الوضع داخل مبنى ماسبيرو لم يكن أفضل حالًا من الوضع خارجه، فإن كان المبنى يتعرض بين الحين والآخر للحصار من
الوضع داخل مبنى ماسبيرو لم يكن أفضل حالًا من الوضع خارجه، فإن كان المبنى يتعرض بين الحين والآخر للحصار من قبل الثوار، وهو ما جعل القوات المسلحة تتولى تأمينه مرة أخرى وتنتشر بكثافة على مداخله، فإن الوضع بداخله كان أكثر سوءا على مستوى قطاعاته وقنواته المختلفة.
تليفزيون «القنال» المهتم بتغطية الأوضاع داخل مدن القناة الثلاث «بورسعيد، والإسماعيلية والسويس» ما زال يواجه موجة غضب من قبل العاملين بداخله، حيث أكد بعضهم فى تصريحات لـ«التحرير» أنهم يعانون من التدخلات المستمرة فى عملهم من قبل المسؤولين، خصوصا أنهم يعتبرون أن التغطية التى يقدمها التليفزيون هى الأسوأ على الإطلاق، وأكدوا أنه إذا لم يلتفت المسؤولون عن ماسبيرو لما يحدث سيقومون بتقديم استقالات جماعية، معتبرين أن أهاليهم وأصدقاءهم يقتلون فى الشوارع والميادين ومع ذلك تتجاهلهم تغطية التليفزيون، الذى من المفترض أن تعبر عن أزماتهم ومشكلاتهم، وهو ما جعلهم يؤمنون بأن العمل فى مثل هذه الظروف هو خيانة لضميرهم المهنى، خصوصا أن كل ما يحدث فى الشارع بعيد كل البعد عما يرونه على شاشة تليفزيون «القنال».
الوضع داخل قناة «النيل للأخبار» لم يكن أفضل حالا من تليفزيون «القنال»، حيث أكد عدد من العاملين بالقناة أنهم فى إجازة مفتوحة منذ الخامس والعشرين من يناير، بعد أن وجدوا صعوبة فى استمرارهم فى العمل فى تلك الأجواء التى وصفوها بأنها تشبه أيام مبارك، مؤكدين أنهم ليسوا على استعداد لتزييف الحقائق أو تشويهها بما يتناسب مع آراء الحزب الحاكم.
من جهة أخرى كان لرئيس التليفزيون شكرى أبو عميرة رأى آخر، حيث أكد فى تصريحاته أنهم لم يفرضوا أى ضغوطات على العاملين فى مبنى ماسبيرو بأى شكل من الأشكال، مشيرا إلى أن كل ما يطالبون به هو أن يقوم العاملون بدورهم فقط دون أن ينحازوا لأى طرف من الأطراف.