تدخل سوق الأسهم السعودية اختباراً مهما يحدد مصير السوق خلال الفترة المقبلة بعد تذبذبات قوية عاشها السوق في الفترة الماضية،
تدخل سوق الأسهم السعودية اختباراً مهما يحدد مصير السوق خلال الفترة المقبلة بعد تذبذبات قوية عاشها السوق في الفترة الماضية، تسببت في هبوطه لقرابة الـ6700 نقطة.
وينتظر المتعاملون بالسوق افتتاح الأسواق الأمريكية والأوربية اليوم الاثنين لمعرفة آثار النزول الكبير الذي عانت منه في أقفالها الأخير، كما يترقبون مصير ديون اليونان التي ستنتخب بعد عشرة أيام حكومة جديدة قد تسعى للخروج من منطقة اليورو.
ويرجع الخبراء الهبوط الذي عانت منه السوق السعودية في اليومين الماضيين قبل أن تستعيد مسار الصعود أمس الأحد بـ67 نقطة للتراجع الأسواق الأمريكية والأوربية وتراجع نمو الاقتصاد الصيني وهبوط أسعار البترول أضافه لقرب دخول إجازة الصيف التي تتسبب في خروج قرابة الـ 30% من المتعاملين فيه، وهو ما يتسبب بالتالي في قلة السيولة في السوق خلال أشهر الصيف.
ويؤكد الخبير في سوق الأسهم الدكتور ياسين الجفري أن تراجع النمو الصيني وهبوط الأسواق الأوربية والأمريكية ألقى بضلال سلبي على السوق السعودية إضافة إلى دخول إجازة الصيف.
ويرتبط الهبوط الأخير في السوق السعودية بالأخبار القادمة من الصين والتي بينت أن هناك تراجع في النمو ومعه الأخيار القادمة من الولايات المتحدة وأوروبا التي بينت تراجع فيها، وثالثا بأخبار هبوط اسعار النفط وتراجعها مع دخول إجازة الصيف".
ويشير الجفري إلى هناك نقطة مهمة وهي تراجع أسعار البترول التي وصلت لـ 83 دولار ولو ارتفعت لتحسن السوق لدينا، مشدداً على أن السوق تعافت قليلا ولكنها ستحتاج لوقت لتتعافى تماما، منتظرة ماذا سيكون عليه الوضع في الأسواق العالمية.
ويقول: "السوق بدأت تتعافى تدريجيا.. أمس ارتفع 67 نقطة بنسبة 1% وارتفعت 117 شركة، وننتظر ماذا سيسفر عنه افتتاح الأسواق الأوربية والأمريكية.. وسيكون بداية الافتتاح في الصين واليابان وهي أقفلت على هبوط وهو سينعكس سلبا على أداء الأسواق وربما ترجع على ارتفاع ويكون هناك تحسن خاصة وأن الذهب واليورو فيهما تحسن".
وحول أزمة اليونان يقول الجفري "لا أعتقد أن اليونان قادرة على الخروج من منطقة اليورو.. فهي لا تستطيع أن تفعل ذلك لأن القرار سياديا وديونها مملوكة لأوروبا.. ولن يؤخذ القرار في أثنا بل في أوربا.. واذا أمتنعت اليونان عن السداد فستباع مثل ألسكا ولويزيانا.. فالدين سيادي ولا يمكن أن ترفض سداده، أيضا هناك اسبانيا والبرتغال يعانون من مشاكل مالية كبيرة".
ومن جانبه يؤكد المحلل المالي طارق الماضي على أن السوق السعودية تأثرت كثيرا من التقلبات الاقتصادية العالمية ويرى أنها تنتظر اختبارا مهما اليوم نتيجة ماذا ستسفر عنه جلسة الافتتاح في الأسواق الأوربية والأمريكية.
وحدث التراجع في الأسواق السعودية بعد أن انخفضت الأسواق الأوربية والأمريكية بشكل حاد جدا.. وتبعتها الأسواق الأسيوية.. انخفضت جميعا في يوم واحد بشكل كبير وقاسي وحن كنا في فترة إجازة".
ويضيف :" القضية ليست قضية اسواق مال فقط فالذهب أرتفع في نفس اليوم بنسبة 4% وهو منذ سنوات طويلة لم يرتفع بهذه النسبة القوية في يوم واحد.. وهذا يعني أنه كان هناك شراء قوي جدا أدى لهذا الارتفاع.. ايضا النفط انخفض هو الأخر بشكل حاد جدا وهبط دون المئة دولار.. كل هذه الأمور حدثت في يوم واحد فقط".
ويرى الماضي أن هناك أسباباً داخلية ساهمت في الهبوط أيضا منها دخول إجازة الصيف والتي يخرج فيها نحو 25% إلى 30% من المتعاملين من السوق بالكامل، مما يعني انخفاض السيولة في تلك الفترة إضافة لكثرة البيع في الأيام الأخيرة.
ويوضح الماضي أن السوق السعودية مرتبطة بشكل كبير بالأسواق العالمية وتتأثر بشكل سلبي نتيجة ما يحدث فيها، وهناك شركات قيادية محلية تنخفض مع أنها تحقق أرباح جيدة، وذلك سبب أنه عندما ينخفض السوق ينخفض معه الجيد والسيئ.
ويتابع :" تتأثر الأسواق المحلية بالأسواق العالمية.. فشركات البترو كيماويات عملائها من الدول الأوربية والأمريكية والدول الأسيوية.. فإذا حدث هناك أزمة أو ركود اقتصادي فهذا يعني استهلاك انخفاض الدول من هذه المواد وبالتالي تقل قدرة شركاتنا على البيع وبالتالي تنخفض الأرباح وهذا القطاع أول خط دفاع للسوق
وحول المستقبل وماذا سيكون عليه وضع الأسواق السعودية في الفترة المقبلة يؤكد الماضي على أن السوق تنتظر نتائج جلسة الافتتاح في أوربا وأمريكا وأسيا.. وأيضا نتائج الانتخابات في اليونان.
ويقول :"هناك مرحلتان.. الأولى افتتاح الأسواق الأوربية والأمريكية اليوم الأثنين.. واذا افتتحت بشكل ايجابي فسيشجع هذا المضاربين لدينا على الدخول بشكل أكثر جرأة ويتركوا عنهم الخوف.. ولكن لن نرتفع بنفس القوة التي قد ترتفع بها الأسواق العالمية لأننا تعودنا أننا نهط بقوة ونرتفع بشكل اكبر"..
ويتابع :"الأمر الثاني سيتحدد بعد 10 أيام وما ستسفر عنه الانتخابات اليونانية وحل هذه المشكلة واختفاء هذا الهاجس والتخوف من دخول الأسواق العالمية في مرحلة ركود فقد يرفع بسوقنا المحلية فوق الـ7000 نقطة.. وربما يكون العكس اذا خرجت اليونان من منطقة اليورو وامتنعت عن سداد ديونها فقد يكون هناك أزمة اقتصادية عالية تدخل العالم في ركود كبير وأن كنت لا اعتقد أن الاتحاد الأوربي سيقبل بحدوث هذا ولاحظنا أن المانيا وفرنسا بدأت تقلل من سقف شروطها والتي كانت ترفض التفاوض حولها في السابق وبنسبة كبيرة ستلحق باليونان كل من البرتغال واسبانيا وايطاليا".