تترقب شركات غربية كبيرة في شيء من القلق، حكما رئيسيا من المحكمة العليا في الهند يمكن أن يحمِّل شركة فودافون
تترقب شركات غربية كبيرة في شيء من القلق، حكما رئيسيا من المحكمة العليا في الهند يمكن أن يحمِّل شركة فودافون فاتورة ضريبية بـ 2.6 مليار دولار ويرسل مزيدا من الإشارات السالبة بشأن مناخ الاستثمار المتردي في الهند.
وتلاحق سلطات الضرائب الهندية مجموعة الاتصالات المسجلة في المملكة المتحدة من أجل ضريبة مكاسب رأسمالية تدّعي أنها مستحقة على صفقة قيمتها 10.9 مليار استحوذت بموجبها فودافون قبل أربع سنوات على هيوتشيسون إيسر، وهي شركة هندية لتشغيل الهاتف الجوال. وبحسب محام يتابع القضية، يمكن أن يصدر الحكم ‘في أي يوم الآن’.
ويشير خبراء قانونيون إلى أن سلطات الضرائب الهندية، العدائية بصورة متزايدة، سترفع دعاوى مماثلة ضد شركات غربية أخرى إذا ما حكم كبير القضاة، إس أتش كباديا، ضد استئناف فودافون الحالي، الذي يعد الأخير.
وقال نيشيث ديساي، المحامي المختص في الضرائب العالمية الذي يتخذ من مومباي مقرا له: ‘فاتورة الضرائب الخاصة بالشركات العالمية الأخرى يمكن بسهولة أن تصبح بعشرات المليارات من الدولارات إذا ما خسرت فودافون’. ويقدر ديساي أن مصلحة الضرائب الهندية أصدرت بالفعل 100 مذكرة على الأقل، بشأن تحقيقات مستقبلية محتملة.
ولا تصدر السلطات نشرات بمثل هذه المذكرات، إلا أن تقديرات ديساي وجدت تأييدا من خبيري قانون آخرين طلبا عدم الإفصاح عن هويتيهما. ويتركز الاهتمام بشكل خاص على نحو ست عمليات استحواذ اشتملت على شركات غربية، من بينها آيه تي آند تي، جنرال إليكتريك، وساب ميلر.
وفي إشارة إلى سلسلة من التحقيقات المستقبلية المحتملة، قال ديساي: ‘الأسلوب الذي تنتهجه سلطات الضرائب الهندية غريب إلى حد كبير على الصعيد العالمي، لذلك تتم متابعة هذه القضية باهتمام كبير. القضاء في الهند مستقل وفودافون لديها قضية جيدة ستكون هناك تداعيات هائلة إذا تم رفض الاستئناف’.
ويأتي الحكم في القضية في وقت يشعر فيه المستثمرون بقلق متزايد بشأن آفاق الاقتصاد الهندي المتباطئ، وكذلك بشأن سجل البلاد من السياسات غير المستقرة، والفساد المتأصل، والأنظمة الشاذة. وأكمل حزب المؤتمر الحاكم ارتدادا مهينا إلى الخلف، بتجميده الأسبوع الماضي إصلاحا رئيسيا يفتح قطاع التجزئة في البلاد، البالغ حجمه 450 مليار دولار، أمام مجموعات السوبرماركت الأجنبية.
وقال هوف يونج، المدير الإداري لـ ‘أبردين أسيت مانيجمينت آشيا’، وهي شركة لإدارة الأموال لديها أسهم بنحو عشرة مليارات دولار في الهند: ‘عدم القدرة على التنبؤ بما تفعله السلطات الهندية ــ سواء تعلق الأمر بالضرائب، أو الاستثمار في قطاع التجزئة ــ هو أكثر ما يحبط المستثمرين الأجانب’. وتابع: ‘إذا خسرت فودافون ستكون تلك ضربة أخرى لثقة المستثمرين’.