أخبار وتقارير
اول قرارات ملك السعودية ..ارسال وزير المالية للقاهرة قبل مؤتمر مصر الاقتصادي
إشاعات الاخوان بشأن العلاقات المصرية السعودية تمنيات مغرضة
***
الملك سلمان في أول جلسة لمجلس الوزراء السعودي بعد توليه الحكم
العلاقات المصرية السعودية راسخة كجبل أحد والمملكةعلى النهج الذي سنه الملك عبدالعزيز وسار عليه أبناؤه
***
أول كتاب يصدر في عهد الملك سلمان هو عن زيارة الملك عبد العزيز الى مصر
***
أول قرار أصدره العاهل السعودي الجديد هو إرسال وزير ماليته الى القاهرة لمتابعة الاستعدادات لمؤتمر مارس الاقتصادي
***
المفكر السعودي الدكتور نهار العتيبي
الملك سلمان ليس غريبا على الشعب المصري والعلاقات المصرية السعودية بدأت منذ تأسيس المملكة
الرياض/ صبحي شبانة
لابد أن نعترف أن العلاقات المصرية السعودية شهدت أزهى فتراتها في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز ، لكن في المقابل لم يشوب هذه العلاقات في اي وقت مايعكر صفوها ، فالشعبين اللذين يعيشان على ضفتي البحر الاحمر يدركان منذ القدم أن مستقبلهما واحد، وتحدياتهما واحدة ، وأن في تلاحمهما وتعاضدهما سر بقاء الجنس العربي، وديمومة الأمل في وحدة عربية يمكن ان تأتي ولو بعد حين.
حالة من الجدل بشأن مستقبل العلاقات المصرية السعودية روجت لها جماعة الاخوان والتنظيمات الارهابية المتحالفة معها بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز وتولي أخيه وولي عهده الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة الذي بادر وحسم خلال ترؤسه أول جلسة إسبوعية لمجلس الوزراء السعودي بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة، تلك الادعاءات والاباطيل بالتشديد على موقف بلاده الثابت من مصر بقوله أن السعودية لن تحيد عن السير على النهج الذي سنه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، وسار عليه من بعده أبناؤه الملوك متمسكة بشرع الله الحنيف، والسنّة النبوية المطهرة، مدركة مسؤولياتها الجسام؛ بوصفها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهد العروبة، وأحد أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد.
وشدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على أن توجهات وسياسات المملكة على الساحات العربية والإسلامية والدولية نهج متواصل ومستمر، وقال الملك نحن عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب؛ من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير، ودعم القضايا العربية والإسلامية، والإسهام في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادي العالمي.
ليس جديدا التأكيد على ان العلاقات بين مصر والسعودية راسخة وثابتة كرسوخ جبل أحد، فالعلاقات بين دولة محورية مثل مصر، وأخرى بقيمة ووزن المملكة ، لا تخضع لمثل تلك الادعاءات أو الأهواء ، ومن يدعي تغيرا قد يحدث فهو لم يقرأ التاريخ، ولايجيد قراءة الواقع ، ومن المفيد الاشاره هنا الى ان ادعاءات الاخوان هي فقط من قبيل التمنيات ، فمنذ متى يجيد الاخوان التعامل مع الواقع، ودراسة الراهن السياسي ؟ إن 3 يوليو ليس ببعيد، فلو قرا الاخوان المشهد السياسي الذي تشكل تلك الفترة لأنسحبوا وجنبوا البلاد حالة إستثنائية من التوحد ضدهم، ومنحوا نفسهم فرصة كام من الممكن أن تأتي بهم من بعيد.
على الرغم من أنه من المتعارف عليه قوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية فمن الاهمية التذكير بمواقف المملكة تجاه شقيقتها مصر فمن الاقوال المأثورة للملك عبد العزيز آل سعود (لا غنى للعرب عن مصر ، ولا غنى لمصر عن العرب)، وكانت وصيته قبل وفاته هي المحافظة على الصداقة مع مصر، وفي عهد الملك سعود رحمه الله كان حريصا على تنفيذ وصية والده بمصر، فعندما سمع ان هناك خلافات دبت بين رئيس الجمهورية محمد نجيب ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية جمال عبدالعناصر هب مسرعا الى مصر محاولا تقريب وجهات النظر وباذلا كل مايستطيع لانهاء الخلافات بينهما ، وبعد اعلان مصر قرار تأميم قناة السويس بادر الملك سعود بإرسال برقية تأييد عاجلة الى الرئيس جمال عبد الناصر ، ولم يكن موقف الملك سعود المؤيد لقرار التأميم موقف شخصي فقط، بل أن ولي العهد الأمير فيصل أعرب كذلك عن تأييده مصر أثناء حديثه مع مندوب الإذاعة المصرية وقال(إن هذا حق مصر ولا احسب الدول المختلفة تقدم على التوسل بالقوة لإنفاذ رأيها وأرى أن الأمر انتهى بما فيه مصلحة الشقيقة مصر) ، وبعد ان قامت بريطانيا وفرنسا واسرائيل بالعدوان الثلاثي على مصر ،أمر الملك سعود بالتعبئة العامة، والاستعداد للذود عن مصر ، والقيام بأداء الواجب الذي تمليه العروبة ، فقد كان يعتبر المملكة طرفاً مباشراً في التصدي للعدوان الثلاثي ، وقد وضع يده في يد .الرئيس جمال عبد الناصر، ووضع كافة إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية في خدمة مصر، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل أمر وزارة الدفاع بفتح مكاتب للتطوع في جميع أنحاء المملكة للذين يريدون الانضمام إلى الجيوش العربية، فتدفق الناس أمام مكاتب التطوع للحصول على شرف الانخراط في الجيش وكان على رأس المتطوعين عدد من اصحاب السمو الامراء ، وهم :عبد الله الفيصل ، فهد بن عبد العزيز ، عبد الله بن عبد العزيز، سلطان بن عبد العزيز، مشعل بن عبد العزيز ، مشاري بن عبد العزيز ، نواف بن عبد العزيز، نايف بن عبد العزيز، سلمان بن عبد العزيز
وغيرهم من الأمراء الذين إرتدوا ملابس الجنود وتقلدوا بالسلاح واشتركوا في التدريبات العسكرية، وإنخرطوا في الجيش المصري ، وهو ماشجع الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في مصر لأداء وشاركوا في الدفاع عن مصر ، كما أصدرت المملكة العربية السعودية أمرا بمنع شحن وتموين السفن الانجليزية والفرنسية و السفن الأخرى التي تتجه بحمولتها اليهما ، وتم قطع الخط الممتد إلى البحرين الذي تستفيد منه انجلترا وفرنسا ، غير مكترثة بما يصيب خزينتها من أضرار مادية بسبب هذا المنع، ووضعت المملكة امكانتها من البترول تحت خدمة مصر، فقد شحنت 95ألف طن من البترول إلى مصر عن طريق ناقلات البترول وعليها العلم السعودي لتعلن للعالم كله بأن البترول العربي السعودي هو للعرب وللدفاع عنهم أولاً وأخيراً، كما قد قدمت المملكة لمصر فى 27 أغسطس 1956 مبلغ 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى وهو مبلغ كبير بمقاييس ذاك الزمان .
وفي الستينات ساءت العلاقة بين البلدين بسبب احداث اليمن والتي انبرى خلالها الاعلام المصري بشن هجوم شنيع على القيادة السعودية عبر اذاعة صوت العرب ، وقيل أن كان يستمع الى صوت العرب وهي تسب قادة المملكة وقامت احدى بناته بشتم عبدالناصر فنهاها عن ذلك قائلا :ان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن لعانا ولا فحاشا وامرها بان تدعو له بالهداية لأنه يقود شعب عظيم ، وبعد نكسة 1967 توقع الجميع ان يشمت الملك فيصل بعبدالناصر ومصر ، الا ان الملك فيصل رحمه الله توجه بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها (دول الطوق) وتأمين دعم سياسي وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود، واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر، وفي عهد الملك خالد وبالرغم من عدم موافقة المملكة على زيارة السادات الى اسرائيل وكذلك اتفاقية كامب ديفد الا ان العلاقات استمرت متميزة بين البلدين والشعبين، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يقول دائما أن مصر (ملء القلب والعين)، وفي عهد الملك عبدالله استمر التفاهم والتناغم بين القيادين السعودية والمصرية في كافة المواقف المواقف السياسية والاقتصادية.
فضلا عن المشاعر الجياشة التي تربط بين الشعبين الشقيقين فان التحديات التي تواجههما في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ العربي تفرض عليهما درجة أعلى من التنسيق والتعاون، ويدرك ذلك الملك سلمان الذي يتميز بسعة الاطلاع والافق والثقافة الموسوعية والحنكة السياسية ، لذا لم يكن غريبا ان يكون اول قراراته وفي اشارة ذات معنى لم يلتفت اليها الاخوان وهو ارسال وزير ماليته الدكتور إبراهيم العساف الى مصر للتنسيق بشأن مؤتمر شركاء التنمية المزمع عقده في مارس) المقبل ، واكد العساف خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع وزير الاستثمار المصري أشرف سالمان ، أن السعودية شريك مع مصر في مسيرة التنمية، وأن القطاع الخاص السعودي لديه اهتمام بالفرص الاستثمارية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.
كما انه ليس من قبيل المصادفة ان يصدر كتاب في أعقاب بيعة الملك سلمان بعنوان ( زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود التاريخية لمصر عام 1365 هـ – 1946 م) ليكون أول كتاب تطبعه مكتبة الملك فهد الوطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وضم الكتاب برنامج الزيارة كاملاً، إضافة إلى العديد من المقالات التي تناولت الزيارة، التي كتبها أبرز أدباء مصر في ذلك الوقت، وحوى الكتاب ستة فصول ، جاء الفصل الأول الذي حمل نبذة عن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أما الفصل الثاني فقد جاء فيه وصف للزيارة الملكية وبرنامجها، وحمل الفصل الثالث من الكتاب التغطية الصحفية للزيارة الملكية، وجاء في الفصل الرابع صدى الزيارة الملكية في كتابات بعض الصحفيين، أما الفصل الخامس فقد ذكر فيه مقتطفات من الزيارة الملكية، وجاء الفصل السادس ليستعرض بعض الشخصيات المصرية التي قابلت الملك عبدالعزيز ، ثم الخاتمة التي جاء فيها نص الرسالة التي بعثها الملك عبدالعزيز إلى الملك فاروق بعد مغادرة مصر، كما ضم الكتاب أكثر من خمسين صورة تحكي تفاصيل الزيارة.
المفكر الاسلامي الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي
وفي تعليقه على إدعاءات جماعة الاخوان الارهابية فيما يتعلق بمستقبل العلاقات المصرية السعودية ، قال المفكر الاسلامي الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي الأستاذ بجامعة شقراء أن العلاقات بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هي علاقة متميزة على مر التاريخ ، فهما دولتان شقيقتان تربطهما روابط راسخة أهمها رابطة الدين ثم رابطة الإخوة العربية ، وكل من السعودية ومصر هي امتداد للأخرى لما تمثله كل منهما من مكانة كبيرة على المستوى العربي وثقل سياسي على المستوى الدولي .
وأكد العتيبي أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تميزت بالرسوخ والثبات منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود طيب الله ثراه ، ففي عام 1926 بداية تأسيس المملكة العربية السعودية عقدت معاهدة صداقة بين البلدين ، مما يعني أن العلاقات نشأت مبكرا وتطورت فيما بعد تطوراً كبيراً ، وفي عام 1939 وقعت المملكة ومصر اتفاقية تعمير مدينة الرياض وقامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية في السعودية، وبذلت الحكومتان جهوداً كبيرة حتى تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية وقد كان للدولتان دور كبير في ذلك ، ثم توجت هذه العلاقات بزيارة الملك عبدالعزيز إلى مصر وكانت تلك الزيارة دافعاً قوياً للعلاقات بين البلدين، أعقب ذلك تأييد المملكة لمطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية ووقفت المملكة إلى جانب مصر في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفى 27 أكتوبر 1955 خطت المملكة خطوة كبيرة وجريئة حيثث وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين وقد رأس وفد السعودية في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبد العزيز .
واشار، الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي الى استمرار العلاقات المتميزة طوال فترات حكم أبناء الملك عبدالعزيز بعد وفاته ابتداء من عهد الملك سعود حتى الان ، وامتازات العلاقات في هذه الفترة الزمنية الطويلة بالتعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتشاور في المجالات السياسية وغالباً تتطابق وجهات نظر المسؤولين في البلدين فتكون قراراتهم مشتركة وتعبر عن وجهة نظر البلدين تجاه القضايا المختلفة ، ولا شك أن العلاقات السعودية المصرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستكون بلا شك امتداد للعلاقات المتميزة التي بناها ملوك ورؤساء المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية على مدى يزيد على 90 سنة .
وأكد الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليس غريباً عن مصر وأهلها ويعرفهم جيداً كما أنهم يعرفونه جيداً وقد شاركهم حفظه الله في العديد من المناسبات ، معربا عن أمله كمواطن سعودي كما يتأمل كل مصري أن تزداد العلاقات السعودية المصرية ثباتا ورسوخاً وتطوراً فليست العلاقة متينة على مستوى الملوك والرؤساء فحسب بل على مستوى الشعبين الشقيقين الشعب السعودي والشعب المصري فدينهم واحد ومصيرهم واحد وكل منهم يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويفرح إذا تحقق لأخيه من الخير كما يفرح فيما لو تحقق له هو بنفسه .