الرأي

بعيدا عن الخوض في تفاصيل وتداعيات القرارات الاخيرة للرئيس محمد مرسي بالغاء الاعلان الدستوري المكمل واقالة المجلس العسكري واحالة المشير

بعيدا عن الخوض في تفاصيل وتداعيات القرارات الاخيرة للرئيس محمد مرسي بالغاء الاعلان الدستوري المكمل واقالة المجلس العسكري واحالة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد وتعيين قيادات جديدة للجيش ..وحتي لاننزلق الي متاهة صراع السلطة الوهمي بين العسكر والاخوان ومايصاحب ذلك من مبررات قانونية وغير قانونية يسوقها أنصار كل طرف للتدليل علي الافضلية والاحقية الدستورية وسلامة الموقف السياسي ..لابد ان نتوقف امام النتيجة المباشرة لقرارات مرسي ومفادها أن الحجج والمبررات قد انتهت الي غير رجعة ولم يعد مقبولا ان يتعلل انصار الرئيس مرسي بعد الان  بمبررات عدم الحصول علي صلاحياته الكامله ..الشعب لن يقبل سماع تلك المبررات مجددا ولن يقبل أية اعذار تحول دون تنفيذ الوعود التي قطعها مرسي علي نفسه وتستوجب الشروع في تنفيذها فورا .
اتصور ان الرئيس محمد مرسي اصبح في موقف لايحسد عليه فقبل اقالة المجلس العسكري كان هناك شماعة يعلق عليها انصار مرسي اسباب عدم الانجاز لكن انتهي الامر وانكسرت الشماعة وأصبح الفشل والاخفاق الذي نتمني عدم وقوعه قطعا هو مسئولية الرئيس مرسي وحده حتي وان حاول أنصاره ان يبحثوا عن مبررات جديدة ربما يكون من بينها ان مرسي تسلم حكم مصر في وضع صعب وفساد وماشابه لكن ليعلم الجميع ان هذا الكلام لن يقنع الشعب لانه باختصار سوف يرد علي مرسي  قائلا : اذا كنت غير قادر علي تحمل المسئولية واعادة الامور علي الاقل الي ما كانت عليه فيما قبل الثوره فالأفضل لك أن ترحل وتترك المسئولية لغيرك … وحيث ان مرسي قد اصبح كامل الصلاحيات بل ان البعض وصف الصلاحيات المخولة اليها بان صلاحيات امبراطور وليس رئيس وان تلك الصلاحيات لم يحظي بها الملك فاروق وبناءا عليه ينبغي ان ينتبه مرسي الي العديد من القضايا والملفات لئلا تعصف برئاسته :
أولا : سيناء والوضع الامني ومايجري تداوله من تقارير اعلاميه علي المستويين الدولي والمحلي وتؤكد جميعها ان الوضع في سيناء خطير جدا ويقترب من حافة الخروج عن السيطرة لاسيما وان الجماعات التكفيرية والعناصر التي تزعم انها جهادية قد أهدرت دماء شيوخ القبائل وقتلت بالفعل شيخ قبية السواركه ونجله وهذا يعني أن تلك الجماعات أصبحت تتحدي الدولة والجيش وحتي الاهل والعشيرة ..وحتي تتم السيطرة علي الوضع هناك فان رئاسة مرسي سوف تبقي مهزوزه ومجروحه فالمصريون يعشقون سيناء ولن يفرطوا فيها مهما سالت الدماء وسوف تزداد شكوكهم حول المزاعم التي قيلت حول صفقة الاخوان وامريكا وبشأن توطين الفلسطينيين في سيناء مقابل فوز مرسي بالرئاسة ..لذا ينبغي حسم المعركة قبل تزايد الهواجس والشكوك .
ثانيا:الاعلان الدستوري الجديد والذي ينقل الصلاحيات التشريعية الي الرئيس مرسي وهو أمر يستوجب اعادة النظر فيه والاستماع الي ماقاله الدكتور محمد البرادعي في هذا الصدد وهو اقتراح موضوعي من وجهة نظري حيث يطالب باعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ويتم نقل السلطة التشريعية اليها حتي تتم كتابة الدستور الجديد واجراء الانتخابات البرلمانية ..ولعل طرح البرادعي يحمي مرسي من شبهة انفراده بالسلطه والاستحواذ بصلاحيات غير مسبوقة قطعا سوف تثير حفيظة المصريين ..كما أن هذا الطرح سوف يحول دون رفض الدستور الذي تجري كتابته لأن استمرار الوضع كما هو سوف يوفر بيئة مناسبة لعملية اصطفاف واسعة وحاشدة لرفض الدستور واحراج مرسي والطعن في شرعيته لاحقا .
ثالثا : الخدمات التي يحتاجها المواطن لاسيما وأن الشعار الرئيسي للثورة كان ولايزال عيش – حرية – كرامة انسانية ..فليس من المقبول او المعقول ان يستمر انحدار مستوي الخدمات حتي اصبحت الكهرباء ازمة وصداعا في رأس الحكومة والمواطن غير مقتنع بالمرة بكل المبررات التي تسوقها الحكومه اذ لايصدق المواطن ان شبكة الكهرباء قد اصابتها الشيخوخه وادركها الهرم فجأه ولايزال المواطن يتساءل عن السبب فيما تتواصل النكات ووصلات السخرية من انقطاع الكهرباء حتي قال البعض ان الكهرباء في ايام مبارك كانت متوفرة بكثرة لدرجة ان امن الدولة كان يستخدمها في عمليات التعذيب ..ونكته اخري تقول ان الخمسة الاف خبير الذين وضعوا برنامج مرسي للنهضه لم يكن بينهم خبراء يستطيعون حل مشكلة الكهرباء .. اضف الي ذلك توفير رغيف الخبز ومشروع النظافه وغيرها من خدمات تحتاج ثورة اخري وتجسد تحديا كبيرا .
رابعا :مظاهرات 24 اغسطس والتي تستوجب هي الاخري تحركا سريعا بعيدا عن الترديدات التي يقولها انصار مرسي والتي يروجون فيها الي ان تلك المظاهرات لن تلقي استجابة من الشعب وهذا كلام محفوف بالمخاطر فقد بدأت ثورة يناير بعدد اقل قبل ان يتفاعل معها الشارع ..ولايفوتنا هنا ان نذكر الرئيس مرسي بأن القرارات الاخيرة باقالة المجلس العسكري ربما تعزز من فرص نجاح تلك المظاهرات فقد كان وجود المشير طنطاوي داخل المشهد السياسي يحول دون اصطفاف الجميع ضد جماعة الاخوان المنتمي اليها مرسي فهناك العديد من التيارات والائتلافات الثورية كانت ترفض التظاهر ضد مرسي بسبب رفضها لوجود العسكر وطنطاوي ولكن مع اقالة طنطاوي قد تصطف تلك القوي لمواجهة الاخوان .
خلاصة القول أن الحجج والمبررات انتهت الي غير رجعة وشماعة الاخطاء قد انكسرت واصبح محمد مرسي هو المسئول الاول امام الشعب ..لذا ينبغي ان يدرك انصاره ان الفشل سوف يقضي علي امال رئيسهم في البقاء كما يقضي علي طموحهم للأبد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى