أسواق
تترقب أسواق النفط اليوم اجتماع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الخميس، لاتخاذ قرار
تترقب أسواق النفط اليوم اجتماع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” في العاصمة النمساوية فيينا اليوم الخميس، لاتخاذ قرار حول إنتاج النفط.
وتشير أغلب التوقعات في الأوساط النفطية بالاستناد إلى أدلة متراكمة إلى أن “أوبك” لن تخفض إنتاجها لدعم الأسعار، بينما لا تزال فرضية “مفاجأة أوبك” للسوق قائمة، وتمثل خفض سقف الإنتاج أو تقليص الإنتاج الفعلي بما يتماشى مع السقف.
هذا وقد وتعالت الأصوات التي رجحت عدم خفض المنظمة للإنتاج عقب تصريحات وزير البترول السعودي علي النعيمي بأنه يجب ترك السوق بمفردها لكي تتوازن، كما وأوضح وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنقنيه عقب لقائه “النعيمي” أنهما يتشاركان وجهات نظر قريبة حيال السوق، وأنهما سيواصلان تشاورهما.
وأكد الوزير الإماراتي سهيل المزروعي أن “أوبك” ستتخذ القرار المناسب، رغم أن غالبية الإنتاج الجديد تأتي من خارج المجموعة.
من جانبه انضم مدير الأبحاث السابق في “أوبك” الدكتور حسن قبازرد إلى الأصوات التي تستبعد اتخاذ “أوبك” قراراً لخفض إنتاجها من النفط، خشية فقدان حصصها السوقية، وبسبب الانقسامات في الرأي بين أعضائها، لافتاً إلى أن الخيار الأول أمام المنظمة وترك سقف إنتاجها على حاله، والمقرر بنحو 30 مليون برميل يوميا، مع التشديد على الدول الأعضاء الالتزام بحصصها المقررة، ما سيخفض الإنتاج بنحو 600 ألف برميل يوميا، وهي زيادة تنتجها بعض الدول الأعضاء دون الالتزام بحصتها في “أوبك”.
وأضاف أن الخيار الثاني أمام “أوبك” هو خفض الإنتاج ككل دون 30 مليون برميل، مشيراً إلى أنه خيار “مستبعَد” باعتبار أن المعروض في السوق من خارج دول المنظمة كبير وفي نمو مضطرد، ما يعني فقدان دول المنظمة أجزاء من حصصها السوقية.
وتوقع قبازرد لصحيفة الشرق الأوسط أن ترفع الولايات المتحدة إنتاجها مرة أخرى بنحو 600 ألف برميل العام المقبل، مضيفاً أن السوق مقبلة على زيادة في الإنتاج ووفرة في المعروض، وإذا ما خفضت “أوبك” إنتاجها فستتحرك الدول الأخرى في السوق وتستحوذ على عملائها.
وذكر أن السوق ستوازن نفسها في النهاية بلا شك، وسيستقر الانتاج لأن تلك الآبار المنتجة حديثاً في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، سيثبت حجم إنتاجها إن لم يقل، خاصة في آبار النفط الصخري أو الرملي في كندا أو البحري ذي التكلفة المرتفعة، وأشار إلى أن ضرورة الانتباه لأن هبوط الأسعار سيدفع المستهلكين من عامة الناس إلى زيادة استهلاكهم، ومن ثم يزيد الطلب على النفط ومن هنا ترتفع الأسعار، ومع بداية العام المقبل سترتفع إلى ما بين 80 إلى 90 دولارا للبرميل لمدة عام أو عام ونصف، ومن ثم تعاود موجة الارتفاع مرة أخرى.
إلى ذلك، لفت الدكتور قبازرد إلى أن دراسات “أوبك” نفسها تقول إنه على المدى المتوسط سيظل احتياج العالم من نفط المنظمة عند 29 مليون برميل يوميا، وهذا الاحتياج سيقل من عام 2015 إلى عام 2020، وسيكون النمو في غير دول “أوبك”.