اليوم فقط يحق للتونسيون أن يفخروا بثورتهم، اليوم فقط آن لشهدائها أن يرقدوا بسلام فقد أنعموا على ذويهم بالحرية.. اليوم
اليوم فقط يحق للتونسيون أن يفخروا بثورتهم، اليوم فقط آن لشهدائها أن يرقدوا بسلام فقد أنعموا على ذويهم بالحرية.. اليوم فقط تعلن تونس بكل عزة أنها على طريق الديمقراطية..
فقد انتخب المجلس التأسيسي التونسي أمس محمد المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا للبلاد خلال جلسة عامة للمجلس الوطني التأسيسي بأغلبية 153 صوتا من إجمالي أصواته البالغة 217 عضوا، وصوت ضده 3 أعضاء وامتنع 2 عن التصويت، فيما بلغ عدد الأوراق البيضاء 44 ورقة تعود كلها للمعارضة، التي قررت التصويت بأوراق بيضاء، لكون القانون المنظم للسلطات خلال المرحلة الانتقالية أو ما يسمى بالدستور المصغر، لم يحدد مدة الرئاسة، بالإضافة إلى "غياب التوازن" بين سلطات رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس الحكومة، معتبرة أن منصب رئيس الجمهورية أصبح بموجب هذا القانون، منصبا "صوريا" بعد أن تم تجريده من كل الصلاحيات لفائدة رئيس الحكومة، التي سيتولاها مرشح حركة النهضة.
لكن المرزوقي كان له رأي آخر.. ففي أولى كلماته بعد انتخابه.. ارتجل كلمة مقتضبة ثمن فيها اختياره واعتبرها لحظة فارقة في حياته، حتى أنه رحب بموقف المعارضة واعتبر امتناعهم عن التصويت جزء من لعبة الديمقراطية..
ويحسب الدكتور محمد منصف المرزوقي على التيار اليساري المعارض وهو رئيس حزب المؤتمر ذو التوجهات الليبرالية.. حاصل على الدكتوراة في الطب وخاض معارك ضارية دفاعا عن حقوق الإنسان ومناهضة لنظام الرئيس التونسي المخلوع والفار زين العابدين بن علي، سواء في تونس أو في فرنسا منفاه الذي أوى إليه بعد اعتقاله عام 1994، ومن مفارقات القدر أن يعود الرجل من منفاه ليتولى أعلى سلطة في البلاد!!!!
وبوصول المرزوقي للرئاسة فإن نوعا من المواءمة تكون قد عقدت بين التيار الليبرالي الذي يمثله وبين التيار الإسلامي الفائز بانتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة بنحو 40% من الأصوات والمتمثل في حزب النهضة المكلف بتأليف الحكومة ورئاستها..
وأيا ما كانت المواءمات وأيا ما كانت الصفقات، فهنيئا لكم يا تونسيون فقد استجاب القدر لكم ومنحكم الحرية والحياة،، هنيئا لكم فقد انكسر القيد وانجلى ظلام الليل وأنتم يومئذ على الدرب.. ولعلنا نستوعب الدرس جيدا هذه المرة..