وكذا أيضا الأساطير والحكايات القديمة .وبهذا ستكون دراستنا عن المرأة في اليمن القديم ومكانتها اجتماعيا ودورها السياسي والاقتصادي والأوضاع الدينية لها من خلال دراسة  واقع النقوش التي بينت لنا تلك الأدوار،و من خلال ماذكره المؤرخون وما ذكرته الديانات السماوية عن ذلك الدور وتلك المكانة مع ذكرنا لأبرز الشخصيات النسائية اليمنية من ملكات وقائدات وشاعرات وكاهنات ..وذكر مكانتهن وأدوارهن في المجتمع اليمني إلى ما قبل الإسلام .
كما بينت لنا النقوش كذلك حجم المكانة التى احتلتها المرآة من الناحية الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية .
فعلى الصعيد الإجتماعى نجد مكانة ودور المرأة في المجتمع اليمني القديم كانت متميزة وهو قول يحتاج إلى أدلة وشواهد وهي موجودة في نقوش مكتشفة في مواقع الآثار اليمنية ، وهي موجودة أيضا في كتب التاريخ التي تعرضت لتاريخ الجزيرة العربية ،أو اليمن بصورة خاصة في فترة ما قبل الإسلام ,إلا أن هذا التميز النوعي الذي نقصده لا يعنى المبالغة في حجم مكانة المرأة ودورها في مختلف مراحل التاريخ اليمني القديم .
ولا يعنى أنها متساوية الدور والمكانة في كل القبائل اليمنية ،أو الممالك ,والدول والدويلات المتعاقبة ،وإنما يعني هذا التميز النوعي أنها –أي المرأة-كانت في بعض الفترات أحسن حالة منها في جنوب الجزيرة العربية, وقد تحدث ا.ف.ل.بيستون : في بحث نشرة عن المرأة في مملكة سبا :وهو يتحدث عن ظاهرة الوأد في بعض القبائل العربية وان أسبابة تكون إما من الفقر أو من خوفهم من سبيها في الحروب وليس لأنهن كارثة في المجتمع الرجالي وأكد البحث أن وأد البنات لم يكن عاما وشاملا في كل القبائل اليمنية .
أما على الصعيد الديني فقد كان للمرأة أدوارها التي لا تنسى ،فقد كانت ديانة اليمنيين تقوم على أساس ثالوث من الكوكب فكانت الشمس هي الآلهه الأم وكان القمر الأب وكان الابن كوكب الزهرة وهذا الثالوث هو (القمة) و(ذات حميم) والجدير بالذكر أن المرأة اليمنية شاركت في الحياة الدينية وكان هناك نوع من النساء مخصصات للأمور الدينية وأن المراسيم الدينية لم تكن اختيارية بل كانت تُنم عن التفاني والإخلاص والتقوى ، فقد عملت المرأة في خدمة المعبد و كانت تعمل الأعمال المرضية للإله . 
كما ثبت في النقوش أن المرأة قدمت النذور للآلهة في ظروف مختلفة ولأسباب متعددة منها: توسلا لزيادة في الرزق ولإنجاب الأطفال ، و طلبا للشفاء وحمدا و شكرا للالهه ، كما قدمته كذلك تكفيرا عن العصيان و طلبا للغفران إلى غير ذلك. 
إذا فالمرأة عملت خادمة للمعبد وباغية فيه ، وارتقت إلى أن وصلت إلى درجة الكهانة وربما عبدت واتخذت إلهه (تجسيدا رمزيا في الشمس )وهنا تشابه في وضعها الديني في اليمن القديم ووضعها الديني ووضعها الديني في بابل .
وعلى الصعيد السياسى لم تتضح ا دور المرأة سياسيا في اليمن القديم إلا عبر بعض النقوش التى  وجدت تدل على بعض الأعمال التي تُعد من قبيل المشاركة السياسية ومن تلك الكلمات كلمة "مقتويت" أي "نائبة الملك في أمور إدارية وعسكرية أو ربما مدبرة أمور قصر الملك أو بيت الملك " اسم لمنصب إداري تقلدته امرأة يمنية في اليمن القديم ويرى الشيبة أن هذه الفئة من الناس لم تمارس أي نشاط اقتصادي وكذلك لم يرد ذكرها في نقوش ,ولكن كانت تقوم بالسفارات السلمية وتشترك في الحملات الحربية. 
لم تكشف النقوش اليمنية القديمة المنشورة حتى الآن عن ملكة حكمت أو تولت سلطة الحكم كملكة .وقد تناولت بعض المصادر موضوع ملكة حكمت اليمن منها التوراة والإنجيل والقران الكريم ثم المصادر العربية و لربما تكشف لنا الآثار المطمورة تحت الرمال مستقبلا عن قصة هذه الملكة .
لعل أوضح مثال على ذلك الملكة " بلقيس " التى تحدث عنها القرآن الكريم ثم كان لها حادثة مع نبى الله سليمان ، قال تعالى على لسان الهدهد " إنى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم " .
ثم واصلت المرىة اليمنية كفاحها حتى الآن فى كافى مجالات الحياة مكللة نجاحها بمزيد من العطاء والانجازات .
Sayed is typing…
 
Exit mobile version