أخبار وتقارير
بماذا يصف السوريون أوباما بعد أن قامت ميركل بتغيير قواعد اللجوء في بلادها لاستقبال اللاجئين
واشنطن بوست: النتائج المروعة لفشل أوباما في سوريا
في مقال للرأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وصف السياسي والكاتب الأمريكي "مايكل جيرسون" منظر الطفل السوري الغريق "إيلان الكردي" في قميصه الأحمر على الشاطئ التركي بأنه مأساة إنسانية، مشيراً إلى أن وجود 4 مليون لاجئ و7.6 نازح سورييمثّل فشلاً جماعياً ذي أبعاد هائلة تتحمله إدارة أوباما.
وحمّل الكاتب إدارة أوباما المسؤولية عن كوارث الأزمة السورية حيث أنها لم تلتفت إلى أربع سنوات من الغضب السوري ولجأت إلى لغة الشجب شديد اللهجة والاجتماعات العاجلة والدعوات إلى التفاوض بدلاً من اتخاذ إجراء فعال.
فشل استراتيجي
وسخر الكاتب من البيت الأبيض قائلاً إنهم يتحدثون ويتحدثون للتشويش على صوت ضمائرهم.،وفي 2013، ألقى الرئيس أوباما بياناً في مجلس الأمن الدولي ليعطي تفسيره "لعدم الميل إلى العمل على الإطلاق" وهو بذلك يجري عملية إسقاط نفسي على الساحة العالمية.
وعبّر الكاتب عن ضيقه من السياسة الواقعية المرهقة التي يسلكها أوباما في الشرق الأوسط وتصريحاته بأن "مهمة رئيس الولايات المتحدة لا تنطوي على حل كل مشكلة في الشرق الأوسط" مشيراً إلى أننا أمام مجموعة منفصلة وفريدة من الظروف التي تكشف عن أن أكبر فشل إنساني في عهد أوباما هو أيضاً أكبر فشل استراتيجي.
وأوضح الكاتب أن التباطؤ يتساوى أحيانا مع الاعتياد على الفظائع، خصوصاً ونحن نرى طائرات هليكوبتر الرئيس بشار الأسد وهي لا تزال تسقط "البراميل المتفجرة" المليئة بالشظايا والكلور، مشيراً في الوقت نفسه إلى استخدام داعش"في هجماتها الأخيرة غاز الخردل ونشرت 50 انتحاري. وقد رأينا الحصار والتجويع والخطف وقطع الرؤوس، وأكثر من 10 آلاف طفل ميت.
ماما ميركل
وتساءل الكاتب بنبرة ساخرة بماذا يصف السوريون الرئيس أوباما بعد أن قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتغيير قواعد اللجوء في بلادها لاستقبال اللاجئين السوريين الذين وصلوا إليها لدرجة أن السوريين وصفوها بأنها "ماما ميركل، أم المنبوذين".
وأكد الكاتب أن الأعمال الصغيرة نسبياً حتى قد خفضت من وتيرة سقوط ضحايا من المدنيين في سوريا في بعض الأوقات خلال السنوات الأربع الماضية.
وتساءل عن مدى صعوبة تدمير المروحيات التي تسقط قنابل برميل فوق رؤوس الأحياء، مؤكداً أن هناك عدد من خيارات التدخل التي تعمل على خفض القوة التدميرية للنظام و/أو تعزيز قدرات قوات تتحلى بقدر أكبر من المسئولية تجاه الناس، ولكن لم يتم تفعيل أي منها.
وشدّد الكاتب على أن هذه المشاكل الإنسانية ترتبط بالمصالح الأمريكية. فالأزمة السورية تقع في قلب الشرق الأوسط وقد أحدثت فراغاً في السلطة وصعّدت بعض أسوأ الجماعات في العالم.
وكان التقاعس خياراً مقصوداً من جانب جانب البيت الأبيض لأوباما.
وقد نادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس بتسليح وكلاء من الأصدقاء والحلفاء السُنّة الذين طلبوا ذلك من الإدارة الأمريكية وتوسلوا إليها، لكن طلباتهم قوبلت بالتجاهل أو الرفض.
مقبرة المصداقية الأمريكية
ويرى الكاتب أن سوريا أصبحت مقبرة المصداقية الولايات المتحدة، وسخر الكاتب من تصريحات أوباما عن الأزمة السورية وداعش التي قال فيها: "الأسلحة الكيميائية خط أحمر"، "إن تيار الحرب ينحسر"، "لا يجب القيام[بأفعال] غبية"، "لقد حان الوقت للرئيس الأسد أن يتنحى". هكذا قال أوباما في عام 2011، ولكن من المرجح أن يظل الأسد في السلطة حتى بعد أن تنتهي مدة أوباما.
وحول الأسباب التي تجعل أوباما متسامحاً مع النظام السوري لبشار الأسد والفظائع الجماعية في سوريا، يعتقد الكاتب أن النظام السوري ذراع لإيران في المنطقة، حيث تدعمه بمليارات الدولارات كل عام.
ولم يكن أوباما يريد التدخل مع قرب احتمالات التوصل لاتفاق نووي مع ايران، ولم يكن "يريد الإساءة إلى الإيرانيين في هذه المرحلة الحرجة". ولذا فإن ترك سوريا كمنطقة إيرانية النفوذ هو مجرد ثمن آخر للاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمه أوباما.
وفي ختام مقاله، عبّر الكاتب عن أسفه من حصول إيران على مليارات من الأصول غير المجمدة ستدفع بها لتعزيز الأسد ومن الفظائع التي سترتكبها قوات الأسد وستتخذها داعش والجماعات الراديكالية السُنيّة الأخرى في الحشد والتعبئة، وكلها عوامل من المرجح أن تمد حرب لن يفوز فيها أحد، حرب تحصنت ضد التدخلات الإقليمية والعالمية وألقت بجسد صغير يرتدي قميصاً أحمر على شاطئ بعيد عن منزله.