اخبار-وتقارير

دعت مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى كلا من مصر والولايات المتحدة إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية بينهما، وقالت فى تقرير

دعت مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى كلا من مصر والولايات المتحدة إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية بينهما، وقالت فى تقرير لمارينا أوتاوى إن تلك العلاقات أهم بكثير من مستقبل المنظمات الأمريكية غير الحكومية فى مصر.
وطالب التقرير القاهرة واشنطن بالتوقف عن استفزاز بعضهما البعض والتركيز بدلا من ذلك على الكيفية التى يمكن من خلالها نزع فتيل الأزمة التى تسببت فيها قضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى، لأن هناك الكثير من الأمور على المحك والتى تتطلب قدراً من الدبلوماسية الماهرة والاستعداد لتقديم تنازلات.
وتحدثت أوتاوى عن أهمية كل بلد للآخر، وقالت إنه بالرغم من أن مصر الآن ليست مؤثرة مثلما كانت فى السابق، إلا أن أنها مهمة بالنسبة لأمريكا، فهى أكبر بلد فى الشرق الأوسط كما أن واشنطن تريد الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فبرغم أن السلام بينهما بارد، إلا أن هذا البرود أفضل من عدم وجود سلام على الإطلاق.
وعلى الجانب الآخر، فإن مصر فى حاجة إلى الولايات المتحدة برغم حساسيتها الوطنية المفرطة. وتشير أوتاوى إلى أن تلك الحاجة لا تتوقف فقط على المساعدات المباشرة التى تقدمها واشنطن لها، بل على قدرة الأخيرة أيضا على التأثير فى قرارات صندوق النقد الدولى الذى تحتاج مصر إلى الحصول على قرض منه بشكل ملح.

وتتابع الخبيرة الأمريكية قائلة إن المنظمات الأمريكية التى تواجه الاتهامات فى مصر وهى المعهدان الجهورى والديمقراطى ومؤسسة فريدوم هاوس والمركز الدولى للصحفيين لديها تأثير هامشى فقط فيما يتعلق بما إذا كانت مصر ستصبح فى النهاية بلدا ديمقراطيا، فنجاح الانتخابات البرلمانية لا تتحمل تلك المنظمات سوى جزء قليل منه.

وشدد المركز الأمريكى على ضرورة أن تقوم كل من مصر والولايات المتحدة بخطوات لوقف التدهور فى العلاقات بينهما والذى لا يصب فى مصلحة أحد.

ويحذر من أن عدم قدرة واشنطن على إصلاح علاقتها بالمؤسسة العسكرية فى مصر سيجعلها معزولة وليس لديها سوى عدد قليل من الاصدقاء فى مصر، فالإخوان والسلفيون المعادون للولايات المتحدة يسيطرون على البرلمان، فى حين أن واشنطن لا تشعر براحة فى التعامل مع الأحزاب العلمانية المنقسمة وغير الشعبية، وبرغم أن الجيش سيترك لاحقا إدارة البلاد بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، إلا أنه يظل لاعبا قويا.

ودعا كارنيجى المسئولين الأمريكيين إلى عدم مطالبة الجيش بالتدخل فى المحاكم التى تنظر قضية المنظمات حاليا، لأن استقلال القضاء هو أحد مبادئ الديمقراطية التى تدعو إليها الولايات المتحدة، ومن السابق لأونه أن تقوم واشنطن بقطع المساعدات العسكرية عن مصر، لكن بإمكانها المطالبة بتعجيل البت فى القضية.

وختم المركز تقريره بحث الحكومة المصرية على التخفيف من حدة لهجتها فى هذه القضية والتوقف عما سماه صب الزيت على نار نظرية المؤامرة بشأن ما تقوم به المنظمات الأمريكية غير الحكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى