أخبار وتقارير

تظاهر عشرات اللبنانيين السبت شمال بيروت، للمطالبة بمغادرة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم المليون، لبنان، معتبرين أنهم يشكلون

تظاهر عشرات اللبنانيين السبت شمال بيروت، للمطالبة بمغادرة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم المليون، لبنان، معتبرين أنهم يشكلون عبئاً اقتصادياً كبيراً على اللبنانيين.

وشهد لبنان في السنوات الماضية حملات تحريضية عدة على اللاجئين، أملتها الانقسامات السياسية، وتردي الوضع الاقتصادي، وقلة الموارد في بلد صغير، يبلغ عدد سكانه 4 ملايين.

ورفع العشرات في بلدة زوق مصبح لافتات كتب عليها: "كي لا نخسر لبنان، فاوضوا الحكومة السورية" لعودة النازحين، و" لننقذ لبنان قبل فوات الأوان" و"لن ننتظر أن نصبح أقلية في مدننا وقرانا ".

وانعكس اللجوء السوري في لبنان منذ بداية النزاع في البلد المجاور قبل 6 سنوات توترات سياسة، وأمنية، واجتماعية.

وقالت أمل حبيب، المشاركة في المظاهرة: "أنا لست مع الطرد العشوائي للسوريين، نريد أن يذهبوا عبر تسوية أوضاعهم. لدينا شباب وصبايا دون شغل، هل نعلم أولادنا ليسافروا ويأتي غيرهم إلى هنا؟".

وأضافت: "المساعدات التي كانت تأتي الى لبنان باتت تأتي إلى النازحين في المخيمات".

ورُفعت لافتات ضخمة في منطقة كسروان، ذات الغالبية المسيحية، تدعو للمشاركة في التظاهرة للمطالبة بإعادة النازحين السوريين.

وقال فرنسيس يعقوب القاعي إن "الوجود السوري في لبنان أصبح نوعاً من الاحتلال الاجتماعي، والاقتصادي، وسيصبح سياسياً "، مضيفاً: "لن ننسى حتى الآن الاحتلال السوري، خرج 30 ألف عسكري وأتى مليونا مواطن".

وتابع: "اللبناني الذي يمنح عملاً لسوري بدلاً من اللبناني يعُتبر شريكاً في الجريمة".

ويحتضن لبنان، البلد الصغير ذو الامكانات الهشة، نحو 1.2 مليون لاجئ سوري يعيش مُعظمهم ظروفاً إنسانية صعبةً، ويتسبب وجودهم في أعباء اجتماعية، واقتصادية.

ولكن منظمات دولية، وغير حكومية، تؤكد أن وجود اللاجئين يُسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، مشيرةً إلى أن هؤلاء يصرفون المساعدات المالية، التي يتلقونها في الأسواق المحلية.

وتعمل الحكومة اللبنانية على بلورة خطة لاعادة السوريين، لكن بعض القوى المناهضة لسوريا، وعلى رأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، تطالب بأن يكون ذلك عبر الامم المتحدة، فيما يصر آخرون وبينهم حزب الله، حليف النظام السوري المشارك في الحكومة والمتحالف مع التيار الوطني الحر، حزب رئيس الجمهورية ميشال عون، على التنسيق مباشرةً مع الحكومة السورية.

ويرى مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية ناصر ياسين، أن هناك "خطابا عاما سلبيا تجاه السوريين في لبنان لاسباب عدة"، معدداً التنافس على فرص العمل "التي هي أصلاً قليلة" خاصةً في المناطق الفقيرة التي يلجأ لها غالبية النازحين السوريين.

ويضيف: "الضغط الديموغرافي يولد ضغطاً على البنى التحتية، هذه هي الأسباب المنطقية، المجتمعات تعبت من العدد الكبير".

ويُشير أيضاً إلى أن: "السياسيين في لبنان يغذون خطاب الكراهية، خاصةً أن بعض السياسيين، والأحزاب يستخدمون الموضوع السوري سلاحاً للانتخابات المقبلة".

وكتب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على تويتر قبل أيام: "أمام المواطن السوري الشقيق طريق واحدة هي طريق العودة إلى وطنه"، و"كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا هو محتل، من أي جهة أتى".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى