المواطنين الأمريكيين ينتقلون إلي المكسيك هرباً من غلاء المعيشة
نشرت شبكة “سى إن إن” الأمريكية اليوم الثلاثاء تقريرا عن تزايد عدد المواطنين الأمريكيين الذين نقلوا محل إقامتهم إلى المكسيك بسبب غلاء الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية مما له تأثير ايجابى على البعض ولكن سلبى على البعض الآخر من السكان المحليين.
وأوضحت الشبكة أن نسبة كبيرة من هؤلاء المنتقلين للعيش في المكسيك لم يقدموا حتي علي إقامة ولكنهم يدخلون البلاد باستخدام تأشيرة سياحية وهم لا يعملون حتى بالمكسيك ولكنهم يعملون لصالح شركات أمريكية اونلاين.
ووفقا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية فان 1.6 مليون أمريكي يعيشون في المكسيك بصفة رسمية، بينما وصل عدد الأمريكيين الذين حصلوا علي تأشيرة سياحية بين يناير ومايو من العام الجاري، بصرف النظر عن مغادرتهم من عدمه، إلى 5.3 مليون شخص. وهذا الرقم يزيد عن العدد المسجل خلال نفس الفترة من عام 2019 بمقدار مليون شخص، وفقا للحكومة المكسيكية.
وتحدثت وسيطة العقارات بالعاصمة المكسيكية اديتا نوريكو إلى “سي ان ان” قائلة إنها تتلقي عشرات الاتصالات من عملاء أمريكيين أسبوعيا للاستعلام عن الانتقال للعيش بمكسيكو سيتي. وتقول إن أغلب هؤلاء يعيشون أساسا بمدينتي نيويورك ولوس انجلوس، مضيفة أن أغلبهم يهربون من غلاء المعيشة مستفيدين من فارق سعر العملة.
أوضحت نوريكو أن 70% من زبائنها هم من الأمريكيين. وبحسب وزارة السياحة الأمريكية، فان ايرادات السياحة الواردة من المسافرين الأمريكان قد بلغت خلال اول 5 اشهر من 2022, 11.5 مليار دولار وهو رقم قريب من ذلك الذي تحقق قبل جائحة كورونا.
في أحياء مثل روما وكونديسا, بوسط المدينة ظهر العديد من المطاعم والمقاهي المعاصرة والتي تستهدف المتحدثين باللغة الانجليزية. ويقول المواطن المكسيكي بوستوس كوروسبي ان الأجانب لا يسعون الي التحدث بالأسبانية وينتظرون من السكان المحليين أن يتعلموا الانجليزية من أجلهم, مما يجعل الكثير من المواطنين غاضبين. ففي أحد تلك الأحياء, قام أحدهم بتعليق لافتة باللغة الانجليزية تقول “من فضلكم غادروا, لانريدكم هنا.”
ولكن السبب الأقوي لهذا الغضب أن الكثير من ملاك العقارات أصبح لديهم دافع كبير لطرد المستأجرين المحليين وأصحاب المحلات حتي يقوموا بتجديد بناياتهم وتحويلها لشقق تتماشي مع طلب هؤلاء الأجانب أو لأنهم أصبحوا لا يستطيعون أن يدفعوا مبالغ الايجار التي ارتفعت بسبب القدرة الشرائية الأكبر لهؤلاء الوافدين الأمريكان.
وإحدي هؤلاء الضحايا هى ساندرا اورتيز البالغة من العمر 54 عاما والتي خسرت مطعمها، هي وأشقائها الـ4، الذى أسسه والداها منذ 55 سنة كمخبز، بعد أن طردها صاحب العقار المكون من دور أرضى و4 أدوار بحى روما، فى فبراير الماضى بعد معركة قضائية طويلة. والآن تعمل هى و2 من شقيقاتها بغسل الصحون بإحدى ضواحي العاصمة المكسيكية.
يقول الأمريكى المقيم بالمكسيك البالغ من العمر 37 سنة إريك رودريجز أنه اتخذ قرار الانتقال منذ بضعة أشهر حيث إن إيجار شقة مكونة من غرفة واحدة بمدينة سان دييجو الأمريكية كان يكلفه 2,500 دولار شهريا بينما شقة مماثلة تكلفه بالعاصمة المكسيكية 800 دولار فقط.
يعمل رودريجيز كمحلل تنموي لاحدي الشركات الأمريكية اونلاين ويوضح أن بالرغم من أنه من أصول مكسيكية فهو لم يأتي من أجل اكتشاف جذوره أو لتحسين لغته الاسبانية التي يتحدثها قليلا وانما ليستطيع أن يحصل علي جودة عالية من مستوي المعيشة بأسعار معقولة.
ويصف رودريجيز نفسه وأقرانه من الأمريكيين الوافدين الي المكسيك بالبدو الرقميين حيث أنهم يملأون المقاهي والمتنزهات بصحبة حواسبهم الشخصية منشغلين بانجاز اعمالهم. وبالرغم من أنه ليس متأكدا من رغبته في البقاء في المكسيك علي المدي الطويل الا انه بدأ يشعر انها مثل موطنه.