بنوك

بعد الهبوط المفاجئ وغير المسبوق لسعر الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية لاسيما الدولار، تدفق الآلاف من الإيرانيين لشراء العملة

بعد الهبوط المفاجئ وغير المسبوق لسعر الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية لاسيما الدولار، تدفق الآلاف من الإيرانيين لشراء العملة الأمريكية وبيعها في داخل إيران بغية الحصول على تحقيق ربح في السوق السوداء التي أصبحت المرجع الأول لتسعير الريال الإيراني مقابل العملة الأجنبية. وذكر موقع "مشرق" الإيراني اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر عراقية أن كثيراً من الإيرانيين تدفقوا إلى الحدود العراقية-الإيرانية لشراء الدولار الذي أخذ بالارتفاع مقابل العملة الإيرانية في الأسابيع الماضية. وأضاف الموقع الإيراني: "أن مكاتب الصرف في مدينة "الكوت" في شرق العراق واجهت في الأيام الماضية ارتفاع الطلب على شراء الدولار في مناطق تقع على الحدود مع إيران ومنها "زرباطية" و"الشلمجه" و"المنذرية" التي تعتبر معابر تجارية وسياحية بين البلدين الجارين. في المقابل تحدثت بعض المواقع العراقية أن تجاراً عراقيين يقومون حالياً بشراء الدولار من البنك المركزي العراقي لتهريبها إلى سوريا وإيران اللتين تخضعان لحظر اقتصادي دولي.
وخلال الأيام الماضية حاولت الحكومة الإيرانية الحفاظ على سعر صرف الريال وذلك من خلال إلقاء القبض على بعض من يتاجرون في العملات الأجنبية في السوق السوداء وكذلك رفع أسعار الصرف في المصارف الرسمية، لكن عدداً من مكاتب الصرف رفض شراء أو بيع الدولارات بالسعر المحدد واستمر الصيارفة بالتعامل في السوق السوداء رغم مراقبة الشرطة لأعمالهم.
وفي نفس السياق ذاته ارتفعت اليوم سعر القطع الذهبية في الأسواق الإيرانية الى مبالغ غير مسبوقة حيث تفيد التقارير أن سعر القطعة الواحدة وصل إلى 11 مليون ريال في حين ‏كان السعر في الأسابيع الماضية يتراوح بحدود 6 ملايين ريال إيراني.
تأثير انخفاض سعر العملة الإيرانية وفي هذا الإطار قال "كوثر آل علي المحمرة" الخبير في الشأن الإيراني في اتصال مع "العربية.نت" إن: "الصراع الغربي الإيراني دخل مرحلة حاسمة وما نشاهده الآن من حصار خانق وتدهور للعملة في إيران يذكرنا بما حصل لليابان إبان الحرب العالمية الثانية".
وتوقع آل علي بأن تقوم إيران بالمقابل بتوزيع الحصص التموينية لتفادي احتجاجات متوقعة في الشارع الإيراني وكذلك تهريب المواد الأساسية من خلال البلدان المجاورة مضيفا أن كثيراً من التجار الإيرانيين وبسبب ارتفاع العملات الأجنبية لم يتمكنوا من الإيفاء بوعودهم المالية لهذا فقد أغلقوا محلاتهم التجارية". وتشير عددا من المواقع الإيرانية والمدونات الإيرانية الى ردود فعل غاضبة للمواطنين الإيرانيين حيث بدت مظاهر الصدمة ومشاعر الاستياء واضحة على غالبية من أبدوا رأيا في ذلك. وكتب أحد الطلبة الإيرانيين على مدونته يصف فيها تأثير العقوبات الاقتصادية وهبوط العملة الإيرانية بكلمات بسيطة قائلا: "في الشهر الماضي أنفقت 700 ألف ريال في حين هذا الشهر أنفقت مليوني ريال بالرغم من أنني لم أقم بتغيير المحل الذي أتسوق منه فماذا يحصل؟". ويعتقد بعض المراقبين في الشؤون الاقتصادية أن زیادة سعر الدولار من 14 ألف ریال إلی نحو 21 ألف ریال خلال شهر واحد لا يبدو أمرا عاديا للاقتصاد الإيراني، لاسيما وأنه يعاني أساسا من مشاكل أدت الى تضخم بلغ 22% الشهر الماضي" في وقت يصعد فيه الغرب عمليا خطوات تطبیق العقوبات علی البنك المرکزي وحظر بیع النفط الذي أقره الاتحاد الأوروبي ويتوقع مراقبون ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الريال الإيراني لمعدلات قياسية في حال تم تطبيق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية على إيران حينها يمكن رؤية فرق الأسعار في سوق العملة بصورة واضحة.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى