أخبار وتقارير
اندلعت الاحتجاجات في إيران فرفع حلفاؤها في لبنان والعراق مستوى استنفارهم لمواجهة المحتجين، عبر زيادة منسوب القمع والتهديد وحملات
اندلعت الاحتجاجات في إيران فرفع حلفاؤها في لبنان والعراق مستوى استنفارهم لمواجهة المحتجين، عبر زيادة منسوب القمع والتهديد وحملات التشهير التي طالت المتظاهرين وعائلاتهم.
وفي لبنان أطلق ناشطون مبادرة حافلة "بوسطة الثورة" التي تجوب مدناً عدة دعماً للاحتجاجات، وتهدف المبادرة حسب القائمين عليها إلى كسر الطائفية والمرور على ساحات الاعتصام في المدن اللبنانية لتصبح ثورة كل اللبنانيين العابرة للمناطق والطوائف.
ولكن هذه المبادرة التي تكفل بها عدد من الشبان في عكار شمال لبنان اصطدمت بحملة شائعات قادها مقربون ومناصرون لميليشيا حزب الله، وأطلقوا عليها عدداً من الشائعات كان أبرزها أنها ممولة من السفارة الأمريكية، وهي التهمة التي تطلق على كل من يرفض هيمنة "حزب الله" على لبنان.
وهذه الشائعة وغيرها نفاها الشبان الذين تواصلوا مع المحتجين من مختلف المناطق، فيما ردت السفارة في تغريدة على حسابها على تويتر: "سمعنا الإشاعات، السفارة الأمريكية لم تمول بوسطة الثورة"، وأضافت أن "الولايات المتحدة تدعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلمية والتعبير عن الوحدة الوطنية".
وشهدت بعض المناطق مفاوضات بين الشبان القائمين على الحافلة والجيش بهدف المرور إلى مناطق أطلق منها عدد من الأشخاص عبر الإعلام رسائل تهديد، حيث كان مقربون من ميليشيا حزب الله يهددون بمهاجمتها وإحراقها لمنعها من دخول مدينة صيدا وصولاً إلى مدينتي صور والنبطية، ولكن المهم أن الحافلة دخلت إلى وسط صيدا، حيث استقبلها نحو 5 آلاف شخص من أبناء المدينة.
العراق.. اغتيال وتهديدات
وأما في العراق، فاختلف الوضع مع ما وصفه المحتجون بـ "حملة الإعدامات الكبيرة" التي طالت رفاقهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، والتي لم يظهر حتى هذا الوقت المسؤولين عنها، ولكن أطرافاً في رئاسة الوزراء يبدو أنها لن تترك مجالاً من دون التدخل لبث الشائعات ضد المحتجين.
وأكد صحافيون عاملون في شبكة الإعلام العراقية، أن أطرافاً في رئاسة الوزراء طلبوا منهم البدء بحملة تشهير ضد التظاهرات والترويج لعدد من الأفكار المعادية أبرزها وصفها بأنها غير سلمية، وأضاف الصحافيون الذي طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم خوفاً من العواقب بأنه تم تهديد من يرفض تنفيذ هذه الأوامر بالطرد من أعمالهم ومعاقبتهم.
وكشف الصحافيون العراقيون أن ذلك حدث منذ نحو أسبوعين، لكنهم وفي اجتماع حدث يوم الخميس الماضي في شبكة الإعلام العراقية أبلغ الجميع شفوياً من قبل مدرائهم بفصل كل صحافي تلتقط صورة له في ساحة التحرير، لافتين إلى تعرضهم أيضاً لتهديدات علنية بتسليم من يرفض تنفيذ الأمر للميليشيات عن طريق مكالمات ورسائل هاتفية.
بيروت من جديد
وفي عودة إلى بيروت، أكدت مصادر المحتجين أن عمليات اختطاف الناشطين من التظاهرات التي وقعت خلال الأيام الماضية، حصلت بعد اجتماعات تنسيقية قادها مسؤولون من ميليشيات حزب الله ومسؤولون أمنيون مقربون من وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ووضعت خطة بدأ تنفيذها بعد كلمة الرئيس ميشال عون الأخيرة، تقوم على إرسال مناصري حزب الله بين المتظاهرين لمراقبة الأبرز بينهم ومن يقودون الاحتجاجات، وبعدها يبدأ عناصر "الحزب" بمضايقة الأشخاص المحددين وملاحقتهم وافتعال مشاكل معهم لإبعادهم عن التجمعات، حيث يقومون باختطافهم وتسليمهم لسيارات مغلقة تنقلهم مباشرة إلى مواقع قرب بيروت، وهو ما حصل مع كل المعتقلين حتى الآن.
وتتابع المصادر، أنه بعد نقل المختطفين إلى هذه المواقع يقوم بالتحقيق معهم عناصر من حزب الله وأمنيين "عونيين"، حيث يتعرضون للتعذيب بعنف، وهو ما حصل مع نحو 10 أشخاص حتى الآن من المتظاهرين، وأدى التعذيب إلى إصابة أحد الشبان بظهره فيما أصيب آخر بالإغماء لوقت طويل.
وتؤكد المصادر، أن عمليات البحث التي يقوم بها المحامون عن المختطفين لا تؤدي إلى معرفة أماكن سجنهم، وحتى القضاء يبقى على غير علم باعتقالهم إلى حين انتهاء عناصر حزب الله من التحقيق معهم، حيث ينقلهم "الأمنيون" إلى مخافر قوى الأمن التي تطلق سراحهم بعد موافقة القضاء.
وأشار عدد من المختطفين إلى أن التحقيقات معهم كان تتعلق بمعرفة من "يمول الثورة"، ومن يتواصل مع الإعلام، وهل هم من أعداء حزب الله والرئيس عون، والتركيز على معرفة إن كانوا يملكون قيادة مركزية تقود الاحتجاجات، إضافة إلى فتح هواتفهم لمراقبة صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.