بما إن إنى عاطل أو شبه خريج رسمياً – و هو فى حد ذاته شعور سىء أن تكون بين الفرح
بما إن إنى عاطل أو شبه خريج رسمياً – و هو فى حد ذاته شعور سىء أن تكون بين الفرح و الحزن فى نفس الوقت – فالطبيعى جداً لأى شاب مصرى أن يكون البعبع بتاعه فى تلك المرحلة هو الجيش !!
أتخيل نفسى فى تلك المرحلة و أنا حالق شعرى الطويل و صاحى من الفجر و راكب رايح منطقة التجنيد و مرعوب من هذا اليوم و بعد ما تلوت الصلوات و طلبت الشفاعات الكثيرة ، أنتظر المعجزة اللى ممكن تحصل و أحصل على تأجيل أو إعفاء كده إن شاء الله … و طبعاً أسترجع الأيام السابقة من الكشف الطبى و أنا بتمنى إنى يطلع عندى مرض أنا معرفوش أو حتى معنديش مشكلة إنهم يشككوا فىَّ لامؤخذة يعنى ، لكن المهم هو الخروج من عنق تلك الزجاجة . و أتذكر و أنا واقف وسط العمال و الصنايعية و جميع أطياف البشر التى لم أتعامل معها من قبل ، و فى تلك اللحظة كنا نتعامل كلنا سواسية ، فى تلك اللحظة لن أستطيع أن أستخدم أى من مميزاتى أو عيوبى التى تفرقنى عنهم لأننا جميعاً هنا لأجل غرض واحد فقط !
عندما يدور ذلك الشريط فى خيالى أتسائل حقاً ، لماذا أصبح الإلتحاق بالجيش عفريت كل شاب مصرى ؟ لماذا أصبحنا نتهرب جميعاً من أداء ذلك الواجب الذى من المفترض أن يكون وطنياً ؟! … لقد أصابنا جميعاً النظام السابق بما يكفى من أمراض غير منظورة ليجعلنا نتخلى عن وطنيتنا. أتعجب عندما أراقب بعض الدول التى نستنكر أعمالها و نضع أنفسنا رأساً برأس معها و مع ذلك أبسط ملامح تقدمها هو أن الإلتحاق بجيشها تطوعى !! حتى و إن كانت هناك حرب غيرشريفة فستجد أيضاً عدد الملتحقين بالجيش كبير جداً لمجرد معرفتهم بقيام بلدهم بحرب. عندما نسترجع التاريخ نجد أن فى خلال حروب مصر كلها لم ينتظر أحد أن يستدعيه الجيش و كانت نسبة المتطوعين غير عادية.
عزيزى القارىء لا أستطيع أن أُعطيك حلاً عملياً لتلك المشكلة العميقة و التى قد تتطلب العديد من الأجيال لحلها ، لكن كل ما أستطيع أن أنصحك به هو أن تقوم بما يُشعرك بوطنيتك مهما كان و لكن حاول أن تستشعر و تتلذذ هذا الإحساس فقط و لو للحظات … حتى و إن كان نزولك إلى التحرير هو الحل .
andrew_samir@live.com