الرأي

جاء به الميدان ولفظه أيضا الميدان.. هذا هو العنوان الأنسب لنبأ استقالة رئيس الوزراء عصام شرف.. فلقد جاءت أحداث ميدان

جاء به الميدان ولفظه أيضا الميدان.. هذا هو العنوان الأنسب لنبأ استقالة رئيس الوزراء عصام شرف.. فلقد جاءت أحداث ميدان التحرير الأخيرة لتعطي أكبر مؤشر على وفاة حكومة شرف حتى ولو استمرت، لأنها وبرغم سخونة الأحداث وخطورتها بدت حكومة عاجزة منكسرة صامتة ففقدت إحترام الشعب لها وأصبح الشارع المصري يتسائل أين رئيس الوزراء هل اختفى أم أصبح مجرد موظف بدرجة رئيس وزراء

عصام شرف الذي قيل عنه أنه جاء من قلب الميدان وابن من أبناء الثورة وعُول عليه كثيرا في تحقيق مطالبها، كان أكثر المعوقين لقطارها منذ توليه منصبه وحتى الآن.. فلا يتذكر أحد حتى من أكثر المتعاطفين معه أي إنجازات تحسب له خلال فترة توليه المسئولية في الثالث من مارس الماضي،

تسعة أشهر مرت والحال من سيئ إلى أسوأ، تسعة أشهر ومازال الانفلات الأمني قائم.. تسعة أشهر والبلطجة تحتل المشهد.. تسعة أشهر والحوادث الطائفية تتكرر من حين إلى حين، تسعة أشهر وأزمات اقتصادية تتلاحق وأسعار ترتفع وأسواق تبعد عن سيطرة الدولة.

دكتور شرف، أين دور حكومتكم في إنفلات إعلامي يؤجج المشاعر ويشعل الأوضاع أكثر مما يهدئها، أين دوركم في استمرار التدهور في الخدمات الصحية، أين تعاملكم مع أزمة المعلمين وأين مساهماتكم في تجويد العملية التعليمية، أين دوركم في أزمة القضاة والمحامين، أين حلولكم التي قدمتموها لأزمة البطالة المتزايدة التي كانت سببا من أسباب الثورة

دكتور عصام شرف عفوا لقد نفد رصيدكم وخسرت فرصة دخول التاريخ من أبوابه الواسعة

في النهاية لا يسعنا إلا أن نحتفل بخبر خروجك من الوزارة كما احتفلنا من قبل بتوليك لها.. فالوقت حتما قد حان لوقف الانهيار والتراجع في كافة المجالات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى