انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو وصور على المواقع الاجتماعية – منها ما هو حديث الإصدار ومنها ما هو مؤرخ حتى قبل
انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو وصور على المواقع الاجتماعية – منها ما هو حديث الإصدار ومنها ما هو مؤرخ حتى قبل أن تحلم مصر بالثورة – بعضها يتناول إنجازات الرئيس مرسي الخارفة وقدرته في بضعة أيام على فعل ما لم يستطع أعتى زعماء العالم فعله في سنوات ، ومقاطع أخرى تظهره في موقف الفاشل العاجز الذي لا يتخذ قراراته بنفسه ، وحتى القرارات التي يتخذها تصب في مصلحة الإخوان وهيمنتهم على مفاصل الدولة ، كما تخدم أصدقاءهم وحلفاءهم في الخارج …
ومثلما يتصور من يضعون المواد المناهضة لمرسي أو الإسلاميين بشكل عام أنهم يبدأون ثورة اليكترونية سوف تنتهي حتما بالشارع مثلما حدثت ثورة يناير ، يترسخ لدى مؤيدي الرئيس والمهيمنين على عدد لا بأس به من الصفحات المنتشرة على مواقع التوصل الاجتماعي أن الأوضاع هيئت لهم وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان …
وفي كلتا الحالتين نرى نموذجا سيئا يطل برأسه علينا كلما تصفحنا موقعا من تلك المواقع .. لا التهليل ولا التشويه سيطعم الفقراء والمحتاجين ولن يدفعنا نحو صفوف الدول المنتجة ولن يقنع المواطن البسيط بالقوة الخارقة لمرسي ولا تآمر الإخوان على مصر .. ببساطة شديدة هذه هي صورة المجتمعات المتخلفة التي تنفق من وقتها وجهدها على التصفيق والتهليل أكثر ما تبذل في عملها وتخلص له .
المؤسف في الموضوع أن طرفي هذا الصراع الفكري أو بمعنى أدق "الغجري" هما من يفترض بهما أن يكونا طرفي المبادرة ، إنهم الإخوان ، أصحاب الأغلبية النسبية في كل شيء تقريبا، وأحزاب المعارضة التي تلهث من أجل لا شيء إلا مقاعد بالبرلمان أو حصة بتأسيسية الدستور …
من يريد تقييم الرئيس وأداءه خلال الفترة الماضية فليستقي المعلومات والتصريحات من مصادرها الصحيحة ، ومن يريد أن يعارض درءا للمفاسد وإعلاءا لمصلحة مصر فليقدم نصيحته لأولي الأمر إن شاءوا أخذوا بها وإلا فلا ضير …
ومن يريد أن يثبت أنه جدير بالحكم فليعمل في صمت حتى يرى الشارع ثمار ما زرعه .. لا نريد صور الرئيس ومقتطفات من خطاباته تملؤ الصفحات ، ولا نريد محافظا يكسر القواعد ويباشر عمله مرتديا "الجلابية" بحجة أنه كان يصلي الفجر، فلسنا بحاجة أن نعرف إن كان ذهب إلى المسجد أم لا .. لا نريد مؤتمرات شعبية ، ولا مليون لايك لهذه الصورة أو تلك ، لا نريد الخوض في أعراض الناس ولا التنقيب عن عوراتهم والبحث في ماضيهم ..
لم نجد حتى الآن مبادرة ملموسة في أي من المجالات حتى من علمائنا الأجلاء .. ممر التنمية ذهب في خبر كان والدكتور فاروق الباز لم يعد يتحدث عنه رغم أن الظروف مواتية الآن عن ذي قبل.. تبرعات الشيخ محمد حسان أين ذهبت ؟ جامعة زويل دخلت في صراع مع جامعة النيل على المباني .. مشروع النهضة الذي تبناه الرئيس مرسي خاض في سبات عميق ولا ندري متى سيستيقظ .. أساطين الإعلام والصناعة وأصحاب المليارات أين ذهبوا ؟ .. القصة في مجملها تبدو محبوكة ومتناسقة ومنسجمة فيما بين أطرافها ليثبتوا للعالم أجمع صحة مقولة الزعيم الراحل سعد زغلول "مافيش فايدة" .. مثلما أعطت تجربة الوحدة مع سوريا ايام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إجابة نهائية وقاطعة بأنه لا أمل في الوحدة العربية … ومثلما تقتنع الأقليات في مجتمعاتنا العربية بأن التقسيم هو الحل ، فما حك جلدك مثل ظفرك …
لن ننجح برسائل حسن البنا ، ولا بصفاقة المعارضة الزائفة … فمستقبل مرسي ليس مرهونا باليوتيوب ، ومستقبل مصر ليس مرهونا بالإخوان