رحل صباح اليوم الأربعاء المحارب العجوز محمود قاسم بعد رحلة حياة ناهز فيها الثامنة والتسعين من العمر، وهو أحد جنود
رحل صباح اليوم الأربعاء المحارب العجوز محمود قاسم بعد رحلة حياة ناهز فيها الثامنة والتسعين من العمر، وهو أحد جنود الجيش المصري الذين شاركوا في حرب 1948 وأحد مشاهير القرية ومركز دشنا، وقد تم دفنه بمدافن عائلته بقرية أبو مناع بحري التابعة لمدينة دشنا بقنا.
وتعد حرب 1948 هي الحرب التي دخلتها الجيوش العربية من مصر والعراق والأردن والسعودية ولبنان وسوريا ضد المليشيات المسلحة الصهيونية بعد إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
وكان المقاتل قاسم قد التزم منزله سنوات عديدة منذ دخوله في المرض، ورفض الحديث عن ذكرياته في الحرب مقدمًا معلومات ضئيلة عن أنه كان ضمن كتائب قطاع غزة الذي كان يتبع السيادة المصرية، وتم إلحاقه بالكتائب هناك عقابًا له لرفضه الانضمام للجنود الملحقين في مهنة حلاق لأحد أقارب الملك فاروق في الجيش الملكي المصري بسبب شكله الوسيم إذعانًا لتقاليد الصعيد.
وتبدو سيرة مقاتلي فلسطين وكتائب قطاع غزة الباقية في الصعيد، مثل سيرة المقاتل محمود قاسم، موزعة ما بين خطابات البريد الحربي لأقاربهم والتي تحوي أماكن القتال كالفلوجه وحيفا ويافا، حيث كانوا يخبرون أهاليهم إلى أي منطقة قتال سيذهبون، كنوع من الاستدلال على قبورهم إذا لم يرجعوا.
فيما تبقى الأمراض النفسية التي لحقت البعض منهم وهم يتذكرون بعض قبائل غزة ومن قاتلوا من أجلهم وهم ينتشون فرحًا بعد هزيمتهم من اليهود هي الظاهرة الواضحة حين يتذكرون وقائع الحرب.