الأخيرة
امرأة خائفة ترصد الأحداث خلال العشرين عام الماضية
وسط حضور كثيف رغم سوء الأحوال الجوية، وعلى أنغام الموسيقى بدأت الكاتبة والروائية "سلوى علوان" أفضل روائية عربية لعام 2014 مناقشتها لأحدث رواياتها "امرأة خائفة", والتي شاركها مناقشتها د.شريف النجار رئيس الإدارة المركزية للنشر بهيئة الكتاب, و د. ثناء أنس الوجود, وأدارها الشاعر طاهر البرنبالي
بدأ الندوة شريف النجار الذي وصف الرواية بأنها ذات طبيعة خاصة, ويقول: بهذه الكلمات ندخل لعالم سلوى علوان في رواية "امرأة خائفة" أعرف أن المرأة المصرية دائما شجاعة وهي من تبني الأسرة وتبني الرجال, ولكن أن يأتي يوم ويضع على غلاف رواية عنوان "امرأة خائفة" فإن هذا يجعلنا في حيرة، هل هي المرأة المصرية العادية التي تشعر بهذا الخوف، أم أنها تمثل هنا وطنا في حالة ضعف وحالة بحث عن وجود امرأة جديدة, فهذه الرواية تأخذنا إلى عالم سردي خاص بالبطلة "ليلى عابد" وبأحداثها التي تأخذ المدى الزمني من ٢٠٠٨ وحتى ٢٠١٠، أي قبل ثورة ٢٥ يناير.
الشخصية المحورية ليلى عابد تمثل بساطة الشخصية المصرية خاصة في صعيد مصر, وكيف أن المرأة المصرية في الجنوب من حوالي 30 أو 40 عاما ربما ظلمت بعض الشىء لأنها عاشت في حماية مجتمع ذكوري يريد أن يشكل امرأة ذات طابع خاص من خلال عاداته وتقاليده.
تمثل الراوية المرأة الصعيدية في الفترة الأولى من عمرها, وتجسد الرواية بشكل عام كيف أن العادات والتقاليد الصارمة من الممكن أن تظلم تعليم المرأة وتفوقها وفرصها وتجبرها على الزواج برجل لا تريده ولا تحبه, كما أنها تأخذنا في الجزء الأول منها كي تجسد صراع المرأة المصرية مع عادات وتقاليد الجنوب، وتتحول الرواية في النصف الثاني منها وتأخذنا إلى سياق سياسي بامتياز.
يرصد الجزء الأول من الرواية واقعنا الاجتماعي في صعيد مصر وكيف أن الأم والأب بثقافتيهما الصارمة التي تبالغ في الخوف على المرأة مما جعلها من الممكن أن تترك التعليم مبكرا وألا تختار شريك حياتها وهذا ما لاحظناه في هذه الشخصية التي نعتبرها شخصية لامرأة صعيدية ولكنها متمردة , والتمرد هنا لا يعني الانحراف ولكنه يعني البحث عن امرأة جديدة في صعيد هذا الوطن, وتتحدث عن اشتياق المرأة في الصعيد إلى الحرية.
تجسد الرواية ملمحا بارزا وهو أن المرأة في الجنوب المصري دائما لا تطوق صوب الحرية ولكن ما نقصده هنا هي الحرية المسئولة التي تعطي المرأة حق في التعليم واختيار شريك الحياة ووجودها مشاركة للرجل في بناء المجتمع المصري, هذه الرواية هي رواية ذاكرة والتي تعتبر محور حركة السرد في الرواية, وتضعنا حيال الجنوب المصري قديما.
تحولت لغة الرواية من سياق البحث الإجتماعي إلى سياق التحقيق الصحفي, أي تحولت إلى رصد لما حدث في مصر في أخر 20 عام بالتحديد بدءا من حادثة مسرح بني سويف وهجوم إسرائيل على لبنان ثم عادت إلى 2010 وأزمة الإنتخابات الموجودة في مصر, وقال إن "امرأة خائفة"، كتبت من أجل السينما، حيث اعتمدت على المشهدية البصرية، مؤكدا أن العمل يصلح لتحويله إلى دراما، مشيرا أن العمل تشابك مع فن المسرح.
تشابكت الرواية مع عام 1981 وهو عام وفاة الرئيس السادات, ولعبة العقائدية التي تمت ممارستها في ذلك الوقت ولا زالت تمارس حتى الآن, التي يريد الغرب من خلالها في تحطيم العالم العربي.
ويرى الجيار أن المرأة أو الرجل إذا افتقدا الحب يصبح قريب منه الخوف والاغتراب, وأشاد الجيار بضمير الناس داخل الرواية، مؤكدا أنه دافع للمشاركة في الأحداث التي تشهدها البلاد، مشيرا أنه رغم تجاوز الرواية مائتي صفحة إلا أن إيقاعها معتدل.
بينما قالت الدكتورة ثناء أنس الوجود أن رواية امرأة خائفة تعاني فيها المرأة الخائفة من الخوف المرضي من الخوف بينما هي امرأة شديدة التمرد وقادرة علي أن تولد من جديد كأنها عنقاء بدأت الرواية بحب شديد وانتهت بأنها تلاشت وهي لن تتلاشي لكنها ستولد من جديد مؤكدة أن سلوى علوان نموذج مختلف من الساردات.
وأضافت أنس الوجود أن الشخصيات في الرواية تتجذر اﻷساسية منها حول الساردة، التي تقترب روايتها من السيرة الذاتية وأضافت أن اﻹناث في عالم بطلة النص بعضهن لم يخضع لقواعدها، وقالت ثناء أن الرواية كتبت بطريقة السرد الثلاثي أو الشرائط السردية حيث ضفرت الكاتبة اﻷسرة والمأساة والحب في عمل سردي واحد، حيث فاجأتنا الرواية بخلوها من مشاهد الوصف التقليدية حيث تحولت المشاهد شديدة الحساسية الي مونودراما ورؤية ذاتية.
وأعرب الزوار أن هذا الحفل يكسر الملل أثناء الإصطفاف، للدخول بمتابعة شاشة العرض المرئية وموسيقى جورج زامفير لتعلن عن مشاركة الأديبة المصرية سلوى علوان في فعاليات معرض الكتاب بالقاهرة بعقد الندوة الثانية لروايتها "امرأة خائفة" بالمخيم الثقافي.
