تبدأ محاكمة الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس كان ظهر اليوم الإثنين في مدينة ليل (شمال فرنسا)، بتهمة "القوادة" برفقة 12 متهما آخرين، من بينهم دومنيك ألدرويلد الملقب بـ"دودو لا سومير"، مالك ملهى ليلي ببروكسل، في ما يسمى بقضية "فندق كارلتون".
ويذكر أن محكمة الجنح في مدينة ليل كانت وجهت لستروس كان في مارس/ آذار 2012 تهمة الانتماء إلى "شبكة قوادة والإفادة من أموال مختلسة".
وستسعى المحكمة طيلة فترة انعقادها، التي ستدوم حوالي ثلاثة أسابيع، إلى تحديد، بشكل دقيق، الدور الذي لعبه أصدقاء ستروس كان، خاصة "دودو لا سومير" الذي يتهمه القضاء بإرسال نساء شابات من بلجيكا إلى ليل وباريس والولايات المتحدة حيث كان يأتي رئيس صندوق النقد الدولي السابق من حين إلى آخر للمشاركة في سهرات ليلية فاحشة.
ما هو الدور الذي لعبه البلجيكي " دودو لاسومير"؟
كما ستسعى المحكمة أيضا إلى معرفة ما إذا كان دومنيك ستروس كان يدرك بأن النساء اللواتي شاركن في هذه الليالي يمارسن الدعارة أم لا. وهو الأمر الذي نفاه عدة مرات قائلا بأنه لم يكن على علم بأن الشابات المشاركات في السهرات الليلة كن يمارسن الجنس مقابل الحصول على المال.
وهذا ما سيقوله محامو ستروس كان الذين اعترفوا بأن "موكلهم كان يقيم علاقات جنسية حرة مع نساء، لكنه بالمقابل لم يتورط في أية قضية دعارة"، منددين "بضراوة" المحققين الذين يريدون محاكمة ستروس كان "بأية وسيلة ممكنة".
وإلى جانب الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، شخصية محورية أخرى ستستمع إليها محكمة ليل بأهمية بالغة وهي دومنيك ألدرويلد الملقب بـ"دودو لا سومير". هذا الرجل الذي يملك ملاهي ليلية في بلجيكا وعلاقات وطيدة في عالم السياسة والاقتصاد سواء كان في بلجيكا وفرنسا، متهم بأنه العقل المدبر في هذه القضية، كونه حسب القضاء، هو الذي كان يرسل النساء إلى فندق كارلتون للمشاركة في السهرات الليلية برفقة ستروس كان وشخصيات اقتصادية وسياسية محلية أخرى.
ستروس كان وشبح السجن
وفي تصريح لإذاعة فرنسية، أكد المشتبه به أن الهدف المنشود وراء كل هذه القضية آنذاك (أي في 2012) كان الإطاحة بدومنيك ستروس كان الذي كان نجما ساطعا في عالم السياسة، مضيفا أنه وجد نفسه في قلب هذا الفخ الذي تم استغلاله من أجل إحراج ستروس كان."
وفي سؤال هل كان ستروس يعلم أن النساء اللواتي كن يشاركن في السهرات يتقاضين أموالا أم لا، أجاب "دودو لاسموير" بلا، مؤكدا أن الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي كان مشغولا جدا ولا يهتم بهذه الأمور ولا يطرح مثل هذه الأسئلة. نفس السؤال سيتم طرحه على المتورطين الآخرين في هذه الفضيحة التي يمكن أن تؤدي بستروس كان إلى السجن عشر سنوات في حال ثبت تورطه فيها.
وليست هذه المرة الأولى التي يواجه الرئيس السابق للنقد الدولي القضاء، بل سبق وأن وضع رهن التحقيق لمدة أسبوع في مدينة نيويورك بتهمة "الاعتداء الجنسي" على نفيستو ديالو، وهي موظفة كانت تعمل في مجال التنظيف بفندق سوفيتيل بنيويورك في 2011 حيث كان يقيم.