دعا المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفى عنان، اليوم الجمعة، لوقف الاتهامات المتبادلة بين روسيا والقوى الغربية

دعا المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفى عنان، اليوم الجمعة، لوقف الاتهامات المتبادلة بين روسيا والقوى الغربية بشأن سوريا، معتبراً أن سوريا هى الخاسر الوحيد فى هذه "المنافسة الهدامة".
وحذر عنان، فى مقابلة أجرتها معه صحيفة الجارديان البريطانية، من مغبة اندلاع حرب أهلية فى سوريا، ومن خطر امتداد النزاع الدائر إلى الدول المجاورة لها، وذلك فى حال عدم إنهاء "المنافسة الهدامة" بين روسيا والغرب والدول العربية لفرض وقف إطلاق النار والبدء فى عملية الانتقال السياسى.
ودعا عنان إلى وضع حد لتبادل الاتهامات بين القوى الدولية، مؤكداً "أنه على الرغم من الاختلافات فى وجهات النظر حول تسوية الأزمة السورية فى مؤتمر جنيف الأخير، إلا أن الاجماع على خطوة الانتقال السياسى فى سوريا تعد بمثابة إنجاز لا ينبغى تبديده".
وتابع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية قائلا، "نحاول تنفيذ بعض القرارات التى اتخذت فى مؤتمر جنيف"، معتبراً أن القرارات القابلة للتنفيذ على أرض الواقع هى القرارات الأكثر فاعلية لوقف أعمال العنف المندلعة فى سوريا، والضغط على أطراف الصراع للبدء فى عملية الانتقال السياسى.
وأعرب عنان عن تفهمه لرد فعل المعارضة السورية قائلا، "ربما لو كنت مكانهم لكنت قد فعلت الشىء نفسه أو ربما أكثر، وذلك لأنهم لم يحصلوا على كل مطالبهم، غير أن ذلك لا يعنى أنهم لم يحصلوا على أى مطلب من مطالبهم".
وردا على الانتقادات التى وجهت للنهج الحذر الذى يتخذه عنان فى تعامله مع الملف السورى وسط تزايد أعمال العنف فى سوريا التى أودت بحياة أكثر من 15 ألف قتيل خلال الـ16 شهراً الماضية، أصر عنان، فى مقابلته مع صحيفة الجارديان البريطانية، على أنه ليس لديه نية للاستقالة من مهمته الهادفة لإرساء الاستقرار فى سوريا.
وأشاد عنان بإجماع الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن على الانتقال السياسى فى سوريا لأول مرة خلال اجتماع جنيف، مؤكداً أن خارطة الطريق تم وضعها حتى يتأكد أطراف النزاع فى سوريا من وجود خطط بديلة فى حال توقفهم عن الصراع.
واعتبر عنان أن الانتقادات الغربية لروسيا الحليف الوثيق للرئيس السورى بشار الأسد لم تكن كافية، مشيراً إلى أن روسيا لديها نفوذ ويمكن أن تشجع الحكومة السورية من أجل التنفيذ الكامل لخطة السلام المكونة من ست نقاط، وعدم ممارسة حق النقض "فيتو" ضد قرارات مجلس الأمن.
وتابع قائلا، "غير أن هذه المهمة لا يمكن تركها للروس وحدهم"، متوقعاً أن إيران بإمكانها لعب دور فى الضغط على الأسد أيضا، فضلاً عن دور الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى فى الضغط على المعارضة السورية من أجل الالتزام بالخطة ذات الست نقاط.
وشدد عنان، فى ختام مقابلته مع الصحيفة البريطانية، على أن المنافسة بين الولايات المتحدة وباقى الدول الغربية مع روسيا والصين والقوى الحليفة لسوريا من شأنه تدمير كافة المساعى المبذولة لتسوية الصراع الدائر فى سوريا.

Exit mobile version