الرأي

بديهيا.. تتساوي الدول النامية مع الدول المتقدمة وان اختلفت نسبة الديمقراطية بين مثلث الرعب المنوط به رسم السياسات وتحديد مصير

بديهيا.. تتساوي الدول النامية مع الدول المتقدمة وان اختلفت نسبة الديمقراطية بين مثلث الرعب المنوط به رسم السياسات وتحديد مصير الشعوب والذي يتكون من رئيس الدولة وحكومته ثم مجلسي الشعب والشوري واخيرا الأحزاب

وكما الحال في مصر فأضلاع المثلث الحالية تشمل المجلس العسكري بحكومته ثم الأحزاب ليكتمل الضلع الثالث بالبرلمان الذى دخل في مرحلته الثانية والسؤال اذا كنتم تحددون مصير الشعوب فلماذا لا تشركونها لتكون لكم ضلعا رابعا ؟

ففي كل ربوع مصر خاصة في الأرياف يبني كل منزل أمامه  مرتفع عن سطح الأرض مستطيل الشكل ذو سطح مستو وجوانب منحدرة نحو الخارج تسمي "المصطبة" ليكون متنفسهم من ضغوط ومشاكل الحياه اليومية يجتمع عليها شبة يوميا الأصدقاء والأهل والجيران وبعض المارة لتضم أقوي تجمع اجتماعي ثقافي للنقاشات الحرة والحوارات الهادفة يحلل ويستنتج ويبرهن ويدلل ويضع الحلول  وبذلك يصبح كيانا موازيا لبرلمان الشعب والشوري

واقعيا ربما كان احد عوامل سقوط نظام مبارك هو تجاهله لبرلمان  "المصطبة " ذلك البرلمان الذي يضم تحت قبته ال80 مليون مصري والذي كان النظام السابق بكل اركانه يتحدث باسمهم دون استأذانه أو حتي طرق بابه لمعرفة متطلباتهم معتمدا علي الاغلبية  في اخر برلمان

الا ان الكفه ترجح "المصطبة" لان الشعب هو لسان حاله واحترام الصغير وتوقير الكبيرشعاره والالتزام الوطني القومي دون الحزبي اساسه ومصلحه الوطن غالبا ماتعلوا مصالحه الشخصية ناهيك عن عدد اعضاؤه وهم الشعب كله الذي يغلف الاحترام اختلافاتهم
وانتماءاتهم فيحول دون وقوع مهازل "البرلمان الحقيقي" من سب وقذف ورفع الأحذية     
 
أحتك يوميا بمصاطب عديدة بالاضافة الي مصطبة الاستاذ "محمد سمري" مدرس اللغة العربية والتي انا عضوا فيها نتبادل اطراف الحديث عن كل شئون البلد نتناقش ونتفق ونختلف وفي النهاية نضع الحلول دون ان يسمعنا احد من اصحاب القرار  لنتفرق جميعا علي امل غد افضل وكأن هذه المصاطب تبعث برسائل يومية لأطراف المثلث الثلاثة رغم استبعادهم لها عمدا وقصدا مع انه اهم ضلع وهو الهدف الذي يدور من حوله باقي الأضلاع لنتذكر سويا المثل الشعبي السائد "ودنك منين يا جحا "

واذاكان من الصعوبه بمكان ضمهم للأضلاع الثلاثة في اتخاذ القرار فعلي أقل تقدير الانصات الي مطالبهم لأن الشعب  المصري بات كلمة السر الجديدة التي ترعب القادة ، و أصبح لاعبًا رئيسًا في تحديد ورسم مستقبل ما بعد الثورة.

 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى