اخبار-وتقارير

رأت صحيفة “يديعوت آحرونوت” الإسرائيلية أن الرئيس المصري “محمد مرسي” أراد ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة حتى لا توقف

كتب : إسلام عبدالكريم

 

رأت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية أن الرئيس المصري "محمد مرسي" أراد ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة حتى لا توقف المساعدات الاقتصادية ، وذلك من خلال إجراء إتصالات مع منافسيها ،روسيا،  أيضا من أجل عدم جعل الجزء الأكبر من تلك المساعدات مخصص للجيش المصري ، حيث أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن واشنطن تعلن أن تقديم المساعدات الإقتصادية والعسكرية هى لدعم الديموقراطية وتدعيما للجيش المصري الذي لعب دورا فى حماية الثورة ، ومساعدة له فى محاربة الإرهاب فى سيناء وللحفاظ على السلام مع إسرائيل .

 

وقالت الصحيفة نظرا لتدهور الإقتصاد المصري وعدم الإستقرار السياسي ، أدرك "مرسي" أن الطريق للضغط واشنطن هو إجراء إتصالات مع أعداءها ، فى الوقت الذي يزداد فيه القلق الإسرائيلي من أن دعم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" سيعزز من الدولة التى يسيطر عليها الإخوان المسلمين .

 

 

وأشارت إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيجل" للقاهرة مؤخرا ، والتى وعد خلالها بأن واشنطن ستواصل دعمها وتقديم المساعدات السنوية ،التى تقدر بـ1.5 مليار دولار، وأنها ستمنح مصر 20 طائرة (إف 16) ودبابات حديثة ، بالإضافة إلى إلغاء مديونيات مصرية . لافته إلى أن الكونجرس إعترض علي تلك المساعدات قبل زيارة "هيجل"، حيث عارض عدد من النواب إرسال مساعدات لدولة يرأسها شخص أصولى يساعد تيار الإخوان المسلمين للسيطرة على مصر ،ويعرّض المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط للخطر . وتسائلت عن جدوي لقاء "هيجل" بـ"مرسي" فى ظل هذه  الظروف .

 

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن "مرسي" – الذي جاء بإنتخابات ديموقراطية بفارق طفيف عن منافسه – يشكك العديد فى قدرته على قيادة مصر ، فخلال الشهر القادم سيكون قد مر عاما على وصول "مرسي" لسدة الحكم بمصر ، ونجاح الإخوان فى السيطرة على البرلمان وإقالة وزير الدفاع وعدد من قيادات الجيش . وخلافا للتقديرات فلم يلغ "مرسي" إتفاقية السلام مع إسرائيل ، ولم يقطع أية عهود مع إيران ولم يحول مصر لدولة شريعة حتى الآن .

 

وأضافت "يديعوت " أن أحد الشروط الأمريكية لمواصلة المساعدات الإقتصادية لمصر هو الحفاظ على الديموقراطية التى نالها المصريين فى أعقاب ثورة يناير ،والتى طالبت بإنهاء عصر الفساد والديكتاتورية الذي إتسمت به البلاد خلال عهد مبارك . لكن الإسلاميين يزعمون أن المعارضة "جبهة الإنقاذ" ليست قانونية لأنها لا تعترف بالديموقراطية وبالرئيس المنتخب .

 

وأشارت إلى أن الإسلاميين أدركوا منذ الإنتخابات خلال العام الماضي أن قوتهم الإنتخابية فى المناطق الريفية ، وأن المناطق المتحضرة تقف بجانب المعارضة ، وإستغلت أغلبيتها فى البرلمان المؤقت – الشوري – لتمرير قانون بخفض سن القضاة ، لكن هذا التغيير جلب العديد من الإحتجاجات الغير متوقعة فى الشارع المصري .

 

وأن "مرسي" ،كعادته، قدم نفسه على أنه رئيس لكل المصريين وليس رئيسا للإخوان فقط ، فقد إجتمع مع القضاة لإيجاد حلول للأزمة . ووفقا لرأي رجال النظام فإن الثورة المصرية نجحت فى أن تحل محل السلطات التشريعية والتنفيذية ،إلا أن السلطة القضائية مازال يتواجد بها بقايا النظام السابق ،فى الوقت الذي تري فيه المعارضة أن الصراع المتواصل بين "مرسي" والقضاة يأتي كخطوة أخيرة فى عملية سيطرة الإسلاميين على مصر ، خاصة بعد أن إستولى الإخوان على الرئاسة والبرلمان والجيش ، فإنهم يسعوا للسيطرة على القضاء .

 

وأوضحت أن المحاكم المصرية لها تاريخ من القرارات المعارضة لجماعة الإخوان منذ إستيلائها على الحكم ، وأحكامها التى إتسمت بالمغفرة تجاه رموز النظام السابق خلال المحاكمات ، وهى من أعلنت عن حل البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية ، ورفضت مؤخرا قانون الإنتخابات مما أدي لإرجاء الإنتخابات . أيضا "مرسي" قاد صراعا ضد القضاء عندما أصدر إعلانا دستوريا منحه صلاحيات موسعه .

 

وعلى الرغم من المساعدات التى قدمتها السعودية ودول الخليج لمصر ، إلا أن تدهور الإقتصاد المصري مازال مستمرا ، فقد أضرت الثورة بالسياحة ،وإرتفعت معدلات البطالة ،  وزاد الجوع والفقر ولم يعد للنظام الجديد شئ يقدمه للشعب . ورأت "يديعوت" أن هذا الوضع يشجع على ظاهرة البلطجة وإنتشار العصابات بالشوارع وتفشي العنف ،ومن بينها "البلاك بلوك" .

 

وبالرغم من هذا الوضع فإن المساعدات الأمريكية ،وهى الأهم للإقتصاد المصري ، يتم توجيه 80% منها للجيش ، ومحاولة "مرسي" للتدخل فى توزيع هذه المساعدات يمكنه أن يثير التوترات بين الرئاسة والجيش . ولتغيير هذا الوضع فإن مهمة "مرسي" الهامة هى إقناع الشعب المصري أن التهديد بخطر الإفلاس هو الأخطر من التهديدات الخارجية ،التى يتولى أمرها الجيش ، وأن الإرهاب فى سيناء هو بسبب الأزمة الإقتصادية وعدم إستقرار البلاد .

 

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تعلم خطورة تدهور الإقتصاد المصري وقربة من هاوية الإفلاس . وفى الوقت الذي يتقاتل فيه السوريون على أنقاض البلاد ،فإن مصر مازالت تدير صراعات حول الدستور والتى تسببت فى عدد محدود من الضحايا .

 

فإن الرئيس المصري "مرسي" أدرك أن طريقة الضغط على الولايات المتحدة هى إجراء إتصالات مع منافسيها . فقد زار روسيا مؤخرا وإتفقا على التعاون على التعاون على الحصول على الطاقة من اليورانيوم للأغراض السلمية ، وإتفقا على إجراء مناورات فى المستقبل القريب ، ووقعت مصر على صفقة أسلحة مع دول شرق أسيا ،مثل الهند وباكستان .

 

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية على أن هذه التطورات تثير قلق بالغ لدى الأمريكيين ، لذلك كانت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للقاهرة مؤخرا .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى